عبد الله بن صالح العقيل
عاشت الرس منذ تأسيسها وأهلها يحبون الرحلات العلمية والتجارية وغيرها من أجل أغراض عدة منها: التطوير العلمي والمعرفي ومنها الترفيه والترويح عن النفس، ومنها إنعاش التجارة من أجل الحصول على لقمة العيش.
وعندما نشأت البلدة تجمعاً سكانياً في حدود عام 925هـ وكثر الناس حولها لم يكن النظام القضائي ولا التعليم في الكتاتيب معروفين في ذلك الوقت, ولم يكن في البلدة حاكم معروف يحكم بينهم. ولا عالم يوجّه الناس ويرشدهم لأمور دينهم، حالهم في ذلك حال بقية بلدات نجد الأخرى.
وفي حدود عام 1100هـ بُني المسجد الأول بالرس ويسمى (المسجد الداخلي) ثم احتاج المسجد لإمام يؤم الناس في الصلاة ويرشدهم ويعظهم في أمور دينهم ويعلمهم مبادئ القراءة والكتابة وأصول الدين، واحتاج الأمر لوجود من يحسن القراءة والكتابة ويتقن الإمامة وما يتبعها من قضاء وإفتاء وتعليم ودعوة وإرشاد، وقد قام الشيخ زامل بن علي من أسرة الرشيد على الرغم من كبر سنّه برحلة إلى عنيزة عندما علم بأن عالماً كبيراً وصل إليها من سدير ماراً بالمذنب هو الشيخ عبدالله بن أحمد بن عضيب في حدود عام 1110هـ، حيث أسس له أهل عنيزة مسجداً ومنزلاً لكي يقوم بالأعمال الدينية من قضاء وفتوى ودعوة وإرشاد وكتابة وثائق وعقود واستنساخ كتب، وقد انضم إلى مجلسه العديد من طلبة العلم من عنيزة وخارجها؛ وكان من الرس الشيخ زامل بن علي وابنه الشيخ رشيد بن زامل، ودرسوا على الشيخ أحمد بن عضيب.
كما احتاج أهل الرس عند التأسيس -بالإضافة لطلب العلم- تعلم القراءة والكتابة من أجل توثيق العقود والمكاتبات، فكانت عنيزة أول من رحل إليها طلبة العلم بالرس ثم اتجهوا إلى الدرعية، وبعد أن عاد الشيخ قرناس بن عبدالرحمن من الدرعية بعد رحلته العلمية تولى فيها القضاء في أعالي المدينة لمدة ست سنوات ثم تولى قضاء الخبراء ثم شارك مع أهل الرس في حرب إبراهيم باشا وتولى بعدها قضاء بريدة وعنيزة ثم قام بالتدريس بالرس وعنيزة وبريدة، ثم انتشر العلم في تلك المناطق.. واشتهر آل سليم في بريدة وآل القاضي في عنيزة ومجموعة أخرى من المعلمين في الرس وما حولها.
أما نشاط علماء الرس في مجال الرحلات العلمية فقد كانت أول رحلة علمية لهم داخل منطقة القصيم في فترة الدولة السعودية الأولى قام بها كل من:
1- الشيخ زامل بن علي بن محمد بن علي بن راشد من نسل أبا الحصين وهو أول من رحل من الرس إلى عنيزة لطلب العلم على الشيخ عبدالله بن أحمد بن عضيب، وقد تولى قضاء الرس وهو كبير السن، وتوفي حوالي عام 1150هـ.
2- الشيخ رشيد بن زامل بن علي، ورحل إلى عنيزة أيضاً وتعلم على الشيخ عبدالله بن عضيب، وتولى قضاء الرس بعد والده، وتوفي حوالي عام 1196هـ.
3- الشيخ عبدالعزيز بن رشيد بن زامل بن علي وسافر إلى عنيزة مثل والده وجده وتعلم على الشيخ عبدالله بن عضيب، وتولى قضاء الرس بعدهما وتوفي عام 1234هـ.
