منيرة محمد الخميري ">
صرخة حياة يقمعها خوف..
تمطر على جسده الصغير دموع فرح ونوبات دفء لا تكتمل!
تحتضن الجسد الصغير.. بعينين باهتتين ترقب المجهول
تمتمات للرب بشفاه ترتعد..
صوتٌ من هنا وهناك..
يعلن قدوم مولود جديد..
وصوت الطائرات الحربية يقتل الفرح!
عند النافذة المهشمة عُلقت الزينة و بعض ابتسامات شاحبة!
أطفال ، عجائز، شيوخ، ينشدون أهازيج الحب والفرح..
أحتضنت طفلها في العتمة..
ناجت ربها بقلب يلوح كعصفور هرم
وذرفت بعض الدموع ثم أرضعت طفلها ودعت
الشفق يستعد للبزوغ..
عبر الشباك المهشم تسلل أول خيط للفجر
أصوات متداخلة من نوبات الألم والأنين والبكاء
صواريخٌ تتساقط فيرتد صداها بأصوات ترتعد..
ليلةٌ برائحة الموت وصرير البرد يحنط أفكارها..
هدأت عاصفة الموت!
« استراحة محارب «
أتكأت على حطام شباكها تنظر لعبث وجنون الحرب!
وطفلاً تاه بحضنها ترسم له طريق المدرسة!!
فيسقط حجراً بالقرب منها لتستيقظ من حلمها البائس..
أي طريقاً معبد يرسم الأمل حلمت به؟!
وأين المدرسة وربانها وبقية رواد المقاعد؟!
طُرق الباب
صوت جارتها تحمل لها سلة الإفطار!
وتبتسم لها لاتخافي في الصباح تستمر الحياة..
تستمر الحياة!
ابتسمت دموع!؟
ولازالت تلك العجوز تبث الطمأنينة وبقايا أمل بحديثها المؤنس.
لا تحزني..
من يدافع عنا الآن هم رجال رضعوا الحرب فأنجبوا وطنا.