الثقافية - محمد المرزوقي:
ما زال (البرنامج الثقافي) على قائمة البرامج الأكثر انتقاداً من قبل شريحة من المهتمين بالشأن الثقافي عامة، وزوار المعرض خاصة، إذ ينقسم منتقدوه إلى فريقين، الأول يفضل إيقافه بالنظر إلى نسبة الإقبال عليه التي تتراوح بين القلة إلى ما هو أقل.. بينما يرى الفريق الآخر بأنه يضفي طابعاً على تنوع البرامج شريطة نوعية الموضوعات، وجدتها، وتعدد أطياف ومشارب المشاركين، والخروج من مآزق التكرار في الموضوعات والأسماء، والرتابة التي عادة ما تحف برامج المنصات الثقافية.
ربما تكون الصورة الذهنية للمناسابات الثقافية في المؤسسات الأدبية والثقافية، هي نفسها التي تمد - أيضاً - إلى أي منشط منبري ثقافي، وخاصة عندما يكون (مصاحباً)، بمعنى أنه يأتي على هامش فعاليات ثقافية. ولعل هذا ما يجعل من حضور البرامج الثقافية في كل دورة - بشكل عام - هي توجه زوار المعرض - رغم الأعداد الكبيرة يومياً - إلى البحث عن الكتاب، وربما كانت - أيضاً - الورش المصاحبة، وبرامج الطفل المعدة له في جناح يستقطب معه الأسرة، من أبرز العوامل التي تأتي على قائمة الأولويات بعد البحث عن الكتاب. التي شارك فيها سلطان السبهان من السعودية، ومحمد الماجد، وحسن شهاب الدين من مصر، وحصة البادي من عمان، ومحمد العزام من الأردن.. الذين شهدت أمسيتهم حضوراً جيداً مقارنة بما درجت عليه العديد من الأمسيات الشعرية في دورات سابقة. ولعل من تنوع الأسماء، وحضور بعضها عربياً، أسهم هو الآخر في وجود نسبة كبيرة من حاضري الأمسية الذين وجدوها فرصة للالتقاء بشاعر أو شاعرة عبر ليلة الشعر في المعرض.
لقد استطاع الشعراء أن يقدموا للشعر ليلة (بانورامية) تنوعت موضوعاتها، على مدى خارطة العالم العربي، الشاسعة فيها الأحزان، والآلام، والآمال أيضاً.. طارقين بنصوصهم الشعرية العديد من الأغراض الشعرية، التي وجدت عبر موضوعات القصائد، وطريقة نظمها تفاعلاً من عامة الجمهور الذي كان (تصفيقه) يشكل فواصل تفاعل مع نصوص الشاعرة، والشعراء.