محمد بن فهد الحافي ">
أحياناً يكون البعد باباً للحزن والأسى والألم، وغالباً يكون مفتاحاً للدموع، إلا أن هنالك لذة تسعد قلبك وتريح جسدك وهي لذة البعد عن معصية الله تعالى، والبعد عن ما يغضب الله تعالى، والبعد عن الإيمان بالأشياء التي تؤدي إلى الشرك بالله مثل قراءة عامك وحياتك الزوجية ومستقبلك المهني قبل أوانه، وأن تقول نفسك الأمارة بالسوء: افعل المعصية الآن لا أحد يراك وتستمع كثيراً وتزيل القلق والتعب، ويحدث الصراع الداخلي بين الخوف من الله عاطفة السوء.
يُـذكرك عقلك قوة الله وعذابه الشديد لكنه لا يُـنسيك رحمة الله وكرمه وعفوه فتريد أن تفعل المعصية وعقلك يرفض، تريد لكنك لا تريد أن تعصي العظيم المجيب الذي أعطاك وأعطاك وسيعطيك أكثر مما أعطاك إياه لك يا من أنت سجين تلك المعصية بغض النظر عن ماهية تلك المعصية.. تذكر أن متعة المعصية تذهب، لكن يبقى ذنبك وانتبه أن يوسوس لك الشيطان بأنك غارق في المعصية ولن يغفرالله لك.
ركز بعقلك وليس بعينك على هذا الحديث...
عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة. (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).
لذا احتسب على الله أجر البعد عن المعصية، وتلذذ ببعدك عنها، وكن من المتقين فـ الله يحب المتقين.
تأمل في قول الله تعالى:
(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا، حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا، وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا، وَكَأْسًا دِهَاقًا، لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا، جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا) .. الآيات
ختاماً:
كل شيء حَرَّمه الله له بديل حلله الله... ولا تيأس من رحمة وعفو ومغفرة الله الكريم العظيم فـ رحمة الله أوسع من ذنبك.