لقاء مارس مسموع ومرئي وعرض في الصحراء بعنوان (التعليم.. التفاعل والمشاركة) ">
الشارقة - محمد المنيف:
حوارات وندوات وعروض شاشة (في يو ارت) وأخرى ادائية مباشرة، تحرك الساكن وتبعث التفاؤل نحو وعي مجتمعي.جمعت عقول همها الاول والأخير الاخذ بالفنون الى تحقيق الهدف الاسمى الذي يصب في خدمة الوطن عامة والمجتمع بشكل خاص ويرتقي بالذائقة التي تعود بالفرد الى التوازن في الحياة في ضل هذا الوافع غير المستقر.. حروب وأوضاع اقتصادية ألقت بظلالها على حياة الافراد فاصبحنا في حاجة ماسة للعودة الى الجمال والفنون وإحيائها في الوجدان تلك التي جمعها لقاء مارس 2016م الذي تعده وتقوم على تنظيمه مؤسسة الشارقة للفنون بقيادة الشيخة الفنانة حور القاسمي التي تولت هذه المهمة مع بقية الفعاليات لهذه المؤسسة منذ عام 2008م جعلت للفن في الشارقة بعد حضاري وتعليمي.
انطلاقة اللقاء بكلمة الافتتاح
يوم السبت أول أيام برنامج لقاء مارس 2016م كان يوما حافلا وحضورا عالميا جمع الاطياف الاعلامية والابداعية نقادا وفنانين من جميع دول العالم متعددي الثقافات واللغات جمعهم الفن واحتضنتهم الشارقة كعادتها، بدا البرنامج بكلمة ترحيب من الشيخة حور بنت سلطان القاسمي مدير مؤسسة الشارقة للفنون قالت فيها:
(ها نحن نلتقي مجدداً في دورةٍ جديدةٍ من لقاء مارس 2016: التعليم، التفاعل والمشاركة.. يجمعنا في كل مرة هاجسٌ ثقافيٌ ومعرفيٌ وموضوعٌ نرى أنه يمثلُ مادةً ثريةً للحوار، وضرورةً قد تثري واقع الفن الذي نساهم سويةً في رسم ملامحه على المستوى المحلي والدولي.. كما تجمعنا روح اللقاء الذي انطلق في عام 2008، بغية تعميق سبل التواصل بيننا والاطلاع على كل جديد تمورُ به الساحة الفنية.
وربما من هنا تستمد ثيمة اللقاء أهميتها، أن نجتمع في روحٍ تشاركية، ونفتح أبوابَ الحوارِ على اتساعها، أن نجعلَ من حقيقةِ التعليم المرن والتفاعلي دليلنا وسبيلنا.. ذلك أننا نستطيع بكم ومعكم أن نحدث فرقاً، ونستطيع بكم ومعكم أن نتأمل بعين نقدية ما أنجزناه وما نريد أن ننجزه.. ولعلّ هذا ما يمنح لقاء مارس أهميته.. وما يجعلنا في مؤسسة الشارقة للفنون حريصين على أن يبقى هذا اللقاء علامةً فارقةً في تقويم برامجنا وفعالياتنا.. وفسحةً للقول والإنصات، للراهن والمستقبلي.. لليومي والاستشرافي.
الموضوعات والمفاهيم هي قيد التغير على الدوام، غير أن الجوهري والثابت هو مِنصّة اللقاء التي تجمعنا بكم، وفكرة الحوار والإيمان بتشارك المسؤولية، هي الباعث على إقامة وانتظام مثل هذه اللقاءات.. التي من خلالها تتبلور الخلاصات وتتضح المسارات.. ففي حين انطلق لقاء مارس في دورته الأولى ضمن اجتماعات مغلقة ضمّت ما يقارب 24 مشاركاً من مؤسسات وقيّمين وفنانين، ها نحن نراه وقد أصبح فضاءً واسعاً ومشرعاً على جمهور يمثّلُ غايةَ ومنطلقَ الفعل الثقافي الذي نمارسه، والحدثَ الذي نُقيمهُ.. فضاء نعمّق من خلاله صِلاتنا ضمن نسيجٍ متكاملٍ ومتناغم.. ولعلّ هذا ما أردناه دائماً.. وهذا ما نراه الآن حافلاً بكم ومعكم. بعد ذلك القى السيد ويليام ويلر مؤسس تاون هاوس في القاهرة حيث أسهب في الحديث عن التجربة مع ما لحق بها من احباط رغم تحقيق الكثير من النتائج.
فعاليات منبرية وأدائية
بعد ذلك انطلقت الفعاليات المنبرية بجلسة نقاش شارك فيها كل من حور القاسمي و انا كتلر من المملكة المتحدة وويليام ويلر وادارالجلسة ميلاني كين من المملكة المتحدة وكان عنوان الجلسلة التفاعل والمؤسسة التفاعلية ثم توالت الجلسات الحوارية الإحدى عشرة التي تضمنها الرنامج تضمنت عدة موضوعات حول المؤسسات التفاعلية، التعليم التفاعلي، والمجتمعات في النطاق الرقمي. تنتهي الجلسات عند 5:30 مساءً تلاها حفل افتتاح معارض كل من فريدة لاشاي، شمسان في المغيب، سيمون فتّال، ومشروع وقت خارج الزمن، متبوعاً بإصدار كتاب «وقت خارج الزمن» وعرض أداء للفنان رضوان مريزيجا. واختتمت فعاليات اليوم الأول بعرض لفيلم «كباريه الحروب الصليبية: أسرار كربلاء» للفنان وائل شوقي.
