عبدالعزيز محمد الروضان ">
يمر العالم اليوم من مشرقه إلى مغربه بجملة من المشاكل ومعضلات الأمور، والحياة لها بطانتان، بطانة خشنة وبطانة ناعمة. فأحياناً يعيش بعض الناس والحياة فرشت لهم بطانتها الناعمة، وأحياناً أخرى يعيش بعض الناس وقد قلبت الحياة لهم ظهرها وتكبدوا مشاكل البطانة الخشنة، هذا هو ديدن الحياة التي يعلم طبيعتها كل إنسان له مسكة عقل. وقدر العالم اليوم أن يعيش الحياة وقد قلبت لهم بطانتها الخشنة على مختلف صُعد الحياة، ويحاول كثير من أبناء هذه الحياة أن يتغلبوا على بطانتها الخشنة لعلها تكون بطانة ناعمة، وكثير ممن بيدهم صناعة القرار على مختلف أنواعه، يحاولون جاهدين أن تمر العاصفة ولم تخلف وراءها تبعات تذكر، ومن ثم يرقص الناس تحت رش مطرها فتنبت الزهور وتغرد الطيور على زنابق غصونها.. هذا هو شأن كثير ممن بيدهم صناعة القرار في هذا النسق الدولي. ولكن قبل أن ندلف إلى بغية بطانة الحياة الناعمة، فإني أقول إنّ الحياة بدون مشاكل هي حياة رتيبة سريعاً ما يمل الناس رتابتها، وأنّ المشاكل هي ملح الحياة حتى يكتسب الناس التجربة ويتعودوا أن يعيشوا في مضايق الصبر، فالعيش بدون مشاكل يمله الناس، فالسماء الزرقاء لا تصنع بحارةً مهرةً، ولن تُصقل مهارة البحارة إلا إذا عاشوا أهوال العواصف العاتية وهي تضرب أخشاب سفنهم، إذا كان لهذه المقدمة مندوحة فمقالي هذا هو بحاجة إليها.. وما أود قوله في هذا المقال أن العالم اليوم لن يعيش طعم الحياة إلا إذا انتصر على باطلها وطوق مشاكلها، وإذا كان العالم اليوم يعيش في أتون مشاكل فكرية ومضائق اقتصادية وحروب دامية، فما أزكى شعلتها إلاّ أناس همهم الوحيد أن يعيش العالم على صفيح ساخن.. ولكن على الطرف الآخر يوجد أناس نذروا أنفسهم لخدمة هذا العالم وزحزحته إلى أن يصل إلى بر الأمان فترسو سفنه على مرافئ آمنة مطمئنة. ولا شك أنّ من هؤلاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان (أيده الله)، فهذا الملك آل على نفسه أن يعود الحق إلى نصابه وأن يتوارى الباطل وأن ترتفع راية الحق.. وإذا كانت هذه هي إرادة الملك، فإنّ معه إخوة أشقاء وأصدقاء أعزاء كذلك نيتهم نية سلمان، فجميعهم يداً بيد نذروا على أنفسهم أن يعيش العالم بسلام ووئام وألا يكدر صفو العيش شيء. فهمهم يستأصلوا شأفة كل باطل ورد الحق إلى أهله، وما أُسلط سيف أو أُسرج خيل اليوم، إلا وكان قبله أناس قد أسرجوا خيولهم وامتطوها في سبيل الباطل، وعلى الباغي تدورالدوائر والبادي أظلم.. وما حشد العالم اليوم إلا ليُزهَق باطلاً ويُنصر مظلوماً.. إنّ الباطل إن أرعد وأبرق فبروقه خلب.. وما أبهى محيا العالم اليوم وهم يوجهون سهامهم إلى باطل استمرأ باطله، وما أبهى العالم اليوم من وجود رجالٍ ميّزوا الحق من الباطل فباركوا الحق ومحوا خطوات الباطل.