مندل القباع ">
احتفل العالم في الثامن من آذار (مارس) باليوم العالمي للمرأة، فالمرأة تستحق الاهتمام والمكانة عندنا في المجتمع السعودي وبعض المجتمعات الإسلامية والعربية منذ أن خلق الله أمنا (حواء) من ضلع أبونا (آدم) عليه الصلاة والسلام، ومن هذه الأم ومن هذا الأب خلق الله البشرية كلها رجالاً ونساء في شمال الكرة الأرضية وجنوبها وشرقها وغربها على مختلف الأجناس واللغات والألوان وهذه حكمة الشارع سبحانه وتعالى.
فالمرأة هي الرئة التي يتنفس منها المجتمع، لأنها هي الأم والزوجة والأخت والبنت ولولا الله سبحانه وتعالى لما كان هناك توازن في الأسرة والمجتمع وكذلك لولا الله ثم الرجل لما كان هناك حفظ للنسب والأنساب وحفظ النسل، فالمرأة شأنها عظيم في المجتمع تزيد مكانتها في الصحبة لأفراد الأسرة ثلاث مرات كما بين نبينا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبيك).
وهذا لا يقلل من مكانة الرجل لأن المرأة وظيفتها في الحياة من حمل - ورضاعة - وسهر - وتربية ولهذا فضلت على الرجل وكم من امرأة صبرت صبر (الجمال) في العناية بأبنائها وتربيتهم والحنان عليهم ومنحهم الدفء العاطفي والوجداني خاصة إذا كانت مترملة بعد موت والد أولادها، وقد خرجت المرأة بهذه التربية الكثير من شقوا عنان السماء في تعليمهم ذكوراً وإناثا حتى وصلوا إلى أعلى الدرجات العلمية والوظائف المرموقة في الدولة من أطباء وعلماء شريعة وقضاة وطيارين يشقون عنان السماء وأساتذة جامعات ذكوراً وإناثا حصلوا على الدرجات الأكاديمية التي تؤهلهم للتدريس والتعليم في الجامعات السعودية التي أصبحت شبه سعودة رجالاً ونساء في هذه الجامعات، فكم نسمع من طبيب وطبيبة واستشاري واستشارية ومنهم من حصل على براءات اختراع في الداخل أو في الخارج حتى وإن كانوا يتلقون تعليمهم العالي في الخارج في أرقى الجامعات بخلاف المهندسين والمهندسات الذين بدأوا يخططون ويشرفون على المعمار الهندسي من طرق ومبان ومشاريع حكومية وأهلية، كذلك وصلت المرأة إلى البرلمان السعودي (مجلس الشورى) بثلاثين عضوة من أعضاء هذا المجلس وهن يحملن أعلى الدرجات العلمية في مختلف التخصصات وقل ما تجد هذا العدد من النساء في البرلمانات الأخرى فهذا بفضل الله ثم بفضل البذرة التي بدأتها المرأة في تربية أبنائها جنباً إلى جنب مع الرجل ولكنها تتحمل العبء الأكبر في هذه التربية والتنشئة الإسلامية الصحيحة في مجتمع مسلم يعتمد في هذه التربية على عقيدة هذا المجتمع السعودي المعطاء (كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه محمد صلى عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين).
فهذه العقيدة أعطت المرأة حقها في مكانتها فالإسلام لا يبخس حقها في آدميتها وإنسانيتها مثلها مثل الرجل (النساء شقائق الرجال) فالإسلام أعطاها حقها في الإرث وأعطاها حقها في الوصاية على نفسها وعلى من تعول في حالة الترمل أو الطلاق بموجب قوانين القضاء.
فالمرأة في المجتمع السعودي أصبحت تقاضي عن نفسها أمام القضاء وأصبح لها هوية وطنية مثلها مثل الرجل وتسكن إذا اضطرت للسكن بموجب ما تحمله من هوية وتسافر داخلياً بموجب هذه الهوية، وسوف يتبع هذا سفرها خارجياً بموجب هذه الهوية إذا رأى ولاة الأمر ذلك.
فكلما كبرت المرأة في مجتمعنا تكبر مكانتها واحترامها لأنها أصبحت أما ولديها أولاد وأحفاد وبموجب هذا يتم تقديرها واحترامها من الكل، وإذا كان هناك تقصير فهو من بعض أفراد المجتمع ذكوراً وإناثا بعدم إعطاء المرأة حقها ومكانتها التي أعطاها الإسلام ذلك وما زال البعض منا ينظر إليها نظرة النقص والدونية وهؤلاء مع الأسف لا يفهمون تعاليم الإسلام حيث يقول الله سبحانه وتعالى (وكرمنا بني آدم) والتكريم يتضمن التعامل الحسن والأخلاق الطيبة (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره.. التقوى ها هنا وأشار إلى صدره ثلاث مرات).
والحمد لله الدولة أعزها الله منذ توحيد هذا الكيان على يد موحد هذه الجزيرة (الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود) طيب الله ثراه عليه سحائب الرحمة عام 1351هـ والمرأة تجد الكرامة والعزة يوماً بعد يوم ويكفي غفر الله له إن شاء الله أنه ينتخي بأخته (نوره) لمكانتها أولاً عنده وعند أسرته وثانياً مكانتها بين أفراد المجتمع في ذلك الوقت وما زالت والمرأة لا تجد ظلماً ولا تعسفاً ولا عنفاً إلا في ما ندر وخاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي فسح لها المجال والعطاء أكثر مما كان متعه الله بالصحة والعافية وآخر دعوانا (أن الحمد لله رب العالمين).