غدير الطيار ">
ما أجمل أن يتعرف المرء على تراث آبائه وأجداده لأن في ذلك تأصيلا للثقافة لدى النشء، فالتراث بمفهومه البسيط هو خلاصة ما خلَفته (ورثته) الأجيال السالفة للأجيال الحالية ويعتبر بحق روح هوية الامة الثقافية.إن التراث هو الهوية الثقافية للأمة التي من دونها تضمحل وتتفكك داخلياً، وقد تندمج ثقافياً في أحد التيارات الحضارية والثقافية العالمية القوية.ويمكن أن نتلمس أسباب ذلك أو بعضها في طبيعة التراث من ناحية، وفي طريقة الإفادة منه ثانياً، وفي القيم العامة التي تحكم إلى حد ما - وعلى عملية التفاعل معه ثالثاً.كذلك من الناحية العلمية يمكن القول إن التراث بصورة عامة هو ثروة وطنية إرثية وعلم ثقافي قائم بذاته يختص بقطاع معين من الثقافة (الثقافة التقليدية أو الشعبية) ويلقي الضوء عليها من زوايا تاريخية وجغرافية واجتماعية ونفسية.. والمأثورات التراثية بشكلها ومضمونها أصيلة و متجذرة إلا أن فروعها تتطور وتتوسع مع مرور الزمن وبنسب مختلفة وذلك بفعل التراكم الثقافي والحضاري وتبادل التأثر والتأثير مع الثقافات والحضارات الأخرى وعناصر التغييروالعقول القائمة على ذلك..ومن ذلك نفهم ان معنى التراث إذن بسيط والصعوبة تكمن في التعامل معه..نعم التراث الوطني في تعزيز روح الجماعة وتقوية أواصر الصلات بين الشعوب والأمم لذا يجب علينا حفظ تراثنا وتعريفة للأجيال فـ»الجنادرية»، أو المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يقيمه الحرس الوطني بالمملكة العربية السعودية كل عام حدث كبير ومهم وفريد من نوعه في المنطقة حيث شكّل المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية البذرة الأولى لاستعادة الاهتمام بالتراث والاحتفاء به. حين تأتي الفرق الغنائية الشعبية والراقصون، ويؤدون بعض ما تفيض به مناطقهم وتاريخها الثري بالفلكلور، وحين يتوافد أهل الحرف الشعبية من مختلف أنحاء المملكة، ليعرضوا ما لديهم أمام أبناء وبنات المجتمع في «الجنادرية»، ومن جانبه الثقافي الفكري، جانب الندوات والمحاضرات، حيث يتم زرع الثقافه في نفوس النشء وتعريفهم بتراثهم وتراث آبائهم وأجدادهم ما أجملها من صور معبرة جاءت لتذكرنا بماضينا التليد، فكانت هناك بصمة للجميع حيث حرصت جميع القطاعات الحكومية والمناطق على المشاركة في المهرجان وإيضاح التراث للأجيال معتبرين ذلك من أهم الامور التي ينبغي الحرص عليها فجاء دور وزارة التعليم بعرض جهودها وابراز انشطتها للتعريف بها لدىلمجتمع، فكان جناح الوزارة الذي يعتبر في جنادرية 30 هذه السنة واجهة حضارية فالأنشطة المقامة جميعها تفاعلية مع الزوار، وقد تهافت الكثير من الزوار بمرافقة أطفالهم، حيث بلغ 52 فعالية مقامة متنوعة منها ورش عمل للطالبات عن تحديد القدرات وورش فنية ومهنية ركزت على أهمية تنمية الموهبة والإبداع بحيث يتم التعلم والتطوير الذاتي اعتمادا على المشاهدة المباشرة أو التجريب الشخصي بحسب الإمكانات والقدرات الذاتية المتوافرة لكل طالبة وورش التصميم والخط العربي والزخرفة الإسلامية وورش الرسم والتصوير التشكيلي حيث جاءت الورش التى قدمها الجناح دافعا قويا لإطلاق الخيال الفني الإبداعي وتنميته للإسهام في تطوير الحركة الفنية في المملكة وتبادل الخبرات الفنية من خلال المشاركة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية مؤهلة طالباتنا لتمثيل المملكة بشكل مشرف في المنافسات الإقليمية والدولية وضم جناح الوزارة المسرح الذي يقدم فقرات تعليمية وتربوية وترفيهية للفتيات من زائرات المهرجان ومرافقاتهن بالإضافة إلى نشر ثقافة المناطق الخاصة بكل منطقة والمسابقات وتقديم المسرحيات الهادفة والاهازيج الوطنية والأمسيات الأدبية بوجود شاعرات مميزات دعما للتواصل بين المناطق أثناء فعاليات المهرجان وتم توزيع العديد من الجوائز المحفزة إلى جانب أركان مميزة مثل ركن الموهبة والإبداع وجناح الطفولة الذي أبدع فيه وظهر بحلة جديدة مميزة وركن «فطن» ونقل تجربته الميدانية والمراحل التي قطعها البرنامج بمناطق ومحافظات المملكة من خلال مشاركته في مهرجان الجنادرية وغيرها كثير نعم لقد دابت وزارة التعليم على المشاركه في المهرجان الوطني للتراث والثقافه بشكل مستمر.
وقد تم الاستعداد لهذه المشاركة بتوجيهات ودعم من معالي الوزير د. أحمد بن محمد العيسى، فكانت مشاركة الطلاب والطالبات بمشاركات فاعلة ومدربة تعكس تطور بلادنا ما ينتجه التعليم من جهود كله من أجل الوطن الذي يستحق منا الرفعة والعزة وطن عشنا على أرضه وأكلنا من خيراته جدير بنا أن نفتخر به حفظ الله قادتنا ووطننا من كل مكروه.