أما رحلات علماء الرس خارج منطقة القصيم وفي فترة الدولة السعودية الأولى فقد كانت إلى الدرعية وقام بها الشيخ قرناس بن عبدالرحمن القرناس ودرس على كل من: الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب (1165-1242) ثم الشيخ علي بن محمد بن عبد الوهاب (1244) والشيخ حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر (1160-1225) كما وُجد مشايخ آخرون من الرس رحلوا إلى الدرعية مثل الشيخ صالح بن راشد الحربي للدراسة على علماء الدعوة. وهو الذي تتلمذ عليه الشيخ قرناس بن عبدالرحمن.
ومن المهم أن نذكر الشيخ صالح بن عبدالرحمن الخميس من الرس الذي درس على علماء الدعوة في الرياض. ثم قدم إلى الرس عام 1180هـ وافتتح مدرسة لتعليم النساء قام بالتدريس فيها ابنتاه (مزنة وشايعة).
ثم جاءت فترة الدولة السعودية الثانية وحصل فيها بعض الرحلات لمشايخ الرس إلى الرياض وقد رحل إليها كل من:
- الشيخ صالح بن قرناس القرناس (1193-1285).
- الشيخ رميح بن سليمان بن رميح (1257-1344).
وقد درسا في الرياض على كل من العلماء:
- الشيخ عبدالرحمن بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب من علماء القرن الثالث عشر الهجري.
- الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن (1225-1293).
- الشيخ عبدالرحمن بن بشر.
- الشيخ عبدالعزيز بن صالح المرشد (1241-1324).
أما في عهد الدولة السعودية الثالثة فقد ذُكر بأن الشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد قاضي الرس (1304-1395) سافر إلى الرياض ويرافقه ثلاثون طالباً من الرس ومعهم بعيران أحدهما عليه متاعهم والآخر يتعاقبون ركوبه، وقام مشايخ الرياض نحوهم بكل ما يلزم حيث علّموهم أمور دينهم وشرحوا لهم في أمهات الكتب وحثّوهم على المراجعة في دروسهم.. كما أنه بعض العلماء من الرس اشتهروا بالرحلة إلى الرياض منهم:
- عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن رشيد (1325-1355).
- عبدالله بن مطلق الفهيد (1312-1377).
- سالم بن ناصر الحناكي (1291-1379).
- محمد بن ناصر الحناكي (1293-1387).
- محمد بن عبدالعزيز بن رشيد (1304-1395).
- عمر بن خليفة بن جري (1311-1398).
وهؤلاء درسوا على كل من العلماء:
- الشيخ عبدالله بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن.
- الشيخ عبدالله بن محمد بن راشد بن جلعود.
- الشيخ حسن بن حسين بن علي بن حسين آل الشيخ.
- الشيخ حمد بن فارس بن محمد بن فارس.
- الشيخ سعد بن محمد بن علي بن عتيق.
- الشيخ سليمان بن سحمان.
ويوجد دفعة ثانية من المشايخ وطلبة العلم من الرس سافروا في طلب العلم على مشائخ الدعوة بالرياض وهم:
- صالح بن عبدالله بن جارد (1320-1380).
- مقبل بن حمود الدميخي (1347-1392).
- حمد بن إبراهيم الزعاقي (1333-1397).
- ناصر بن محمد الحناكي (1330-1404).
- سليمان بن صالح بن سليمان بن خزيم (1325-1407).
- عبدالعزيز بن ناصر الرشيد (1333-1408).
- صالح بن علي الغصون.
- صالح بن إبراهيم بن طاسان (1328-1420).
ودرس هؤلاء المجموعة على كل من: الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (1311ـ1386).
والشيخ عبداللطيف بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ. كما درس جزء منهم على الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن والشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حسين.
وعندما افتتح المعهد العلمي بالرياض درس بعض المشايخ وطلبة العلم من الرس على الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبداللطيف وغيرهما، وذُكر منهم الشيخ محمد بن عبدالله بن صغير الذي تولى القضاء في الرس والشيخ منصور بن حمد المالك الذي عمل رئيساً لديوان المظالم.
