البذخ في العزايم الكبرى جريمة بحق النعمة ">
لقد شاهدنا ما يحصل في المناسبات الكبرى من ولائم وعادات ما كانت في أسلافنا الكرماءن حيث إكرام الضيف والاحتفاء به من أهم الصفات التي يتميز بها العربي والرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول (إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق) ومن أجل الأخلاق هو إقراء الضيف وأن تجعل له مكانة عزيزة في القلب، ولكن ما هو موجود الآن من بذخ وإسراف في الأطعمة، حيث الموائد ذات الطول والعرض عليها ما لذ وطاب من الفواكه والأرز واللحوم التي تكفي قارة وليس حارة، شخص يجلس على مفطح كامل لا يشاركه أحد وأشخاص يجلسون على صحون متناهية الطول وهم خمسة أو سبعة أشخاص، وكذا الفواكه التي تكون على أشكال مخروطية أو مسطحة ثلاثة أرباعها لا تؤكل ولا يتصدق بها مع الأسف، وما يزيد الأمر نكاية التعطر بالأنواع الفاخرة من دهن العود ليس الهدف الرائحة الذكية إنما التفاخر والتعاظم، وإني أخاف إذا استمر هذا الوضع لأن الزود يحدث النقص والله جل جلاله يقول {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} (16) سورة الإسراء.
ألا هبوا أيها الغيورون من أصحاب الرأي وأصحاب المكانة الرفيعة ورجال الحسبة بتغيير هذه الخصلة الذميمة والتأكيد على أصحاب القصور بعدم الرضوخ لمطالب هؤلاء الجهلاء والحمقى الذين لا يرعون حقاً للنعمة، وذلك بفرض الغرامات الباهظة ولو أدى الأمر إلى قفل القصر أو المطبخ أو الاستراحة (لأن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) والله من وراء القصد.
محمد بن ناصر الخميس - الرياض