الزكوات والصدقات تمحو الخطايا والذنوب وفيها انشراح للصدر ونعيم للقلب ">
الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
جدّد معالي الشيخ الدكتور أحمد بن علي سير المباركي عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء التوكيد على أنّ الزكاة والصدقات عموماً يمحو الله بها الخطايا والذنوب، وكم هي حاجة العبد إلى ما يمحو ذنوبه وخطاياه. وقال معالي الدكتور أحمد المباركي أن في الزكاة والصدقات من انشراح الصدر وتعويد للنفس على البذل والسخاء وزرع روح الرحمة والعطف والشفقة على الخلق والمعوزين، والراحمون يرحمهم الله، وفي الزكاة والصدقات انشراح للصدر وطيب النفس ونعيم القلب مالا يجده البخيل المقتر على عياله وعلى غيره من فقراء المسلمين، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً للبخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد كلما همَّ المتصدق بصدقة اتسعت عليه وانبسطت حتى يجر ثيابه ويعفي أثره، وكلما همَّ البخيل بالصدقة لزمت كل حلقة مكانها ولم تتسع عليه، وفي الزكاة دفع لحاجات الفقراء وغيرهم ممن تدفع لهم الزكاة، وفيها إزالة للأحقاد والضغائن بين أفراد المجتمع فالفقير لا يحقد ولا يحسد الغني والغني لا يحتقر ولا يزدري الفقير ولا يمنعه حقه، فتحصل المودة والوئام والتراحم والتكافل بين المجتمع، وفي الزكاة تنمية وتكثير للأموال وتحريك للعمل فيما أباحه الله وبسط وتوسعه للأموال ينتفع بها كثير من الناس، ولا تكون دولة بين الأغنياء.
وأكّد د. المباركي أن للزكاة آثاراً طيبة كثيرة سواء على الفرد أو المجتمع، وهي حق واجب في مال مخصوص يخرجه المسلم لأصناف معيّنة في وقتٍ محدّد، وهو أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام كما تظاهرت على ذلك دلائل الكتاب والسنة والإجماع. قال تعالى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ} مشدداً على إنّه من الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يتفقه فيما يجب عليه من أمور دينه وأن يسأل أهل العلم فيما يشكل عليه، وأن يُخرج زكاة ماله طيبة بها نفسه وأن يوصل هذه الزكاة على مستحقيها وأن يبادر إلى إخراجها تقرباً إلى الله ورجاء لمغفرته ورضوانه وخوفاً من سطوته وعقابه.