يوسف الدخيل ">
تذكر تقارير رسمية عدة، أن هناك معرفات بعدد من وسائل التواصل الاجتماعي وضعت لها أسماء سعودية. لكنها تدار وتمول وبخطط لأهدافها ومحتوياتها من خارج المملكة العربية السعودية. وهذا يكشف بكل وضوح أن هناك محاولات لاختراق الداخل السعودي. ومن خلال المجتمع. وفي العالم الافتراض السعودي الذي هو مليء بكل غث وسمين.. ويحوي الكثير من الحقائق والمغالطات والأوراق والتقارير والمظاهر الاجتماعية والاقتصادية..
يذكرون في علوم الاستخبارات السياسية والعسكرية بل وحتى في الأمن الجنائي أن أي معلومة مهما صغر حجمها وقل تأثيرها.. إلا أن رجل الاستخبارات يجب أن يتعامل معها بجدية ولا يهمل نقلها أو توثيقها
-بحسب الحالة- وهذا يعطينا دلالة أكيدة أن قوي الحقد التي تستهدف وطننا قد تعاملت بشكل حديث وجديد مع معطيات التجسس والاختراق الحديثة وصارت تشن حربها الافتراضية علينا بشكل أكثر سهوله وقد يكون بعيداً عن عيون رجال الأمن الميدانيين. وهنا تكمن الخطورة والأهمية القصوى.
لذا نعود إلى بداية البداية وحكاية بطل قصتنا الأسير الأول الذي ضحى بأغلى ما يملك من أجل وطنه وأبناء وطنه.
الغالبية العظمى من السعوديين يتعاملون مع وسائل التواصل الاجتماعي. ومنذ أن يصل عمر الطفل السعودي ثلاث سنوات وهو يحمل جهاز الحاسب الآلي اللوحي (الآيباد) وتستمر بالتعامل أكثر من خلال أجهزة الاتصال الذكية التي تملاء البيوت التي صارت شاغلة للناس وملهية ومسلية لهم.. وعدة ساعات يقضيها السعودي من يومه متنقلا بين وسائل التواصل الحديثة.
عدة قصص ووقائع يتداولها عموم الشعب وبعضها أكد من جهات حكومية رسمية عن اختراقات حدثت للسعودية والسعوديين من منظمات إرهابية تستهدف الأمن السعودي وأن هناك شبابا ومراهقين جندوا عبر وسائل التواصل وأن هناك بذور فتنة قد أشعلت من معرفات خارجية للأضرار بالمملكة وطنا وشعبا وقيادة.
إذا فالأمن بمفهومه التقليدي غير قادر أبدا التعامل مع هذه الحالات.
والأمن بمفهومه التقني والحديث يصعب عليه جدا مهما بلغت التقني مهما بلغت إمكاناته أن يتابع عشرات الملايين من الحسابات والمعرفات في العالم الافتراضي.
إذاً الحل يمكن في التوعية الداخلية وإيجاد حصانة قوية في نفوس النشء والمراهقين بالدرجة الأولى.
التلميذ مثلا الذي يغادر مدرسته عند الساعة الواحدة ظهرا ويبقى لمدة تزيد على 12 ساعة كل يوم مع وسائل التواصل غثها وسمينها. خيرها وشرها دون أن نوجد له الحصانة المناسبة. يجب أن يكون الآن هو شاغلنا الأول والاهم والرئيسي. ولا سيما وسط هذه الظروف الحرجة التي تمر بها منطقتنا العربية ونحن بالتأكيد لسنا بمنأى عن القلاقل والأخطار والفتن. ما ظهر منها وما بطن.
الواجب أن تكون خطوة العلاج الأولى إيجاد برنامج لجميع تلاميذ المدارس في مدارسهم حتى المساء يتم فور نهاية البرنامج الدراسي اليومي إيجاد برنامج تدريبي وتثقيفي ورياضي وترفيهي يطور عقول التلاميذ وينمي قدراتهم الجسمية والعقلية والجسدية.. ويجب أن تهيئ المدارس تماما لهذه المرحلة الجديدة التي تحضن التلميذ حتى ساعات المساء.. بعدها يغادر إلى منزله وقد اكتسب عدة مهارات وعلوم.
عندها لن يتمكن التلميذ من أن يجد من يستغل براءته. وسيوجهه في مدرسته التوجيه الإسلامي الوسطي المعتدل والوطني المناسب. وتتكون لديه مع مرور الأيام الحصانة الداخلي التي ننشدها جميعا التي هي الحصن الأول والأهم لحماية الوطن والمجتمع من الأخطار والفتن بحول الله تعالى.