أحمد الناصر الأحمد
مثل السحابة حين تتشكّل من بخار الماء/ البحر ثم تتصاعد بفعل الحرارة نحو السماء تتكثّف.. تجتمع تعود - بإرادة الله - نحو الأرض مطرا عذبا زلالا.. عملية تشكّل القصيدة في وجدان الشاعر ونشوءها واكتمالها تشبه إلى حد كبير تمرحل نشوء السحابة حتى تمطر.. اشعر أن العمليتين متشابهتان او قريبتان من بعض.. قلت: اشعر..!.
إذا كان المختصون والخبراء في علوم الطقس والمناخ قد استطاعوا دراسة ورصد تمرحل السحابة من النشئة حتى الهطول! فإن النقاد والمشتغلين في الأدب قد وقفوا عاجزين عن التحليل الدقيق والصائب والمقنع لتمرحل القصيدة في وجدان ومخيلة الشاعر منذ النشئة حتى الهطول!.
كل ماقيل ودوّن عن هذه العملية المعقدة - نشأة القصيدة وتمرحلها - هو مجرد اجتهادات تتعامل مع الشكل وتتوجس او تعجز عن الولوج للداخل بما فيها مقارنتي السابقة!.
نعم كل ما قيل هو اجتهادات وتخرصات ومحاولات تظنها للوهلة الأولى قد شخصّت الحالة وقبضت على سرها وأحاطت بمكوناتها لكنك تكتشف لاحقا انها مجرد محاولات تقنع محدودي الفهم الذين يقفون عند سطح الشعر ويكتفون بالفرجة على ساحله! دون أن تقنع سواهم!.
إن الغوص في عمق الحالة الشعرية ومحاولة استنطاق كنهها وتعريفها بشكل صحيح وكامل ومقنع وثابت ضرب من المستحيل ترومه الإجتهادات ولاتصل إليه!.
خطوة أخيرة:
احساس بالغربة ورعشة بالأطراف
اشيا تغيب وتولد اشيا جديدة
وجميع ماحولك اخذ شكل الأطياف
وللذاكرة ترجع مواقف بعيدة
وتصير وانت إنسان مرهف وشفاف
الكون كله يجتمع داخل إيده
حالة غريبة ماتوصف وتنشاف
والوانها وأثارها بالقصيدة