وبعدما اشتهر الشيخ قرناس بن عبدالرحمن بالعلم والقضاء ثم عاد من رحلته العلمية إلى القصيم بعد أن تولى في عدة مناطق من المدينة المنورة ثم الخبراء، ثم إنه شارك في حرب إبراهيم باشا مع أهل الرس عام 1232هـ وكان هو العقل المدبّر في الحرب وله القيادة والرئاسة فيها، ثم تولى قضاء الرس بعد خاله الشيخ عبدالعزيز بن رشيد عام 1232هـ مدة ثلاثين عاماً قاضياً وتولى قضاء بريدة وعنيزة فترات متعددة وكان ينيب ابنه الشيخ محمد بن قرناس ويعقد جلسات التعليم في الرس وبريدة وعنيزة وقد التفُ حوله مجموعة من طلاب العلم لعل أشهرهم محمد بن عبدالله بن صقيه (ت 1256هـ) وغيره.
ثم انتشر العلم في بلدان القصيم بسبب وجود آل سليم في بريدة وآل قاضي في عنيزة وغيرهم، وعادت الرحلات العلمية لطلبة العلم من الرس للدراسة على علماء القصيم، حيث قام الشيخ محمد بن عبدالله بن سليم (ت1324) من بريدة الذي أخذ العلم من الشيخ قرناس بن عبدالرحمن وقام بتدريس مجموعة من العلماء والمتعلمين من الرس وما حولها وهم:
- إبراهيم بن محمد الضويان.
- عبدالرحمن بن سليمان البطي.
- صالح بن قرناس القرناس.
- محمد بن ناصر الحناكي.
- سالم بن ناصر الحناكي.
- رميح بن سليمان الرميح.
- سليمان بن حمد الرميح.
- صالح بن إبراهيم الطاسان (من النبهانية).
- محمد بن سالم بن كريديس (من النبهانية).
- سعد بن صالح الطاسان (من النبهانية).
- سعد بن عيد بن كريديس (من النبهانية).
أما الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم (ت1351) فقد درس عليه من ذكرنا سابقاً ومعهم كل من:
- عبدالله بن سليمان البطي.
- عبدالله بن مطلق الفهيد.
- عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن رشيد.
- محمد بن عبدالعزيز بن رشيد.
- سليمان بن صالح بن خزيم.
- ناصر بن صالح بن عقيّل (من قصر ابن عقيّل).
- إبراهيم بن عبدالله البطي.
- سليمان بن بطاح (من قصر ابن عقيّل).
- سليمان بن محمد الدهامي.
- عبدالله بن إبراهيم الطاسان (من النبهانية).
- صالح بن عبدالله الجارد.
- منصور بن صالح الضلعان.
والشيخ العلاّمة عمر بن محمد بن سليم درس عليه مجموعة من مشايخ الرس وهم بالإضافة لمن ذكرنا سابقاً:
- محمد بن صالح الخليفة.
- محمد بن راشد المحيلان.
- عبدالله بن محمد الخليفة.
- صالح بن محمد الخليفة.
وفي بريدة كان يوجد الشيخ سليمان بن عبدالرحمن بن محمد العمري (1375هـ) درس عليه مجموعة أخرى من مشايخ الرس بالإضافة لمن ذكرنا كل من:
- عبدالله بن حمد بن دخيل الخربوش.
- حمد بن مطلق الغفيلي.
- عبدالعزيز بن علي الغفيلي.
- عبدالله بن مطلق الفهيد.
كذلك فإن الشيخ سليمان بن علي بن مقبل (1305) وهو من تلاميذ الشيخ قرناس بن عبدالرحمن درس عليه الشيخ:
- صالح بن قرناس القرناس.
كما درس على الشيخ محمد بن عمر بن سليم من بريدة (ت1308) ما يزيد على (17) عالماً ومتعلماً.. ودرس بين يدي الشيخ عمر بن محمد بن سليم من بريدة (ت1362) ما يزيد على (15) عالِما ومتعلّماً من الرس ليكون جملة الذين درسوا على مشايخ بريدة من آل سليم أكثر من (33) عالماً وطالب علم من أبناء الرس.
