السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشير إلى ما نشر في جريدة الجزيرة العدد رقم (15867) بعنوان (زواج الأيتام) الذي أوضح فيه الكاتب (نبيل حاتم زارع) أن المؤسسة الخيرية المعنية بالأيتام ومجهولي الأبوين) تقوم بالرعاية والاهتمام من النواحي التعليمية والصحية... الخ) بحيث يصبحون أعضاء فاعلين في المجتمع وأن هذه الشريحة عاشت لسنوات طويلة في مجتمع محدود جداً بغض النظر عن الترفيه والتعليم ولكن يقصد الكاتب المعايشة الطبيعية للحياة العامة بحيث يحتك كل طرف بالآخر، فالشاب لم يحتك مع أحد محارمه وكذلك الشابة لم تحتك مع أحد محارمها.
أقول تعليقاً على الأخ الكاتب أولاً أشكره على التطرق والكتابة عن هذا الموضوع الذي يهم جميع أفراد المجتمع شباباً وشيوخا رجالاً ونساء لأن هذه الشريحة شريحة الأيتام أولاً وقبل كل شيء أن ديننا حثنا على الاهتمام بهذه الفئة ورعايتها والاهتمام بها كأي فرد في الأسرة وفي المجتمع سواء كان المولود ذكراً أو أنثى ورسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه حثنا على رعاية الأيتام والاهتمام بهم فقال (أنا وكافل اليتيم كهاتين وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى) ومن هذا المنطلق الدولة رعاها الله تلتقط اليتيم وذوي الظروف الخاصة منذ أيامه الأولى وترعاه وتسخر له كل الإمكانات المعيشية والمأوى والرعاية الطبية والتعليمية وتربيته وتنشئته التنشئة الإسلامية الصحيحة سواء كان في مؤسساتها الاجتماعية المتمثلة في دور التربية الاجتماعية للبنين والبنات التي تشرف عليها وزارة الشئون الاجتماعية أو لدى الأسر البديلة حيث تمتد هذه الرعاية من الدولة لهذا الطفل أو هذه الطفلة داخل الأسرة لأن هذا الوسط الأسري أفضل من المؤسسات الاجتماعية وتتم متابعة هذه الرعاية عن طريق الرعاية اللاحقة من قبل الاخصائيين الاجتماعيين والأخوات الاخصائيات الاجتماعيات.
ثانياً: كان بودي من الأخ الكاتب أن يطلق على (مجهولي الأبوين) وأن يسميهم (ذوي الظروف الخاصة) بدلاً من مجهولي الأبوين لأن واقع هذه التسمية ألطف وأفضل على نفسيات هؤلاء الأطفال فيما بعد، أما ما أشار إليه أن الشاب طول حياته في مجتمع ذكوري فهذا يمكن يخالف الواقع لأن بعض الأسر وخاصة المرأة عندما تحتضن طفلا وترضعه الرضاعة الشرعية في حولين من عمر هذا الطفل يكون محرماً لها وبقية أفراد الأسرة من الإناث وبهذا يحتك بالإناث من أخواته وخالته وعماته من الرضاعة وكذلك الطفلة عندما يتم إرضاعها يكون أفراد الأسرة من الذكور إخوانا لها، وهكذا بقية المحارم وما ينطبق على الأنثى ينطبق على الذكر.
كذلك فترة عقد النكاح والخطوبة هناك فرصة ووقت للتعارف والاحتكاك بين الطرفين قبل الزواج بالنزول للأسواق لشراء وتأمين احتياجات الزواج من ملابس وأثاث والتشاور فيما بينهما، وهذا يتيح الفرصة بعدم التفاجؤ كما ذكر الكاتب حتى ولو كان بإشراف الدار التي يعيش فيها اليتيم أو اليتيمة أو الأسرة التي احتضنت أحدهما أو كلاهما وبهذا يكون كل منهما قد انفتح على المجتمع وأفراده وعلى البيئة التي يعيش فيها ونضمن إن شاء الله عدم التصادم بين الطرفين والله من وراء القصد.
خاتمة شعرية من شعر (إبراهيم ناجي)
لست أنساك وقد أغريتني
بفم عذب المناداة رقيقُ
مندل عبدالله القباع - خبير اجتماعي