أكد الاستاذ محمد بن خميس رئيس مجلس إدارة مجموعة محمد بن خميس القابضة أن المناورة العسكرية رعد الشمال التي اختتمت فعالياتها يوم الخميس الماضي في منطقة حفر الباطن شمال شرق السعودية بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وعدد من قادة العالمين العربي والإسلامي بمشاركة قوات من 20 دولة عربية وإسلامية وقوات درع الجزيرة، تحمل رسائل عدة ولعل أبرزها إثبات وتعزيز دور المملكة القيادي والقادر على لم الشمل العربي والإسلامي، حيث أثبتت حنكة وفطنة قادتنا «حفظهم الله» في معرفة المؤامرات التي تحاك ضد مصالحنا ومصالح الأشقاء والتصدي لها ومواجهة قوى الشر والإرهاب بجميع أشكاله والوقوف ضد كافة التحديات الإقليمية والدولية، خاصة في ظل الانهيارات والأخطار التي تحيط بالمنطقة والعالم الإسلامي، وهو ما أغرى أطرافا إقليمية ودولية بالتدخل في شؤون المنطقة بطريقة فجة تستدعي الترابط والتعاون لمكافحتها وردعها؛ حيث تعد مناورة رعد الشمال الأكبر في تاريخ المنطقة بعد حرب الخليج.
وقال بن خميس: هناك استهداف للعالم الإسلامي عامة والمنطقة خاصة، وهو أمر كارثي وخطير له انعكاساته المباشرة على بلادنا، ولا يمكن للمملكة بدورها الرائد في العالمين الإسلامي والعربي أن تقف موقف المتفرج منه، فهناك قوى إقليمية ودولية تستهدف تدمير الأمن القومي العربي والعبث بمقدرات شعوبه والمتاجرة بأزماته ولعل ما تفعله إيران في سوريا واليمن خير دليل على ذلك، فهي دولة لا يعنيها شعوب المنطقة بقدر استغلالهم والمتاجرة بأزماتهم.
وأضاف: المملكة قادرة على الردع وفق القوانين الدولية وفي إطار الهيئات والمنظمات والمؤسسات الدولية، وهو ما ظهر جليّاً في أزمتي اليمن وسوريا.
وتابع: المملكة دولة تنعم بالاستقرار السياسي والاقتصادي وسط بحر هائج يموج بالكوارث والانهيارات، وهذا الاستقرار ينعكس بشكل مباشر على المنطقة ككل، في وقت تلعب دولة كإيران دور المخرب والمدمر وتاجر الأزمات.
وأردف: استقرار المملكة ينعكس إيجابياً على الاقتصاد، فلا اقتصاد بدون أمن وقوة عسكرية تحميه، ولا أمن بدون اقتصاد وربّما كان الأمن الاقتصادي هو جوهر الأمن القومي لأي دولة في العالم، ورعد الشمال اثبت حزم وعزم القيادة على حماية منجزات ومقدرات المملكة خاصة والخليج والعالمين العربي والإسلامي بصفة عامة، وهذه كانت من ابرز رسائل المناور، فالمملكة تدافع عن مصالحها السياسية والاقتصادية وكذلك مصالح أشقائها من العرب والمسلمين وفق الأسس الدولية المتعارف عليها. الاقتصاد والأمن، معادلة معالمها واضحة وعناصرها بارزة، فالأمن القوي شرط أساسي للبناء الاقتصادي وهو ما يعزز من إقامة الوحدة العربية الاقتصادية ومن دونه لا يمكن خلق اقتصاد ناجح يعزز بدوره القدرات الأمنية للدولة.
واختتم بن خميس تصريحه، مؤكِّداً أن المملكة تمتلك كافة المقومات والقدرات التي تحقق أمنها وأمن أشقائها، وهي لن تتوانى كعادتها دائما عن الوقوف بكل حزم في وجه كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الشعوب العربية والإسلامية، سائلاً المولى - عز وجل - أن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا من كل سوء.