الجزيرة - بشير عبدالله:
مرت ذكرى اليوم العالمي للمرأة هذا العام على المرأة اليمنية ولأول مرة في تاريخها النضالي وهي تعاني الى اقصى درجات الحرمان من ابسط الحقوق ، وتعيش وضع مأساوي نتيجة ما أصابها من ظلم وانتهاكات من قبل ميليشيا الانقلاب والتمرد، فعلى مدى عام والمرأة اليمنية تعيش وضعاً مزريا بسبب ما تمارسه ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح من انتهاكات طالت الحجر والشجر والبشر وكان للمرأة حضاً وفيراً منه فقد واجهة تحديات كبرى واستغلت ابشع استغلال واستهدفت بطرق مباشرة وغير مباشرة .
التكتل النسائي في محافظة تعز تناول في تقرير صدر مؤخراً حجم الانتهاكات التى طالت المرأة اليمنية في تعز خلال عام ، حيث كشف التقرير عن استشهاد 105 نساء بقذائف مليشيا الحوثي وصالح خلال عام 2015 وإصابة 248 امرأة .التقرير ذاته أشار الى وجود 3230 امرأة مصابة بحالات نفسية وبينهن حالات فقدان ذاكرة ، فيما فقدت 41 امرأة جنينها جراء تساقط القذائف علي الأحياء السكنية ، وبين التقرير أن 44.884 فتاة حُرمت من التعليم ، كما رصد التقرير وجود 4.893 أمرأة نازحة بسبب الحرب، ولفت التقرير الى أن هناك ست حالات اعتداء على ناشطات وإعلاميات واقتحام منازلهن.
منظمة هيومان رايتس ووتش الدولية أكدت في تقريرا لها عن وضع المرأة اليمنية والانتهاكات المستمرة لحقوقها، أن المرأة اليمنية عانت الكثير من الانتهاكات الجسدية والنفسية من جراء الحرب المستمرة في مدن مختلفة فإلى جانب محنة الحرب توجه مشقات كثيرة منها الحصار وانعدام متطلبات الحياة الأساسية ، حيث أجبرت الحرب العديد من النساء اليمنيات ممن ينشدن الاستقرار مع أبنائهن العيش وسط ركام بيوتاتهن، رغم أن النيران أتت على هذه البيوت والتهمتها جراء حرب مليشيا الحوثيين وصالح على المدنيين. إلا أن العودة لتلك البيوت لم تكن خيارا بل إجبارا، خاصة وأن الظروف الصعبة لا تسمح لهن بالعيش في مكان آخر.
شبكة اعلاميون من اجل مناصرة قضايا المرأة دانت في بيان لها الانتهاكات التي طالت النساء خلال عام ونصف من الحرب وعبرت عن بالغ اسفها للوضع المأساوي الذي تعيشه المرأة اليمنية ، وأشارت الى تعرض النساء على مدى عام ونصف للاضطهاد والتنكيل والترهيب والتحرش اللفظي والجنسي ، والتهديد بالاغتصاب ومنعهن من العمل ، كما نالهن النصيب الأكبر من الأذى والمضايقات من قبل الميليشيا في المدن والمؤسسات التي يسيطرون عليها، وأيضا في التظاهرات التي يشاركن فيها.
وأكدت الشبكة ان الحوثيين هم الأشدّ بشاعة ممّن سبقوهم في التعامل مع النساء نظرا لأنهم يخططون للتضييق على المرأة, وإعادتها قسرا الى المنزل والقضاء على اي نشاط مجتمعي او سياسي لها.
ولفتت الشبكة الى ما تعرضت له النساء من تشريد وتهجير، ومداهمات، وغيرها من الانتهاكات، كما تزداد معاناة المرأة قساوة في ظل انقطاع الخدمات العامة. وطالبت الشبكة وقف الانتهاكات الممنهجة التى تمارسها الميليشيا ضد النساء ، كما طالبت الحكومة الشرعية تنفيذ برامج وخطط تنموية واغاثية للنساء الارامل والمتضررات من الحرب لتخفيف ويلات الحرب عنهن .
المرأة اليمنية لم تقف مكتوفة اليدين إزاء ما يمارس ضدها فقد وجهة من خلال عدد من الناشطات رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة استعرضن فيها حجم الانتهاكات والجرائم الانسانية التي تتعرض لها المرأة في اليمن , منذ بداية انقلاب الحوثيين على الشرعية .
وتقول الصحفية والناشطة الحقوقية بشرى العامري أن المرأة اليمنية تعرضت منذ بداية الانقلاب الى القتل العمد والاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري والاختطاف والاحتجاز والتعذيب والتهديد بالاغتصاب والتحرش لاسيما في العاصمة صنعاء . وأضافت بأن الانقلابيين قضوا على آمال النساء في اليمن وأعادوهن الى واقع أكثر مرارة ومعاناة .
بدورها قالت الباحثة التربوية مريم خالد أن المرأة اليمنية منذ بداية الانقلاب وهي تعاني من انتهاكات عديدة وتعيش وهي مسلوبة الحقوق وكرامتها مهدره ولا أحد يسمع لصوتها اذا ما تحدثت .
ويرى الناشط الحقوقي محمد نعمان أن المرأة اليمنية ضربت أروع الصور في التضحية والصمود ، فهي رغم الوضع القاسي وما عانته طيلة حكم الانقلابيين وسيطرتهم على المدن وحربهم ضد الشعب اليمني الحر اثبتت انها امرأة عظيمة واستطاعت ان تقف في وجه الظلم والطغيان لعصابة التمرد والانقلاب ، وقد عانت كثيراً من ممارسات وانتهاكات الميليشيا وحرمت من ابسط الحقوق.