كذلك فإن علماء المدينة المنورة وعلماء عنيزة كان لهم الفضل في تعليم مجموعة من مشايخ الرس مثل: الشيخ صالح بن عبدالله الزغيبي (1372هـ) من المدينة المنورة درس عليه كل من: الشيخ عبدالله بن حمد الخربوش إمام الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة، والشيخ عبدالعزيز بن علي الغفيلي مطوع المهد.
أما الشيخ صالح بن عثمان بن صالح العقيل (آل عوف) من عنيزة فقد درس عليه الشيخ صالح بن قرناس القرناس. كذلك فإن الشيخ صالح بن عثمان القاضي (1351هـ) من عنيزة قد درس بين يديه مجموعة من مشايخ الرس وهم: إبراهيم بن محمد الضويان، صالح بن عبدالله الجارد، حمد بن مطلق الغفيلي، سالم بن محمد الحناكي، سليمان بن حمد الرميح، محمد بن عبدالعزيز بن رشيد، عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن رشيد، محمد بن ناصر الحناكي، عبدالله بن مطلق الفهيد، منصور بن صالح الضلعان.
وهكذا يتضح لنا مقدار ما كان عليه مشايخ الرس وطلبة العلم من حرص على تلقي العلم من كبار العلماء من خارج الرس حيث كانوا يتحملون عناء السفر إلى البلدان المجاورة والبعيدة في سبيل طلب العلم على ما كانوا عليه من شظف العيش وقلة ذات اليد، وقد كان بعضهم يترك أبناءه وزوجاته ليرحل إلى مسافات بعيدة طلباً للعلم من مصادره الموثوقة.
مرحلة التعليم بين يدي القضاة
وهي المرحلة الأولى التي كانت سائدة آنذاك وهي التي يطلق عليها (التعليم التقليدي) وقد بدأت تلك المرحلة من التعليم للنساء في عام 1180هـ على يد ابنتي الشيح صالح بن عبدالرحمن الخميس وللرجال في حدود عام 1200هـ على يد الشيخ قرناس بن عبدالرحمن.
ويتم تدريس الطلاب في تلك المدارس في منزل المعلم أو داخل أروقة المساجد أو في مدارس يتم تخصيصها للتعليم. ويقوم عليها عادة قضاة من أهل البلدة أو أحد طلبة العلم، بحيث يجتمع الطلاب على شكل حلقات بين يدي الشيخ ويقوم بتلقينهم بعض قواعد اللغة العربية تمهيداً لحفظ القرآن الكريم.
وأول من تولى التدريس بالمساجد القاضي الشيخ زامل بن علي بن محمد بن علي بن راشد أحد تلاميذ الشيخ عبدالله بن أحمد بن عضيب، وقد تولى الإمامة والخطابة بالمسجد الجامع بالرس فالتف حوله التلاميذ للدراسة حتى توفي عام 1150هـ -رحمه الله-.
ثم تولى التدريس بعده ابنه القاضي الشيخ رشيد بن زامل بن علي الذي درس على والده وعلى الشيخ عبدالله بن عضيب وكان يحب العلم وأهله ويحرص على تعليم الناس أمور الدين حتى توفي -رحمه الله- في حدود عام 1196.
ثم تولى التدريس في جامع الرس الشيخ عبدالعزيز بن رشيد بن زامل ابن علي حتى توفي عام 1234هـ -رحمه الله-. ثم خلفه على القضاء والتدريس والخطابة بالرس عام 1234هـ قاضي القصيم الشيخ قرناس بن عبدالرحمن القرناس، والتف حول حلقته مجموعة كبيرة من التلاميذ من الرس وعنيزة وبريدة وهو الذي خطب في مسجد الرس بعد الصلح مع إبراهيم باشا فأعجب به الباشا وأثنى عليه حتى توفي -رحمه الله- عام 1262هـ.
