الهلال بالفعل لا يريد الدوري، هذا واقع وليس (مجازاً) كما يتبادر إلى الذهن عند قراءة عنوان المقال، ففريق يفرط في 10 نقاط من أصل 12 نقطة، في 4 لقاءات متتاليات، وهو ينافس على الصدارة، هو بالفعل لا يريد الدوري، ومن السهل هنا رمي المشكلة برمتها على عاتق المدرب، ومن المقبول أيضاً في وسطنا الرياضي فعل ذلك، لكن التحليل السليم والمنطقي يقول: إن كرة القدم، لعبة جماعية ومنظومة عمل متكامل، يتقاسم فيها الكل النجاح والفشل، ومشكلة الهلال كان خلفها المدرب، واللاعبون، والإدارة، والإعلام، بل حتى الجمهور شارك في التراجع، وتبقى المسؤولية الأكبر، يتحمَّلها المدرب بلا شك، فدونيس بعيداً عن الدخول في التعقيدات الفنية، عنده نقطة ضعف واضحة جداً، ألا وهي (الانكماش) في الشوط الأول، لكسب المزيد من الوقت، لقراءة خصمه، وخوفاً من التسجيل المبكر في مرماه، وبعدها فقدان المباراة، لكن فريقه بالفعل يستقبل الأهداف في هذا الشوط تحديداً، ويخسر المباراة! نظراً لأن الجميع، محلياً وآسيوياً، انتبه لهذه النقطة، وعمل على استغلالها جيداً، ومن الموسم الماضي، حتى اليوم، والهلال يخسر الكثير من المباريات من الشوط الأول، محلياً وآسيوياً، ولاسيما في اللقاءات التنافسية، أما اللاعبون فحدث ولا حرج عن استهتارهم وعدم استشعارهم، بأنهم يحملون لواء أكبر فرق القارة، فمن الاستعراض حتى والفريق مهزوم أحياناً! إلى اللعب الفردي في الكثير من اللقطات، والبرود واللامبالاة في حسم النتيجة، ويا ليتهم في هذا المقام، يتعلمون ولو قليلاً من الدرس المجاني، الذي قدمه لهم، حارس الشباب (العويس) والذي أصر على إكمال اللقاء أمام الأهلي، وهو يتعرض لإصابة تحت العين، وللمرة الثانية، في نفس المكان، ولا يستطيع مشاهدة الكرة، فضلاً عن ألم الإصابة، لكنه مع هذا كله، غضب عند استبداله وأصر على مواصلة اللقاء! أيضاً نوعية بعض اللاعبين المنتدبين في الهلال، لم تكن لتتواءم وطموحاته، وهو الذي يسعى لاستعادة عرشه الآسيوي الذي هجره منذ عقد ونيف! والحصول على الدوري الذي غاب عنه منذ أربعة مواسم، فهل ألميدا المهاجم (العقيم) والذي لم يسجل ونحن في الأسبوع 20 من عمر الدوري، سوى 4 أهداف! أي بمعدل هدف واحد في الشهر! وديقاو الذي لم يأت عن قناعة فنية، أو سيرة ذاتية تشفع له، بل أتى بفزعة وتوصية من نيفيز زميله السابق في فريقه الأصلي! وكواك الذي استغنى عنه الشباب لعدم جدواه الفنيةولهلعه عند مقابلة المهاجمين، هل كل هؤلاء كانوا عند طموح إدارة الهلال!؟ وهل تستطيع المراهنة عليهم، في الدوري وفي آسيا؟ وفوق كل هذا وذاك، هناك لاعبون انتهت صلاحيتهم في الفريق وما زالوا يلعبون إلى الآن! بقي أن نتحدث أخيراً عن إعلام وجمهور الهلال، فلأول مرة، منذ تأسيس الفريق، يخرج فيه بعض إعلامه وجمهوره لممارسة (الطبطبة) على الفريق ولاعبيه، حتى مع حدوث التقصير، وهي ظاهرة جديدة، القصد منها الوقوف مع الفريق ومؤازرته، لكنها جاءت عكسية، وساهمت أكثر في استهتار بعض اللاعبين وتعاليهم، وبلا شك أن الدعم والتشجيع أمور مطلوبة، ومساهمة في نجاح أي فريق، لكن النقد والمحاسبة وحتى العقاب، هي أيضاً أشياء ضرورية، عند التقصير، وتسير في خط موازٍ مع الدعم، ليتحقق النجاح وتتساوى كفتا الميزان، فلا إفراط ولا تفريط.
- صالح الصنات