أكثر من 135 ألفًا استلهموا «روح القيادة» من معرض وتاريخ الملك فهد ">
الدمام - سلمان الشثري:
ينتظر أهالي المنطقة الشرقية انطلاقة معرض وفعاليات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - «الفهد.. روح القيادة» في الفترة من 13 إلى 22 جمادى الآخرة، الموافق 22 إلى 31 مارس 2016م، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة، وتحتضنها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وذلك بعد أن حرص 135.327 زائرًا وزائرة على الحضور في نسختَيْه الأولى والثانية في كل من منطقتَيْ الرياض ومكة المكرمة.
وكان المعرض قد انطلق في نسخته الأولى في العاصمة الرياض في مارس 2015م، ثم انتقل إلى محطته الثانية في منطقة مكة المكرمة في نوفمبر 2015. وسجّل المعرضان حضورًا مكثفًا، بلغ في الرياض أكثر من 84 ألف زائر، وفي منطقة مكة المكرمة ما يقارب 55 ألف زائر.
وتؤكد اللجنة التنفيذية التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز أن معرض وفعاليات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - حقَّق أهدافه العامة في نسختَيْ الرياض وجدة، التي وضعتها اللجنة العليا، مشيرة إلى أن «المعرض حقَّق الكثير من النجاح والانتشار والمخرجات الإيجابية في النسختين السابقتين»، ومضيفة بأن «من أهم الأهداف التي ركز عليها المعرض نقل الإلهام والروح والمبادئ القيادية لشخصية الملك فهد إلى فئة الشباب».
وبحسب تقرير اللجنة التنفيذية، فإن التحليل الرقمي للاستفتاء العام الذي تم طرحه على الزوار في معرضَي الرياض وجدة أظهرت نتائجهما مدى الرضا والقبول عن التنظيم بشكل عام والأنشطة والفعاليات، فضلاً عن مجموعة من الاقتراحات التي سيتم تقديمها إلى اللجنة العليا واللجنة التنفيذية.
وأوضحت اللجنة التنفيذية أن 135.327 زائرًا وزائرة استفادوا طوال فترة المعرض في الرياض وجدة بالاطلاع على سيرة الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، من خلال ما تم توفيره من أسلوب شيق عبر عروض بانورامية للمحتوى، عبر استخدام الشاشات والصور؛ ما مكّن أخيرًا من تفاعلهم وتقديم المعلومات بطريقة احترافية لهم، وخصوصًا أنه ـ أي المعرض ـ يتضمن سيرة الملك فهد - رحمه الله - منذ ولادته حتى وفاته، وكذلك مقتنياته الشخصية والأوسمة والأوشحة التي تقلدها، ووثائق رسمية ومخطوطات عدة وأفلام وثائقية.
وبيّنت اللجنة التنظيمية أن معرض الملك فهد - رحمه الله - حرص في نسختَيْه الأولى في الرياض والثانية في جدة على تعريف الجيل الجديد من الشباب بصور من الماضي الذي عاشته المملكة العربية السعودية في عهد «الفهد»، من خلال عرض عدد من المحطات المهمة التي عاشها منذ نشأته في كنف والده الملك عبدالعزيز، ثم تعيينه وزيرًا للمعارف، وبعد ذلك تعيينه وزيرًا للداخلية، ثم النائب الثاني ووليًّا للعهد، وصولاً إلى مبايعته وليًّا للعهد ثم ملكًا للمملكة. فيما أظهرت مجموعة الصور التاريخية الدور القيادي للفهد في تمثيله للمملكة في العديد من المناسبات والأحداث التاريخية المهمة؛ إذ تستعرض لقاءاته بعدد من قادة الدول العربية والإسلامية والصديقة، التي حرص طوال فترة خدمته لهذا الوطن - وزيرًا ثم ملكًا - على توطيد العلاقات الثنائية بين المملكة ودولهم الشقيقة أو الصديقة، خدمة لمصالح بلاده وشعبها العزيزين عليه. مؤكدة أن المعرض شكَّل فرصة مهمة للمهتمين بدراسة التاريخ السعودي الحديث من جميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ كونه يبرز ملامح متنوعة عنها، وكذلك مثَّل فرصة مهمة لأولئك الذين يستهويهم الاطلاع على المقتنيات الشخصية، كالسيارات والهواتف والمخطوطات، وغيرها.
