الجزيرة - غدير الطيار:
انتهجت وزارة التعليم أنموذجا جديدا للنهوض بالابتعاث الخارجي نحو مستويات متقدمة متسمة بالجودة والتميز في كافة الأطر المتعددة له، فمع انطلاق تعليم وعمل عكفت الوزارة على اختيار الجامعات المتفردة والمتميزة على مستوى العالم كإعادة تنظيم عملية الإلحاق بعضوية البعثة للطلاب الدارسين على حسابهم الخاص وتطوير ضوابط إلحاق الطلاب الدارسين على حسابهم في الخارج بالبعثة التعليمية وفق قرار مجلس الوزراء الصادر مؤخراً، ويرى مراقبون أن الخطوات التي شهدتها الوزارة منذ دمجها نحو برامج الابتعاث أنها إيجابية وبناءة نحو تحسين المخرجات واختيار الجامعات العالمية للمبتعثين، مما سيسهم في الارتقاء بالبرنامج وبالملتحقين به.
ويعد ملف الابتعاث من الملفات الساخنة في حقيبة وزارة التعليم نظراً لاكتسابه أهمية كبرى بالغة من نواح متعددة، حيث طورت الوزارة بعد دمجها البرنامج ووفرت ضمان التوظيف قبل الابتعاث مما سيكون له الأثر الكبير في تطوير المخرجات لاحقاً.
وفي استطلاع خاص عن هذا الموضوع قال د. مشعل فهم السلمي رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي في مجلس الشورى: نعم الابتعاث في ضوء قرار مجلس الوزراء يهدف إلى تجويد ورفع كفاءة عملية الابتعاث من حيث مدخلات ومخرجات الابتعاث. فالطالب لا يبتعث إلا إذا حصل على معدل عال يؤهله للدراسة في الجامعات العالمية المرموقة، ويدرس تخصصا نوعيا يحتاجه سوق العمل الحكومي والخاص، ويكون ذلك في جامعات عالمية مرموقة ذات تصنيف عال (من أفضل 100 جامعة عالمية).
هذه الاشتراطات الواردة في قرار مجلس الوزراء تحقق إضافة حقيقية للتعليم العالي، وتلبي احتياجات سوق العمل في المملكة. فالمملكة بها 28 جامعة حكومية و10 جامعات أهلية وعشرات الكليات الأهلية وبها التخصصات الأساسية العلمية منها والنظرية، وما نحتاجه هو الحصول على درجات علمية عالية في تخصصات نوعية من جامعات عالمية مرموقة.
كما أن هذه الاشتراطات تضمن عدم تعثر الطلاب والطالبات في الابتعاث، فلن يتم ابتعاث إلا الطلاب الحاصلين على معدلات عالية، كما أنها تحقق نقل ما استجد من الخبرات والمهارات والعلوم والمعارف الموجودة في هذه الجامعات العالمية المرموقة.. وبذلك نكون على علم ومعرفة بآخر ما توصل إليه العلم والمعرفة.. ونبني علاقات تواصل وشراكة مع هذه الجامعات العالية المرموقة.
ومن جانبه قال أ.د ثاقب بن عبد الرحمن الشعلان عميد كلية طب الأسنان جامعة الملك سعود: سعت دولتنا - حفظها الله - إلى فتح مجالات التعلم الجامعي للطلاب والطالبات في كافة التخصصات في جامعاتنا، ففتحت الجامعات في كافة المناطق وأعطت المجال للكليات والجامعات الأهلية لتقديم برامج التعليم الجامعي.
وامتداداً لهذا التوجه وتشجيعاً لأبناء وبنات الوطن فتحت الدولة ممثلة في وزارة التعليم العالي مسار الابتعاث للخارج من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي من خلاله تم ابتعاث الآلاف من الطلبة إلى جامعات خارجية في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا واستراليا ونيوزيلندا والى معظم الدول الأوروبية وغير ذلك من الدول في مشارق الأرض ومغاربها، فلا تكاد تخلو جامعة في اغلب الدول من طلبة سعوديين ينهلون من العلم في برامج البكالوريوس والدراسات العليا بتلك الجامعات.