وفي اليوم الثاني استكملت الجلسات الحوارية التي تناقش عدة قضايا مثل: الفن والتعليم الخاص، الفن والتعليم في الإمارات، والبيناليات كمنصة لإنتاج التعليم والمعرفة. واختتمت بتقديم عرض أداء ضمن مشروع وقت خارج الزمن.
وتضمن يوم الاثنين 14 مارس أربع جلسات حوارية تم تقديمها ضمن «مؤتمر خط الاستواء» 2022، جوجاكارتا الذي سيعقد في الشارقة عام 2016، وفقاً لمشروع وقت خارج الزمن. بالإضافة إلى عرضي أداء «ضبط الوقت» للفنان رائد ياسين و«بيلينغ» للفنان مارك تيه. اعقبهما في اليوم التالي برنامج غرفة القراءة الذي يعد كذلك جزءاً من المشروع ، حيث عقدت مجموعة للقراءة تحت إشراف الدكتورة فاندانا شيفا. كما رافق المشروع عرض أداء يومي من 12 إلى 14 مارس بعنوان «درجات من الحرية» و«ب» للفنان كونراد س.
معارض مستمرة.. تستقبل الزوار
هذا وتستمر المعارض المشاركة على مدى ثلاثة أشهر وهي: معرض فردي لـ «سيمون فتّال» الذي يسلط الضوء على آخر الأعمال التي أنتجتها الفنانة في الفترة ما بين 2006 و2013. ويشمل منحوتات، وأعمال غير تشخيصية، وتشكيلات طينية بسيطة، بالإضافة إلى الأعمال التي تركز على التكوينات النصية؛ ومعرض «شمسان في المغيب» وهو معرض نوعي يقدم أعمال الفنانين وصانعي الأفلام اللبنانيين جوانا حاجي توما وخليل جريج، يعطي لمحة عن مشاريعهما الفنية والسينمائية التي أنتجت منذ أواخر التسعينيات وحتى يومنا هذا، كما تضمن المعرض أعمالاً جديدة تم تكليفهما بها؛ بالإضافة إلى معرض «فريدة لاشاي» الاستعادي للفنانة الإيرانية الراحلة فريدة لاشاي، الذي يستعرض مجموعة من اللوحات والصور المتحركة التي أضافت من خلالها تعليقاتها على الأوضاع السياسية والاجتماعية في إيران؛ ومشروع «وقت خارج الزمن» وهو مشروع من تقييم طارق أبو الفتوح، مستلهماً من مقولة ابن عربي «الزمان مكان سائل. والمكان زمان متجمد». يمزج المشروع بين أزمنة وأمكنة مختلفة، وبين مدن وفعاليات فنية حدثت في الماضي وستحدث في المستقبل. سيقدم المشروع معرضاً يضم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية.
برنامج الإنتاج وفوز للسعودية سارة أبو عبد الله
وفي السياق ذاته، وضمن برنامج الإنتاج الذي انطلق في عام 2008 كأحد الركائز الأساسية في المؤسسة بحيث يكمل مشاريعها وبرامجها الأخرى ويعمل على إشراك الفنانين والجمهور جماليا أو فكريا أو عاطفيا أو اجتماعيا أو سياسيا أو بطرق جديدة وغير متوقعة استقبلت المؤسسة منذ انطلاقتها حوالي 1000 استمارة مشاركة تم أخذ 500 استمارة بعين الاعتبار واختيار 45 مشروعا للإنتاج.شكلت له لجنة تحكيم احترافية لانتقاء المشاريع من ضمن المقترحات المقدمة.
فقد قامت اللجنة المكونة من هشام خالدي قيم بينالي في مراكش 2016 ، وعلياء سواستيكا في بينالي جوجيا ،و إندونسيا باختيار 11 فنانا في يناير الماضي ضمن الفائزين في برنامج الإنتاج 2016.
وجاءت أسماء الفائزين كالتالي: سارة أبو عبد الله من المملكة العربية السعودية و محمد فريجي من المغرب و رولا حلواني من فلسطين و جاكلين هوانغ نجوين من السويد و خالد كدال من مصر و بصير محمود من باكستان و أمينة مينيا من الجزائر و خالد سبسابي من لبنان و مريم سهيل من باكستان و وهيجيو يانغ من كوريا وإيريك بودلير من فرنسا.
وقد كانت مؤسسة الشارقة للفنون قد أعلنت عن فتح باب المشاركة في نوفمبر الماضي في برنامج الإنتاج لعام 2016 ودعت ممارسي الفن من كل أنحاء العالم لتقديم مقترحاتهم ومشاريعهم المبتكرة والتي يمكن أن تسهم في تطوير مفهوم الفن وتعميق التجربة الجمالية في مجالاته المتعددة مثل أعمال النحت والرسم والأعمال التركيبية والكتب الفنية والأفلام وعروض الأداء وأعمال الصوت والفيديو.
و يساهم برنامج الإنتاج في دعم الجهود التي تبذلها مؤسسة الشارقة للفنون بهدف تعميق سبل التواصل ودعم الحراك الفني على المستوى الإقليمي والعالمي، وذلك عن طريق إتاحة المزيد من الفرص أمام مشاريع الإنتاج الفني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا و قدمت المؤسسة في هذه الدورة منحة مالية تصل إلى 200 ألف دولار لدعم الأعمال التي سيتم اختيارها.
و تلتزم مؤسسة الشارقة للفنون اتجاه الفنانين المشاركين في هذا البرنامج باعتبارهم جزءا من صميم رسالتها بتقديم منح مالية وتأمين الدعم المهني لإنجاز المشاريع التي سيتم اختيارها عن طريق الدعوة العامة.