بندر عبد الله السنيدي ">
مما لا شك فيه ولا جدال البتة أن المقصف المدرسي يلعب دوراً مهماً في المدرسة. فمنه وإليه يلجاء الطالب أو الطالبه في المدرسة بالتزود بالأكل في وقت ما بين الحصص. ولا شك أن للمجهود الذهني دوراً كبيراً في الإحساس بالجوع. فهو أكثر تأثيراً في الشعور بالجوع من بذل مجهود بدني. حتى أنني أذكر عند عودتي من المدرسة أيام المرحلة المتوسطة والثانوية أو حتى الجامعة أن ما يحدد مدى فائدتي العلمية هو مقدار الإحساس بالجوع الذي أعانية. وهو مقياس ولا شك بديهي ولا يحتاج أن يكون الشخص عالماً في مجال التغذية .كتبت قبل مدة عن تنظيم الأطفال من أمام المقصف ووجوب لعب دور مهم من إدارة المدرسة لتنسيق اصطفاف الأطفال عند الشراء من المقصف المدرسي، وأن ذلك من الأمور الجميلة التي تصقل لدى الطفل أياً كان جنسة ذكراً أم أنثى حب النظام. بينما أنا اليوم أتحدث عن محتوى المقصف وما يباع داخله. ما هي الوجبات التي تقدم لإطفالنا داخل المدرسة. في الحقيقة لفت انتباهي عبر موقع وكالة الأنباء السعودية (واس) قبل مدة ليست بالقصيرة خبر يفيد بالتالي: (الإدارة العامة للتعليم في منطقة عسير تحدد ثمانية أصناف من الوجبات الغذائية الضارة بصحة الطلاب في مدار المنطقة ومنع بيعها بالمقاصف المدرسية). لينتابني شعور ممزوج بتَساؤُل: هل الموضوع فقط يقتصر على منطقة عسير أم كل مناطق المملكة العربية السعودية؟ المقصف المدرسي في جميع مدارس المملكة يعاني من المشروبات والمواد الغذائية غير الصحية للطالب. وأنا هنا أكرر التركيز على الطالب أو الطالبة الطفل في مراحل الدراسة الأولية. هل أصبح الربح المادي هو سيد الموقف بعيداً عن كل الاعتبارات الأخرى. والدليل على صحة كلامي هو أن ما يباع في المقصف مضاعف الثمن، فما تجده خارج المدرسة بقيمة ريال مثلاً تجده في مقصف المدرسة بضعف هذا الثمن. لو تغافلنا عن هذه النقطة, وهي مضاعفة السعر, فهنالك اعتبارات أخرى يجب أن توضع في الحسبان، وهي تلك الماكولات غير المفيدة التي تقدم لإطفالنا كالمشروبات الغازية والعصائر والحلويات وأنواع مختلفة من (الشبس). وهي ماكولات لا شك غير مفيدة للطفل لاحتوائها على مواد سكرية عالية إلى غيرها من المواد الصناعية. الغريب والمحير في الأمر هو تلك المقاطع التي انتشرت في أوساطنا الاجتماعية لمدرسين يحذرون من الوجبات غير المفيدة.وشرح واف وكاف لمحتواها المضر. بينما على النقيض تماماً المقصف المدرسيداخل المدرسة يحوي ما تم التحذير منه في الفصل المدرسي. هل ذلك تناقض قد يستقبله عقل الطفل الصغير مما يوحي بعدم جدية المعلم في الفصل. تناقض في النصيحة الصحية داخل الحصة وما يباع في المقصف للطلاب والطالبات صغار السن. قضية المقصف المدرسي توحي باستفسارت كثيرة مفادها التالي. ما هي آلية وصول المستثمر في هذه المقاصف إلى المدرسة؟ إذا كانت عن طريق المناقصات الرسمية فلماذا لا نرى الشركات المعروفة اجتماعياً بتقديم الشيء الصحي والأرخص؟ ما هو دور المؤسسة التعليمية, ممثلتا في مدير المدرسة تجاه ما يقدم للطالب وهي الوجبة الوحيدة داخل المدرسة؟ معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، رسالتي هي أن نعطي المقصف المدرسي أهمية كما هو الحال في الاهتمام بالمحتوى العلمي. فصحة الإنسان هي رأس ماله والذي لا يمكن المساومة عليه بأي حال من الأحوال.