الثقافية – محمد المرزوقي:
في كل دورة من دورات معرض الرياض الدولي للكتاب، ينطلق معه «الشعار» حاملاً لزوار المعرض أبرز رسالة يمكن تقديمها لهم، عبر هذه التظاهرة الثقافية، متخذاً من الزمان - العشرة الأيام لإقامة المعرض - ومن المكان - مقر المعرض - مقومين رئيسين لتقديم الرسالة «الموسمية» التي تستهدف زوار المعرض الذين يفدون عليه بالآلاف يومياً من مختلف مناطق المملكة.
ويأتي شعار المعرض في هذه الدورة لهذا العام 2016م (الكتاب... ذاكرة لن تشيخ)، إذ كان شعاره في الدورة الماضية (الكتاب... تعايش)، وفي دورة سبقتها (الكتاب.. قنطرة حضارة)، إذ كان الكتاب مرتكزاً ومنطلقاً تجاه العديد من المفاهيم الثقافية والقيمية.. والحضارية، التي من شأن الكتاب تقديمها، والتحاور معها، والتواصل من خلالها، وأن يكون خير «جليس» لمدارستها وفهمها فهماً يترجمه الوعي.. وتجسده السلوك بوصفها ثقافة.
ومع ما يمثله الشعار من قيمة، إلا أنه أشبه ما يكون لدى شريحة من الزوار بمنزلة (سحابة صيف) عابرة في أفكاره، شأن هذا الشعار شأن غيره من الشعارات التوعوية، التي تمر بها الأنظار مرور العابرين، دونما أن تثير تعاطفاً، أو تترك سؤلاً محرضاً، أو أن تستحث استجابة ولو آنية!
وفي شعار المعرض الذي ما زال مرفرفاً في أروية المعرض، وفي أيدي الزوار «الكتاب.. ذاكرة لن تشيخ» ربما جسده هذا الإقبال الكبير على هذه الذاكرة، التي لم تشخ ذاكرتها، أمام هذا الإقبال في ظل وسائط التقنية الحديثة، وما تتيحه «المقروئية» فيها من سمات كثيرة.. وخيارات متعددة.. حضر عبرها النشر الإلكتروني، والكتاب المسموع، إلا أن الكتاب الورقي ظل عبر هذه الذاكرة التي لن تشيخ وعاءً حصيناً، رغم تراجع حضوره في ظل الوسائط الرقمية، وشيوع القارئ (الإلكتروني) ومع ولادة شقيقيه (المسموع) والآخر (الإلكتروني) إلا أن قوة هذه الذاكرة الورقية جعلته ما زال محتفظاً بمقومات جعلت من الإقبال عليه في معارض الكتب شاهداً على هذه الذاكرة.. التي لن تشيخ.