وأوضحت اللجنة التنفيذية أن معرض وفعاليات الملك فهد بن عبدالعزيز في الرياض وجدة نفَّذ دورات وورشًا تدريبية اختصاصية للشبان والشابات، بلغ مجموعها 101 دورة وورشة تدريبية في سمات القيادة، استفاد منها 3434 شبابًا وشابة. كما قدَّم المعرض والفعاليات المصاحبة له إضافة ثرية من الناحية العلمية والعملية، وبرامج موجَّهة للأطفال لتعليمهم سمات القيادة، استفاد منها 6414 طفلاً، مع إنشاء مختبر يتعلم منه الطفل الزائر كيف يصبح قائدًا. وفي الوقت ذاته تتدرب الأم على التنشئة القيادية له.
ولفتت اللجنة التنفيذية إلى أن تنفيذ معرض وفعاليات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - قاده فريق عمل من القياديين والمسؤولين، الذين عملوا في محطتَيْه الأولى والثانية بالرياض وجدة، فضلاً عن مجموعة المتطوعين من الشبان والشابات، بلغ مجموعهم 438 شابًّا وشابة، تم تدريبهم فيما يخص التعامل مع الجمهور.
وأكدت اللجنة التنفيذية أن النجاح الذي حققته النسخة الأولى في الرياض لم يكن ليكون لولا توفيق الله - جل وعلا - ثم رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحضوره ومتابعته الشخصية للمعرض. فيما رعى النسخة الثانية في جدة، التي أقيمت في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة.
وأوضحت اللجنة التنفيذية أن الاستعدادات والتحضيرات للنسخة الثالثة في المنطقة الشرقية تسير وفق الخطط التنفيذية الموضوعة؛ إذ يتابع التحضيرات ويدعمها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، الذي سبق أن التقى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز رئيس اللجنة التنفيذية، وقدم له شرحًا عن التحضيرات والخطط، وأبدى سمو الأمير سعود بن نايف خلالها الدعم الكامل لتنظيم المعرض. ومن جهته قدم الأمير تركي بن محمد بن فهد نيابة عن أصحاب السمو الملكي الأمراء أبناء الملك فهد أعضاء اللجنة العليا وأحفاده إلى صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية الشكر والتقدير لموافقته على رعاية المعرض ودعمه.
وفي إطار الاستعدادات أيضًا استقبل مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن صالح السلطان سمو الأمير تركي بن محمد بن فهد في مقر الجامعة أخيرًا، مؤكدًا أن الجامعة ستقدم جميع إمكاناتها التنظيمية والبشرية من الأساتذة والاختصاصيين في جميع المجالات؛ لتكون «شريكًا حقيقًا للمعرض. كما أن المعرض والفعاليات المصاحبة سيقدمان إضافة ثرية من الناحية العلمية والعملية لطلاب وطالبات الجامعة، وخصوصًا بوجود دورات في إدارة الفعاليات والتطوع ومهارات القيادة والريادة الاجتماعية».
وتؤكد اللجنة التنفيذية أن اختيار المنطقة الشرقية لتكون المحطة الثالثة نظرًا لما تمثله المنطقة من شواهد على الإنجاز في عهد الملك فهد، مشيرة إلى أن محافظات ومدن المنطقة الشرقية ستتفاعل مع المعرض - بإذن الله - بالزيارة والحضور عن قرب للاطلاع على سيرة الملك فهد - يرحمه الله -.