يعد حصنا الأخوين، أو كما يطلق بعضهم عليهما التوأمين، الواقعان بقرية الملد من الحصون البارزة في منطقة الباحة، وهما من المعالم الأثرية. حصنا الملد أو التوأمين أو الأخوين، كما يطلق عليهما، هما حصنان متجاوران في قمة التل محاطان بالمنازل القديمة، ويرتفعان عن منسوب الوادي بنحو 100م، ولا يفصل بينهما سوى 120سم. وهما متساويان تمامًا في الشكل، والمقاسات، والارتفاع، والتصميم الداخلي. وأفضل تسمية لهما (الجنوبي والشمالي).
يقع الأخوان بقرية المَلَدْ جنوب مدينة الباحة على جانب الطريق المؤدي إلى محافظة بالجرشي، ويميزهما الصمود والثبات أمام متغيرات الظروف المناخية، وأنهما شاهدان تاريخيان لكل الأجيال المتعاقبة منذ 400 عام هو تاريخ بنائهما.
يعود حصنا الأخوين لشقيقَين قاما ببنائهما قديمًا لغرض المراقبة الحربية، وجعلا منهما مستودعًا للأغذية. ويجاور هذين البرجين مبنى، كانت تُبرم فيه اتفاقيات الصلح بين القبائل، وتعقد فيه الصفقات التجارية في قديم الزمان؛ إذ يقعان على طريق التجارة القديم المؤدي إلى عسير جنوبًا.
ويقع الحصن الجنوبي داخل فناء أحد المنازل. والمنزل يتكون من دورين، باب الدور الأرضي باتجاه الجنوب. أما باب الدور العلوي فجهة الشمال في الفناء المكشوف. وجميع الأرضيات والأسقف من الطين المدعم بالخشب. ويحتوي الحصن على أربعة طوابق، وأربعة أبراج، اثنان منها في الجدار الجنوبي، واثنان في الشرقي.
أما الحصن الشمالي فيقع ركناه الجنوبي والغربي داخل فناء أحد المنازل، ونصفه الآخر خارجه، وأبراجه تقع في الواجهة الشمالية والغربية.
ومن الملاحظ أن مساحة الحصنين صغيرة؛ إذ لا تتجاوز 4 أمتار طولاً، ومثلها عرضًا. ومن موقعهما الخاص داخل المنازل أنهما كانا يُستخدمان وقت الحروب لأصحاب المنازل وأقاربهم، أو كما قيل لأخوين متساويين في كل شيء، وهو يمثل مرحلة انتقال الحصون من الحصن الاستراتيجي العام إلى الحصن الاستراتيجي الخاص، الذي يختص بعائلة، ويُبنى داخل منازلهم.
ومن المهم الإشارة إلى صعوبة دخول هذا النوع من الحصون نظرًا لكثرة خطوط دفاعاته. كما أن غالبية أهل الملد ترى في القرية بالحصنين الشعار الأمثل المعبر عن المنطقة؛ لما في ذلك من تعبير عن طبيعتها، وتناغم قراها مع جبالها.
وقد شرعت هيئة السياحة والتراث الوطني في ترميم الحصنين، وعمل ممرات بين البيوت القديمة التي تقع بجانب الحصنين، وكذلك الجلسات الخارجية.