الثقافية - محمد المرزوقي:
«خلف السياج» لـ شيمة الشمري
مجموعة من القصص القصيرة جداً بعنوان «حلف السياج» لـ شيمة الشمري، صادرت عن نادي تبوك الأدبي الثقافي، بالتعاون مع دار الانتشار العربي، جاءت في اثنتي عشرة ومئة صفحة من القطع المتوسط، ضامة بين ثناياها عشرات القصص القصيرة جداً.
وفي نص بعنوان «ثقب» (في فجر ماطر لبست عباءتي، وركبت السيارة، واتجهتا شمالاً.. هذا كل ما أذكر). وفي نص آخر حمل عنوان «أنا.. وأنا» تقول فيه شيمة: تلك المرآة تغيظني.. هي لا تظهر انعكاسي متى ما وقفت أمامها.. تعاندني..! وأحياناً ترضى.. وترضيني، فتجعل صورتي تخرج منها، وتنضم إليّ لنرقص معاً.
أما في نص بعنوان «ضحايا» تسرد المؤلفة قصتها القصيرة قائلة: في تلك البلاد لقي سكان المنزل الصغير حتفهم في قصف عشوائي.. منذ ذلك المساء وعصافير ملونة لا تفارق بيتهم المنكوب.!
هكذا تنساب نصوص شيمة في تناغم قصير جداً.. لتمتد معانيه خلف فضاء تلك النصوص، إذ إن منها ما يمتد امتداداً لا متناه، لأن الومضة قادرة على مغادرة الزمان والمكان إلى ما خلف اللغة، والفكرة، والصورة.
* *
عصر النهضة» لزكي الميلاد
كعادته يأتي زكي الميلاد، فيما يصدره من مؤلفات، متتبعا الظواهر الفكرية والثقافية، والفلسفية، بأسلوب ناقد يعتمد إعادة قراءة الفكرة، ومن ثم إنتاجها عبر سياق ثقافي معاصر، إذ واصل الميلاد هذا السير الثقافي في كتابه الجديد الذي صدر بعنوان: (عصر النهضة: كيف انبثق؟ ولماذا؟) صادر عن نادي الرياض الأدبي بالتعاون مع المركز الثقافي العربي.
وقد حمل الكتاب خمسة فصول، ضمن المؤلف كل منها جملة من المباحث التي تتبع فيها عصر النهضة عبر قطبي سؤاله الرئيس: كيف انبثق؟ ولماذا؟ إذ أجاب الميلاد على محوري السؤال في ثمان وثلاثين ومئتي صفحة، قدم من خلالها رؤية فكرية استقصى من خلالها تفاصيل الإجابات عبر ما حفل به كتابه من موضوعات تسلسلت عبر فصول الكتاب الخمسة.
يقول الميلاد: نحن بحاجة دائمة ومستمرة إلى فتح هذا الحديث، عن هذا العصر، وتذكره وضرورة الاقتراب منه، وتوثيق العلاقة معه، وتجديد الارتباط به، وإثارة الجدل والنقاش حوله، ليكون عصراً حاضراً في الذاكرة، وبعيداً عن الخفاء والنسيان.
* *
«القصة في المملكة» للهاجري
صدر للدكتور سحمي بن ماجد الهاجري كتاب بعنوان (القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية) في خمس وسبعين وثلاث مئة صفحة من القطع الكبير، من مطبوعات نادي الرياض الأدبي الثقافي، بالتعاون مع المركز العربي الثقافي، الذي يعرضه جناح النادي لزوار معرض الرياض الدولي للكتاب.
وقد جاء الكتاب في فصلين رئيسين، ضمن كلاً منهما الهاجري جملة من الفصول، التي سعى خلالها إلى تقديم دراسة، تتسم بالشمولية وتتبع تفاصيل القصة القصيرة المحلية. وقد ضم الفصل الأول موضوعات، منها: بداية النهضة الأدبية الحديثة، بداية ظهور الفن القصصي ومصادره في مرحلة النشأة، مفهوم القصة في مرحلة النشأة. ويتبعه بفصل ثان عن القصص القصيرة في مرحلة النشأة. بينما جاء الباب الثاني عن المرحلة بعد الحرب العالمية الثانية، تتبع فيها الهاجري عددًا من الموضوعات، جاء من بينها: الذيوع والتنوع، التطور نحو الفنية.. وصولاً إلى ملاحق ضمنها الهاجري كتابه، الذي حمل على غلافه الأخير إشادة قدمها الدكتور منصور الحازمي.
* *
«الجوزاء» لهند المطيري
ديوان شعري، صدر لهند بنت عبدالرزاق المطيري بعنوان «الجوزاء» صادر عن النادي الأدبي الثقافي، بالتعاون مع المركز العربي الثقافي، في خمسين ومئة صفحة من القطع المتوسط.
وقد حفل ديوان المطيري بعشرات النصوص الشعرية، التي انفتحت على الحياة اليومية عبر عدة مستويات: أولها اللغة، ثانيها الصورة المركبة، ثالثها المعنى المتماهي مع اللغة والمخاتل لها أيضاً، إلى جانب الفكرة التي لا تجعل من القصيدة ضمن إطار اللغة والفكرة والمعاني التقليدية، بل لغة تستشعر الكلمة الشاعرة بأدق المعاني وأعمق التفاصيل التي تحيل القصيدة إلى نص مفتوح.
مستوى «العنوان» كان الآخر حاضرا في كونه عتبة هامة أضافتها هند إلى نصوص ديوانها، إذ جاء من بين عناوين نصوص الديوان: ثورة الربيع القلبي، ما نال من لقي الهوى متهيبا، تظن الحواجز يوما تزول؟! امرأة من كلمات، أنت مني أخبر، لن تحبك مثلي مرة، ما أعذب الحلم.. ما أكذبه! عدت من الهوى.. صفر الهوى، ما الشعر؟ غرام الطير.