واستمر الابتعاث على مدى سنوات للوصول إلى الأهداف المخططة له، وبوجود الجامعات الداخلية والتوسع في برامج الدراسات العليا وسعياً من القائمين على برنامج وإدارة الابتعاث لتحديث الأهداف بناءً على نتائج الفترة السابقة الإيجابية والملاحظات غير الجيدة، فقد تم وضع أهداف جديدة للمرحلة الحالية مرتبطة بخطة عملية للوصول إلى تلك الأهداف متماشية مع الملاحظات على الفترة السابقة. وان المتمعن في الخطوات التي سنتها وزارة التعليم لتنظيم الابتعاث ليستشف بوضوح أنها مبنية على الملاحظات السابقة، أن برنامج الابتعاث الجديد «تعليم وعمل» الذي حرصت فيه الوزارة على اختيار الجامعات المتفردة والمتميزة على مستوى العالم وإعادة العمليات التنظيمية لإلحاق الطلبة الدارسين على حسابهم الخاص بالبعثات يدل على تغير في سياسة الابتعاث الخارجي للرفع بجودة المخرجات لتتواكب مع المرحلة الحالية في سياسة التعليم بالمملكة.
وختم الشعلان حديثه بقوله: كل ما أتمناه من الطلاب والطالبات أن يعملوا بكل جد للحصول على شهاداتهم بتميز فالوطن بحاجة لهم، كما أن الملحقيات الثقافية عليها دور كبير في تسهيل أمور الطلبة ومساعدتهم وعدم الركون إلى التعامل معهم كأعداد وأرقام، فالوصول لهم والتواصل معهم له أهمية كبرى في تحفيز الطلبة وتشجيعهم. في الختام أدعو الله أن يحفظ لوطننا قيادته الحكيمة وأمنه وأمانه كما أدعو الله للطلبة داخل وخارج المملكة بالتوفيق والنجاح الدائمين.
وفي ذات السياق تحدث د. محمد بن سليمان الأحمد أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود قائلاً: أتفق مع كل خطوة تقوم بها أي مؤسسة حكومية أو أهلية لحل مشكلة البطالة التي يعاني منها حوالي مليون سعودي وسعودية، وتنظيم الابتعاث ما دام ربط أولا وقبل كل شيء بالوظائف فهذا شيء رائع، كما ربط باحتياجات سوق العمل وليت جامعاتنا تنحو نفس المنحى في ربط التعليم فيها بالوظائف بحيث تحجب التخصصات التي تشكل نسبة كبيرة في برنامجي حافز وجدارة.
وأشار الأحمد الى انه من غير الطبيعي أبدا وجود أكثر من عشرة ملايين وافد يجدون أعمالا في المملكة وفي نفس الوقت يوجد أكثر من مليون سعودي يبحث عن عمل في وطنه، فعملية ربط مخرجات الابتعاث باحتياجات سوق العمل من التخصصات أمر في غاية الأهمية والضرورة وكذلك ربط الابتعاث بأن يكون إلى الجامعات المتفوقة أكاديميّاً على مستوى العالم، أشعر بالتفاؤل وبان التنظيمات الجديدة للابتعاث ستنعكس إيجابياً على سوق العمل وعلى احتياجات هذا السوق وعلى المستوى الأفضل للمتخرجين. وتابع قائلاً: أود أيضاً أن أشير إلى أهمية الاستمرار في دعم الابتعاث إلى الجامعات المحلية الخاصة وفي ربط تخصصاتها بحاجة سوق العمل في المملكة وبدعم الجامعات التي تفتح تخصصات يحتاجها سوق العمل ودعم الطلبة الذين يدرسون تخصصات يحتاجها وطنهم وسيحلون بعد تخرجهم محل الكوادر الأجنبية المستقدمة من الخارج، لماذا المبتعث داخليا لا يصرف له مكافآت تعادل نصف أو حتى ربع ما يتقاضاه زميله المبتعث للخارج أو زميله الدارس في جامعة حكومية محلية؟.
وفي جانب متصل تحدث احمد العلياني مبتعث في أمريكا عن القرارات التي تم اتخاذها للابتعاث قائلاً: من أهم القرارات التي اتخذتها وزارة التعليم فيما يتعلق بالابتعاث الخارجي هو تنظيم الابتعاث حيث يعد هذا القرار نقلة نوعية تشهد توسعات وآليات جديدة في التخصصات والمراحل الدراسية التي تتوافق مع متطلبات سوق العمل السعودي. كما ساهم هذا القرار في تطوير المخرجات، والحد من التخصصات التي لا يحتاجها سوق العمل السعودي، وتوفير فرص عمل للمبتعثين بعد تخرجهم من الجامعة.
وفي ذات الشأن عبرت الطالبة هدى - المبتعثة، عن سرورها بكل ما وصل إليه ملف الابتعاث من عناية واهتمام من حكومتنا الرشيدة ومن وزارة التعليم وما نحققه إنما هو رد لجميل هذا الوطن الذي نفخر بتمثيله. بينما ذكرت الطالبة رزان عن أهمية الابتعاث في رفع كفاءة الطالب أو الطالبة وسعيهم لتحقيق الجودة في العمل.