المعاكسات نتيجة ضعف سلطة القيم الاجتماعية التي ربّت الأجيال الماضية على احترام المرأة ">
الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
حذّرت تربوية متخصصة من توافر وسائل الاتصالات الحديثة مع الفتيات بسن مبكرة بدون التوعية بالاستخدام الصحيح لها والمراقبة من قبل الوالدين، والتساهل في ارتداء الحجاب الإسلامي، والفهم الخاطئ من قبل الوالدين لمسؤولية التربية باقتصارها على إشباع الجانب المادي من خلال الإغداق في الكماليات وإهمال الجانب النفسي.
وقالت الدكتورة طرفة بنت إبراهيم الحلوة عضو هيئة التدريس بكلية التربية في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أنّ من الأسباب التي أدّت إلى وجود ظاهرة المعاكسات يتمثل في ضعف الوازع الديني، وضعف سلطة القيم المجتمعية التي ربّت الأجيال الماضية على احترام المرأة، وعدم خدش حيائها، وسوء استغلال أوقات الفراغ من قبل بعض الشباب، وكذلك ضعف سلطة الوالدين على كل من الفتى والفتاة، ووجود السائقين الأمر الذي أدّى إلى استغلال الفتاة في وقت الفراغ بخروجها للأسواق.
أما بالنسبة للعلاج فترى الدكتورة طرفة الحلوة أنه على المؤسسات التربوية الاهتمام بغرس وتنمية الوازع الديني لدى الشباب منذ مرحلة الطفولة، وغرس القيم التي تربي النشء على احترام المرأة، واحترام مشاعر الآخرين بصورة عامة، كما يجب على الوالدين توفير الجو الأسري القائم على الحب والحنان والدفء ودعم ثقة الفتاة بنفسها من خلال الإطراء والمدح المتوازن لجمالها وأناقتها الأمر الذي يخرج فتاة متوازنة مشبعة في عواطفها وانفعالاتها تدرك من تحب، ومتى تحب.
إضافة إلى شغل أوقات الفراغ لدى المراهقين والشباب لكلا الجنسين من خلال إنشاء نواد تربوية وأدبية، وإعطاء دورات تربوية للمقبلين على الزواج توضع كشرط أساسي لكتابة العقد، كما يجب أن يكون لوسائل الإعلام دور كبير في مناقشة هذه الظاهرة والإسهام بمعالجتها من خلال البرامج التي يقبل الشباب على متابعتها بأسلوب يجذبهم كمقاطع تمثيلية تبيّن التأثير السلبي للمعاكسات، فضلاً عن مناقشتها مع علماء الدين والتربية وعلماء النفس والاجتماع.