عبد الوهاب بن فهد المطيري ">
يعبر عن التصحر بأنه التدهور الذي يحل على الأرض، خصوصاً في المناطق القاحلة وشبه الجافة وكذلك الرطبة، ويدل -أي التصحر- على فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي، أو فقدان قدرة الأرض على الزراعة بسبب أن الأرض أصبحت فاقدة للمقومات الطبيعية التي تساعدها، وبالتالي معاناة السكان الذين يعيشون حول المناطق التي تأثرت بالتصحر من النقص الغذائي، حيث إن الكثير من الدول على سبيل المثال الإفريقية هي مناطق زراعية وخصبة جداً ولكن مع التصحر نسمع بين الحين والآخر عن المجاعات التي تعصف بهم من وقت لآخر.. ولا يقتصر التصحر على فقر التربة فحسب بل أن حرائق الغابات حول العالم يتسبب التصحر باندلاعها، كما أن الرياح والأتربة جزء من الآثار المتعلقة بهذه المشكلة أي مشكلة اتساع نطاق التصحر والذي بدأ ينتشر حول العالم خلال الأعوام الماضية ويجعل السكان تحت ضغوط الحياة والتي باتت أصعب من ذي قبل رغم التطورات الاقتصادية والتقنية الهائلة، حيث إن الأرض باتت تفقد مقوماتها الطبيعية بنسبة لا تقل عن 30% خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية قابلة للزيادة إذا استمرت الأوضاع على هذه الحال. كما أن إثارة الرياح والأتربة بدأت تصل إلى أوروبا قادمة من أفريقيا.. أوروبا التي لا تعرف العواصف الرملية بدأت تشتكي وتشهدها في الآونة الأخيرة حيث وصلت إلى اسبانيا والبرتغال، حتى أن الرياح المسماة (الباسات) وصلت إلى أمريكا مما أدى إلى توسع نطاق الصحاري بها. اليوم أصبحت الأرض خمس مساحتها عبارة عن صحاري، حيث إن الأراضي الزراعية في السابق هي اليوم عبارة عن صحاري قاحلة.
إذن التصحر مشكلة عالمية ولا تقتصر على دول معينة، ولكن الأبحاث العلمية أثبتت أن هذه المشكلة ليس لها علاقة بالطقس كما يروج البعض بل الإنسان جزء من هذه المشكلة حيث أفرط في الزراعة وأرهق الأرض، وأزال الغابات التي تعمل على تماسك التربة، وكذلك تلطيف الجو، والرعي الجائر الذي عمل على دك الأراضي الزراعية، ومن أمثلة الدول التي بدأت تعاني من ظاهرة التصحر، الصين، حيث شهدت أعنف العواصف الرملية في تاريخها في العام الماضي في ظاهرة تعد غريبة على أجواء الصين. لذلك يعد التصحر أخطر المشكلات البيئية والتي تؤثر على الحياة البشرية حيث تهدد أكثر من مليار نسمة حول العالم، ورغم التقدم العلمي والتقني في التوصل إلى الحلول أو حتى الحد من المشكلة إلا أن الإجراءات على الواقع تعتبر مخجلة للغاية.