ثم تولى القضاء والتدريس الشيخ محمد بن قرناس بن عبدالرحمن القرناس بعد وفاة أبيه والتف حوله مجموعة من التلاميذ من الرس ومدن القصيم الأخرى حتى توفي عام 1276هـ -رحمه الله-. بعده تولى أخوه صالح بن قرناس بن عبدالرحمن القرناس وكان مجلسه عامراً ومدرسته تزدحم بالتلاميذ من طلبة العلم بالرس حتى توفي -رحمه الله- عام 1336هـ.
وكان يتولى التدريس في جامع الرس الشيخ إبراهيم بن محمد الضويان في زمن شيخه صالح القرناس وكان يقوم بذلك نيابة عن شيخه عند غيابه في مسجده وفي المسجد الجامع. ثم تولى القضاء والتدريس بالرس الشيخ سالم بن ناصر الحناكي حتى توفي -رحمه الله- عام 1347هـ. ثم خلفه على التدريس أخوه محمد بن ناصر الحناكي، وكانت حلقته مليئة بالتلاميذ من الرس ولكنه لم يستمر طويلاً حتى توفي -رحمه الله- في نهاية عام 1347هـ.
ثم تولى التدريس بالمسجد الجامع مع الإمامة الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد الذي كثر في حلقته التلاميذ من الرس وما حولها حتى رحل للقضاء. ثم تولى التدريس في حلقات المسجد الجامع بالرس الشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان بالإضافة لعمله في القضاء والتف حوله عدد كبير من طلبة العلم الذين صار لهم فيما بعد شأن كبير في الوظائف الحكومية، وعندما تقاعد الشيخ من القضاء استمرت حلقته في منزله حيث يفد إليه الناس للفتوى وطلب العلم حتى توفي -رحمه الله-.
وقديماً كانت تلك الحلقات منابر للعلم نهل منها الكثيرون من أهل الرس وغيرها من بلدان القصيم الأخرى، وتخرج منها مجموعة كبيرة من طلبة العلم منهم من تولى التدريس في مدارس الرس، ومنهم الذين بعثهم الملك عبدالعزيز إلى بعض البلدان للوعظ والإرشاد مثل: محمد بن إبراهيم الخربوش وسليمان بن عبدالرحمن البطي وأخوه عبدالعزيز بن عبدالرحمن البطي ومحمد بن صالح الخليفه وعبدالسلام بن خالد القبلان ومنيع الخليفة وسليمان السلومي وغيرهم -رحمهم الله-.
مرحلة التعليم بالمدارس
وهي المرحلة الثانية التي جاءت بعد مرحلة التعليم على القضاة, ومدرسوها هم الذين تخرجوا من المرحلة الأولى، وقد بدأت تلك المرحلة مع البدايات الأولى في التعليم على عهد الملك عبدالعزيز -يرحمه الله-. وكانت توجد في الرس في تلك المرحلة ست مدارس للبنين موزعة في أنحاء البلدة وهي:
1- مدرسة شمال البلدة: وتقع في الجهة الشرقية من السوق والمسجد الداخلي القديم وغرب منزل الطاسان في بيت الحجرف، وقد تولى التدريس في المدرسة المشايخ: عبدالله بن حمد الرميح وعبد العزيز بن عبدالرحمن البطي وناصر بن سالم الضويان ثم محمد بن إبراهيم الخربوش -رحمهم الله جميعاً-، واستمرت المدرسة حتى حوالي عام 1348هـ.
2- مدرسة جنوب البلدة: وتقع عند أحد أبواب سور البلدة وشمال مسجد الرشيد، وتولى التدريس فيها المشايخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد ومحمد بن ناصر بن خالد الرشيد -رحمهم الله- وقد انتهت المدرسة مع افتتاح المدرسة السعودية عام 1363هـ.
3- مدرسة وسط البلدة: وتقع في (مفرق الحمّاد) شرق منارة المسجد الجامع القديم الذي يسمى (المسجد الطالعي) وتولى التدريس فيها عبدالله بن عبدالرحمن العقيل ومحمد بن إبراهيم الضويان وعبدالعزيز بن علي الغفيلي -رحمهم الله-، وانتهت مع افتتاح المدرسة السعودية عام 1363هـ.
