زوَّار: أوراق الكتاب لن تذبل ">
الثقافية - علي مجرشي:
تشير المواقع العالمية العاملة في تسوق الكتب الإلكترونية إلى أن تسويق الكتاب الإلكتروني يشهد نموًّا كبيرًا، لكنه ما زال يأتي في مرحلة تالية لتسوق الكتاب الورقي. وقال موقع «أمازون» الأمريكي الشهير إنه بنهاية عام 2014 فإن الكتاب الإلكتروني أصبح يمثل 28 % من سوق الكتاب في الولايات المتحدة، في إشارة إلى تفضيل الكتاب المطبوع.
ويقول خالد الزهراني، أحد زوار المعرض، في حديثه عن مشاهداته تجاه حضور الكتاب الورقي في معارض الكتب: ألاحظ أن أجيالاً كثيرة في المملكة والعالم تفضل الكتاب الورقي على الكتاب الإلكتروني؛ وذلك لارتفاع سعر الأخير وصعوبة تحميله. مشيرًا إلى أن كل مزايا الكتاب الإلكتروني فشلت في تغليبه على الكتاب الورقي، الذي ما زال يتمتع بمكانته في أوساط المثقفين ومحبي القراءة والاطلاع، وبخاصة الذين اعتادوا على الكتاب الورقي منذ الصغر، ويحتفظون به في مكتباتهم. مؤكدًا أنه يعشق إمساك الكتب بين يديه، ويفضله على أجهزة لوحية إلكترونية.
وفيما تشهد تقنيات الطباعة وآليات التوزيع تطورًا كان هناك تطور كبير في صناعة النشر في العالم، ومع انتشار الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة في العالم مع بداية التسعينيات من القرن الماضي ظهرت الأجهزة اللوحية المخصصة في عرض الكتب إلكترونيًّا. ويقول في هذا السياق الزائر مشاري العمر: كنت أترقب بدء معرض الكتاب الدولي لشراء كمية كبيرة من الكتب الورقية؛ لإيماني بأن الثقافة يتم تحصيلها من ممارسة طقوس القراءة التي تعودنا عليها منذ كنا صغارًا، وأهمها الإمساك بالكتاب الورقي، وتقليب صفحاته تحت ضوء المصباح. مشيرًا إلى أن الكتب الإلكترونية لا تستهويني؛ لاعتبارات عدة، أهمها عدم الاعتياد على الإمساك بجهاز لوحي، فقد أتصفح في هذه الأجهزة مواقع الصحف الإلكترونية بشكل سريع، وقد أشاهد موقع اليوتيوب، لكن مطالعة الكتب وتثقيف الذات لا بد لهما من توافر الكتاب الورقي لا محالة، الذي تعودنا عليه منذ سنوات.
من جانبه، قال عادل الحارثي: الاحتفاظ بنسخة ورقية من الكتاب في مكتبتي يعطيني شعورًا بأنني أمتلك الكتاب فعلاً، كما أنه يرضي غروري كإنسان؛ وأعتقد أنني من ضمن المثقفين. ومثل هذا الشعور لا يتوافر لي في حال امتلاك نسخة إلكترونية من الكتاب ذاته في جوالي أو جهاز لوحي. يُضاف إلى ذلك أن الكتاب عندما يحتل حيزًا من المكتبة يظهر منه جزء مكتوب فيه العنوان واسم المؤلف أمام كل من يراه، وهذا بمنزلة إعلان للكتاب.
وعن المفارقة بين الكتابين قال الحارثي: الكتاب الإلكتروني
يتميز عن الورقي بخفة وزنه. ويحتوي الجهاز اللوحي على كتب عدة في الوقت نفسه، مقابل صعوبة حمل الكتب الورقية، خاصة في أثناء السفر. كما أن الورقية تحتاج إلى حيز في المكتبات في حال الاحتفاظ بالكتب الورقية، بينما يتم تخزين مئات الكتب في جهاز القارئ الإلكتروني. يضاف إلى ذلك أن الكتب الإلكترونية رخيصة بالمقارنة مع الكتب الورقية؛ لأنها لا تتطلب طباعة وتكاليف شحن. وعند اقتناء كتاب إلكتروني سيكون بإمكان الشخص قراءته فورًا، بينما الذين يشترون الكتب الورقية سيكون عليهم الانتظار إلى حين وصولها وشحنها.. إلا أن الكتب الورقية تظل لها حميميتها الخاصة، وإعادة بيعها، وسهولة قراءتها، مع عدم الاحتياج إلى أجهزة، قد تتعطل، أو تفرغ بطارية الشحن، بينما لا يتوافر ذلك في الكتب الإلكترونية.