رحلت عن دنيانا الفقيدة أم محمد الفراج رحمها الله وهي ابنة خالي الراحل سالم العنزي غفر الله له والتي عانت كثيرا من آلام المرض وتنقلت بين المصحات والمستشفيات وقد دخلت في أواخر حياتها في غيبوبة أدت إلى نقلها إلى العناية المركزة حتى ودعت الدنيا بهدوء وفارقت الحياة بصمت رهيب ,, لقد تركت الفقيدة جيلا من الأبناء والبنات بعد أن عملت مع والدهم الأستاذ عبدالعزيز بن محمد الفراج حفظه الله على تربيتهم التربية النقية المجتهدة فكان منهم المهندس محمد الفراج والذي يعمل في الشركة الموحدة للكهرباء بالقصيم والأستاذ فراج الفراج الموظف في الصندوق العقاري بمنطقة القصيم وشقيقاتهم أولئك الجيل الذي نهل من فيض الخبرات والتجارب التي قدمتها هذه الفقيدة رحمها الله ووالدهم أطال الله في عمره على الخير والفضيلة، لقد كانت الفقيدة أم محمد من جيل الطيبة والنقاء في زمنا لم تظهر على قسماته لمسات الملهيات والمغريات والمجاملات وزيف المدنية بل كان الوضع الطبيعي في نفوس ذلك الجيل أنه جيل يتمتع بروح الإخلاص والعطاء النقي الذي يسهم في بناء المجتمع بناء طاهرا وعفويا يستند على فضائل نقية، ولاشك أن الحرص الذي يتمتع به جيلها من العفوية ونقاء القلوب أظهر جيلا يحمل نفس النقاء وقد اكتسب الأبناء الكثير من الصفات الحسنة عن جيل الآباء في العفوية والبساطة والنقاء، لقد كانت أم محمد غفر الله لها واحدة من الرائدات في ميدان التربية وقد تركت فراغا كبيرا في أسرتها ومجتمعها وسيظل جيل أبنائها وبناتها ومحبيها يتذكرون خصالها النبيلة وأخلاقها الكريمة وسجاياها الفاضلة ومعدنها الأصيل.
لتهنأ أيتها الفقيدة فقد تركت من بعدك جيلا سيكون بصمة واضحة يدعون لكي بالخير ويقدمون من أجلك كل عمل مبرور وفعل مبارك ولا غرابة في الأمر فهو امتداد لسجلها الناصع بالأعمال الخيرية الظاهرة منها والباطنة (غفر الله لكي أيتها الفقيدة الغالية على قلوب أبنائك وبناتك وأسرتك ومحبيك وعارفيك وأجزل لكي المثوبة وحرم الله جسدك عن النار) اللهم بدلها دارا خيرا من دارها وجازها بالإحسان إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا وأجعل ما أصابها تكفيرا لسيئاتها وتمحيصا لذنوبها، وألهمنا وجميع أسرتها ومحبيها الصبر والسلوان ولله الأمر من قبل ومن بعد.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
سليمان بن على النهابي