مساعد بن سعيد آل بخات ">
عند تعاملك مع الناس، هناك ثلاث علاقات قد تنتج بينك وبينهم, وهي:
أولاً: فئة تولد فيك الطاقة, وتشحن الهمة نحو تحقيق النجاح.
ثانياً: فئة تحافظ على طاقتك كما هي في الواقع.
ثالثاً: فئة تفرغ منك الطاقة إلى أن تهلك.
فالفئة الأولى والثانية هم أشخاص (إيجابيون) ينبغي أن توثق علاقتك بهم, لأن وجودهم في حياتك له منافعٌ كثيرة.
أما الفئة الثالثة فهم أشخاص (سلبيون) ينبغي أن تضع حدًّا لعلاقتك بهم, لأن وجودهم في حياتك ضرره أكبر من نفعه, أو على أقل تقدير ينبغي أن تتعرف على كيفية التعامل معهم بطريقة مثالية بدون حدوث أي ضرر لك, ومن هؤلاء الأشخاص السلبيين: (الأناني والمغرور, العدائي والغاضب, المماطل والمتردد, الخشن والفظ, الناقد والشاكي, الماكر والمخادع).
ولا يمكن لك أن تتجنب مخاطرهم إلا بعد أن تتفهم كل شخصية منهم على حدة: (ما صفاته؟ وما الذي يحبه؟ وما الذي يكرهه؟ وما الطريقة المُثلى للتعامل معهم؟) لكي تصل في النهاية إلى أفضل أسلوب ممكن للتعامل معهم.
إن الأمر الذي يجعلنا نؤكد أهمية دراسة مثل هذه الشخصيات الصعبة -من حيث التعامل معها- هو أنهم متواجدون في حياتنا اليومية وبشكل مستمر, إما من زملاء العمل, أو في الأماكن العامة, أو من أحد أفراد الأسرة.
ربما سيقول البعض إن أفضل حل لمثل هذه الشخصيات الصعبة بأن نمتنع عن التعامل معهم كلياً.
ولكنني أقول لهم هنا إنهم لن يستطيعوا الانقطاع عنهم لفترة طويلة.
لماذا؟
لأن صاحب الشخصية الصعبة قد يكون أحد أفراد أسرتك (كأب, أم, أخ, أخت, زوج, ابن), فأنت بحُكم الرابط الأسري مُجبر على تكوين علاقة وثيقة معهم.
فهل يُعقل بأن تمتنع عن زيارة أمك لأنها سريعة الغضب مثلاً؟! وأنت تعلم بأن حبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((الجنة تحت أقدام الأمهات)).
ولنا في قدوتنا محمد -صلى الله عليه وسلم- خيرُ شاهد على ذكائه في التعامل مع الشخصيات الصعبة (ككفار قريش), فرسولنا الكريم لم يَعِش منطوياً عن الناس ومتفرغاً للعبادة فقط, بل كان قريباً منهم, يجالسهم ويحادثهم, ويبتسم في وجوههم, ويعلمهم أمور دينهم, وعندما توفي رسول الله كان درعه مرهوناً عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير!!
لذلك..
سأضرب هنا مثالاً على إحدى الشخصيات الصعبة المُهدِرة لطاقاتنا لكي تتضح الفكرة فيما هو الحل الأفضل للتعامل معها, ولنأخذ مثلاً: (العدائي والغاضب):
أولاً: اعرف صفاته لكي يسهل عليك اكتشافه, فهو: (شخص يلقيك بالأحجار, ويوجه كل ما بداخله من متاعب ومشاكل إليك, ولو أمسك عليك غلطة كانت فرصته ضدك, وتجده دائماً في حالة من العدائية والغضب).
ثانياً: استخدم الطريقة المناسبة للتعامل معه, مثل: (لا تغضب فزيادة الغضب لن تجدي نفعاً, وأنت بحاجة إلى أن تتركه يهدأ ثم تبدأ بالكلام معه فالصوت العالي لا فائدة منه, ورغم هدوئك كن حازماً دون انفعال, واحرص على الحصول على احترامه وتفادَ الصدام معه, ولا تهاجمه ولا تنتقده أثناء ثورته).
حكمة.. طَبّق سُنة محمد -صلى الله عليه وسلم- في حياتك, تكُن محبوباً من قِبَل جميع الناس.