الشعار المرفوع دوما تجاه أي عدوان شتائمي ضدنا بالجهل «نحن أمة تقرأ» وفي علم بناء الحضارات الشعارات وحدها لا تكفي ولا تجدي إنما تفعيل مضمون الشعار هو مايجدي ويؤتي مع الوقت أكله.
وحتى نُفعّل هذا الشعار علينا أن نبدأ من النشء الذي يجهل أن أي حضارة بدأت مع انطلاقة (اقرأ)، ومن ثم فُعّلت هذه الحضارة عن طريق التعلّم والبحث والاكتشاف.
على الأقل حتى نضمن أن لا يفهم النشء أن معرض الكتاب له مردود مادي لاعلاقة له بالفكر وبناء مجد الحضارة.
أيضا في تفعيل هذا الشعار يتحمل الكتّاب نزرًا ليس بسيطًا في توعية نفسه وغيره من القراء فدوره أن يقلّب مافي المعرض من كتب لكتّاب جدد ويروج لهم ولانتاجهم طالما أن كتبهم ذات قيمة أدبية وفكر متين يعول عليه في بناء الحضارة، وكنت قد رأيت المثقف الكويتي يقوم بهذا في معرض الكتاب الذي أقيم في الكويت من خلال موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) فيحث المتابعين على القراءة للكتّاب الجدد الذين لمس في فكرهم مايُثري فكر المتلقي.
وهو بهذا يخدم وطنه ويخدم الحراك الثقافي ليتم ردم الفجوة بين الأجيال المتعاقبة من الكتّاب.
بالإضافة إلى هذا المملكة دولة مترامية الأطراف وإقامة معرض في الرياض وآخر في جدة خلال العام لا يفي باحتياجها فلماذا لا تُفتح معارض صغيرة في المدن الأخرى بإمكانيات متواضعة كتلك الخيمة التي تفتح في العام مرتين لبيع الملابس ومستلزمات الأسرة، فالعقل بحاجة إلى تغذيته كالجسد تماما، ولتتولى الأندية الأدبية عرض هذه الكتب بالاتفاق مع ما يحلو لها من اصدارات دور النشر خلال العام.
لاشك أن إقامة معرض الكتاب وهج حضاري يعطي عنا فكرة جيدة عند الأمم التي لا تعرف أو قد تنكر تاريخنا مع «اقرأ» لكن هذا الوهج الحضاري وحده لا يكفي مالم يتم التنوع الفكري الثقافي بين هذه الكتب من جهة وبين تعدد كتّابها.
ومنع إصدارات بعينها أو أسماء بعينها طريقة جربناها وأثبتت فشلها فالكتب اليوم في متناول الجميع في أي موضوع كان بسبب الانفتاح الذي يشهده العالم ونشهده نحن كذلك، ثم نحن لسنا بحاجة إلى تكرار تجربتنا مع الدكتور غازي القصيبي رحمه الله الذي كانت كتبه ممنوعة وبعد وفاته تم لها الفسح.. نحتاج أن نحتفل ونحتفي بمثقفينا وهم أحياء ..رجاءً.
- نادية السالمي