4- مدرسة شرق البلدة: وتقع شرق السوق التجاري القديم (سوق المرقب) أمام منزل الوجيه حمد بن منصور المالك من الجهة الجنوبية، وتولى التدريس فيها ناصر بن سالم الضويان وعبدالعزيز بن عبدالرحمن البطي ومحمد بن إبراهيم الخربوش, وانتهت مع افتتاح المدرسة السعودية عام 1363هـ.
5- مدرسة جنوب السوق: أقامها الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن البطي في منزله الواقع جنوب السوق التجاري (سوق المرقب) وكان الشيخ يدرّس فيها القرآن الكريم، وكان فيها مجموعة من الطلاب الذين تولوا القضاء فيما بعد، وكانت تلك المدرسة آخر مدرسة أنشئت بالرس وانتهت مع بداية الدراسة في المدرسة السعودية عام 1363هـ.
6- المدرسة القرآنية: أسسها الشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم الطاسان عام 1378هـ، بدأت وتنقلت في عدة مواقع. ثم انتقلت في الجهة الجنوبية من منزل صاحبها الواقع شمال المسجد، وكانت الدراسة بالمدرسة تسير على تنظيم معيّن، وعدد تلاميذها (50) تلميذاً يدرسون فيها القرآن حفظاً وتجويداً والفقه والتوحيد والقراءة والكتابة والإملاء. وكان مؤسسها يصرف لكل طالب ريالين في كل عيد ويصنع لهم طعام الغداء تشجيعاً لهم على المواصلة، وعندما تخرج الطلاب من المدرسة تم قبولهم بالمدرسة النظامية بالصفّين الثالث والرابع، وانتهت الدراسة بالمدرسة في عام 1387هـ.
أما مدارس النساء: فقد بدأت مدارسهن في حدود عام 1180هـ ولكنها كانت محدودة وطالباتها قليلات. وقد بلغ عدد مدارس النساء في الرس ثماني مدارس هي:
1- مدرسة مزنة وشايعة الخميس: وهما ابنتا الشيخ صالح بن عبدالرحمن الخميس الذي كان يدرس على علماء الدعوة في الرياض ثم انتقل إلى الرس في عام 1180هـ، وكان ممن يحفظ القرآن والحديث. وطلبت منه ابنتاه أن تقوما بتعليم النساء في بالرس. فوافق على أن يكون ذلك في منزله. وتم التعليم للنساء الكبيرات. ومن خلال قراءتي تبين لي أنها أول مدرسة للنساء في القصيم.
2- مدرسة المعلمة منيرة الجلالي: زوجة الشيخ قرناس بن عبدالرحمن، وكانت في حدود عام 1280هـ ولكنها كانت في حدود ضيقة.
3- مدرسة المعلمة مطيرة الرماحا: من أسرة الرميحي في الرس، وأنشئت في حدود عام 1319هـ وكانت تقوم بتدريس النساء والأطفال في منزلها.
4- مدرسة منيرة العتيّق: وهي تلميذة مطيرة الرماحا، وكانت في منزلها في الجهة الغربية من البلدة.
5- مدرسة تركية العمير: من أسرة الزهير بالرس، وتقع المدرسة في وسط البلدة بجوار بيوت الضويان، واستمرت حتى عام 1370هـ.
6- مدرسة موضي بنت محمد الصالحي: وهي مشهورة باسم (موضي السعد).
7- مدرسة موضي الشنيف: وتقع المدرسة في جنوب غرب البلدة.
8- مدرسة نورة ناصر الرشيد: وهي أخت الشيخ عبدالعزيز بن ناصر الرشيد الرئيس العام لتعليم البنات ورئيس هيئة التمييز سابقاً -رحمه الله-، واستمرت المدرسة حتى افتتحت أول مدرسة للبنات بالرس عام 1381هـ وعينت المعلمة مراقبة فيها.