بندر عبد الله السنيدي ">
لاشك أن مرحلة الطفولة من أجمل مراحل الحياة. الكل يعيش فيها أجمل لحظات حياته، وأخص هنا مرحلة الدراسة الابتدائية. تلك المرحلة التي يقضي فيها الطفل معظم يومه في مكان جديد عليه. بعد سبع سنوات عاشها في البيت تلاها الالتحاق بالمدرسة. تلك المرحلة هي التي تعلق بالذاكرة جيداً وما يتخللها من مواقف وأحداث. لأن الطفل يكون في مرحلة صافي الذهن وليس لديه أي مسؤولية يتحملها عوضاً عن فرحته الغامرة ببدء مرحلة جديدة من حياته.
مدرسة اليمامة الابتدئية ببريدة التي تخرجت منها عام ألف واربعمائة وتسعة هجري، هي المرحلة التي قضيت فيها طفولتي الجميلة كطفل يحلم بمستقبل جميل. تلك المرحلة ولاشك مواقفها والأصدقاء فيها لا يمكن نسيانها ونسيانهم. قابلت أحد الزملاء في مناسبة زواج وهو الأخ ابراهيم السريع مع ابن عمي وليد السنيدي وعمي حمود السنيدي. لأنهم كانوا معي في نفس المرحلة الدراسية لتقاربنا في العمر. بعد ذلك اللقاء الجميل مع الأخ إبراهيم تبادلنا أرقامنا معه وقرر ابن العم وليد تبني فكرة الاجتماع في قروب (وتس أب) عبر الجوال. تحمسنا للفكرة جميعاً وبدأ البحث عن زملاء المرحلة الابتدائية التي طاف عليها ما يقارب ثلاثين عاماً. وبالتخابر بيننا أصبحت المجموعة تحوي حتى الآن ما يقارب عشرين زميلا في مرحلة الابتدائية. ولازال البحث جاريا عن البقية لاستذكار أجمل مراحل العمر التي مرت بنا.
من ضمن الحوار الذي دار بيننا عن معرفة مصير كل واحد منا الآن بعد فراق دام سنوات. فهنالك الضابط والمعلم والمحامي والممرض ورجل الاعمال وموظف القطاع الخاص. مجموعة تفخر بها مدرسة اليمامة الابتدائية بمدينة بريدة التي تأسست عام الف وثلاثمائة وتسع وتسعين من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم. وبالمناسبة كانت بداية دفعتنا الجميلة في المرحلة الابتدائية هي منذ عام ألف وأربعمائة وثلاثة حتى عام ألف وأربعمائة وتسعة هجري. تلك المجموعة التي تأسست قريباً عبر التطبيق الأشهر الـ(وتس أب) استذكرنا فيها أجمل اللحظات وما تخللها من مواقف جميلة. فذاك يستذكر موقفاً أثناء حصة الرياضة مع الإستاذ يوسف الشوشان وآخر يستذكر موقفاً في حصة العلوم وتحديداً في المختبر مع الاستاذ عبد العزيز العطاء لله وحصة الرياضيات مع الاستاذ عبد الله البييبي. ولحظات عشناها في حصة التجويد و القرآن من الاستاذ احمد الرميخاني، كذلك مدير المدرسة الاستاذ الفاضل الذي إنتقل إلى رحمة الله ابراهيم الطارف.
نستذكر مواقف وكيل المدرسة الأستاذ صالح الضبيعي وكيف كان يتعامل معنا في وقت ما بين الحصص لحثنا على دخول الفصول عند بداية الحصة. وكيف كان المعلم حريصاً كل الحرص على الطالب وكأنه ابن له في البيت الثاني، وهي المدرسة.
الشي الجميل هو تواجد الاستاذ ابراهيم العضاض معنا وهو إبن الاستاذ محمد العضاض أحد معلمينا الافاضل. ذلك الاستاذ الجميل كجمال تلك الدروس التي يشرحها لنا ويشد أزرنا فيها، والحث على حل الواجبات في المنزل. بعد التواصل مع الزميل إبراهيم العضاض ذكر معلومة جميلة تتمثل بأن والده الأستاذ محمد العضاض لازال يستمتع برحلة أسبوعية مع باقي زملاء تلك المدرسة منذ خمسة وثلاثين عاماً. ولا زال للحديث بقية من خلال مقالة لاحقة بإذن الله لنشر مواقف جميلة لعل الأستاذ والطالب في هذا الزمن يستفيد منها بإذن الله. إلى اللقاء.