«خير مكة» نموذج مثالي لتكامل جهود مؤسسات الدولة ">
قالت صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز، إن مشروع "خير مكة" الاستثماري الخيري الذي تتبناه جمعية الأطفال المعوقين، نموذج مثالي لنتاج تكامل الجهود بين قطاعات الدولة الحكومية والتجارية والخيرية، وبين وعي وتفاعل المواطن.. مشيرة إلى أن ذلك تجسد بداية في رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفل وضع حجر الأساس للمشروع، ومبادرته بالتبرع بـ50 مليون ريال لدعم إنجازه، متوجاً بتفاعل مؤسسات الدولة ومساندتها لفكرة المشروع، وتواصل ذلك بتسابق عدد من الشركات والأفراد للإسهام في تكاليف الإنشاء لتقطع الجمعية شوطاً ملموساً في هذا الصدد.
وأكدت خلال تشريفها الحفل الخيري الذي أقامته جمعية الأطفال المعوقين في مكة المكرمة لدعم مشروع خير مكة الاستثماري الخيري، أخيراً، أنها تتطلع إلى استكمال المشروع في أقرب وقت ممكن بمساندة أهل الخير، مشيرة إلى أن هذه المناسبة الطيبة تحمل مضامين عدة، في مقدمتها إلقاء الضوء على سنة إسلامية حميدة ورائدة هي سنة "الصدقة الجارية"، إلى جانب أنها تجسد عمق جذور الخير في هذا البلد الطيب من جهة، ومن جهة أخرى تعكس الأداء المنهجي المتطور لمؤسسات العمل الخيري في السعودية.
وأوضحت الأميرة حصة، أن تميز مسيرة التنمية الشاملة التي تعيشها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رغم كل هذا الكم من التحديات الإقليمية والدولية، يؤكد أننا أمام دولة يقودها رجال من طراز استثنائي، مضيفة: هؤلاء الرجال حملوا بين جنباتهم مزيجاً من الإنسانية والحكمة والقوة والرشاد، لا يعرقلهم شيء عن خدمة شعبهم والاستمرارية في نعم الأمن والأمان والاستقرار.
وشددت على أن المشروع يعتبر نافذة للاستجابة لدعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث..".. ذكر منها الصدقة الجارية. مضيفة: هل هناك أفضل من هذه المشاريع صدقة جارية يمكن أن يبر بها الإنسان والديه أو يقيمها عن نفسه وأولاده؟. وقدمت الأمير حصة شكرها للإمارات على ما قدمته، ممثلة في مركز راشد للمعوقين، بتعاونه المثمر مع جمعية المعوقين في السعودية ومركز مكة المكرمة، مضيفة: أخص بالذكر الدكتورة نجلاء فخر الدين رضا، وهي إحدى رموز العمل الخيري ومن أوائل السيدات اللاتي أدرن أحد مراكز جمعية الأطفال المعوقين، وهو مركز مكة المكرمة، وهذه تعد سابقة، وتلتها سلاف حجازي مديرة المركز، وعهود بدر التي تعمل متطوعة ليل نهار لإسعاد أطفالنا وإرضاء لوجه الله تعالى، وعائلات وأفراد منطقة مكة المكرمة الكرماء والجميع على كريم المشاركة والمساندة. من جهتها، أعربت مريم عثمان الرئيس التنفيذي لمركز راشد للمعوقين في دبي، عن امتنانها الكبير تجاه هذه الأدوار الخيرية الرائعة التي يتسابق إليها أفراد المجتمع من خلال مشروع "خير مكة"، مشددة على أن هناك قيماً علياًَ تسمو إليها النفس البشرية عندما يكون العمل منوطاً بفئة غالية كالمعوقين. وثمنت عثمان الجهود الكبيرة التي أسهمت في رسم الرؤية النهائية لهذه المشروعات الخيرية التي ستبقى بذرة عطاء شاهدة على حجم العمل الإنساني، الذي تقدمه دولنا على مختلف الأصعدة الخيرية في الداخل والخارج، الذي ينطلق من واجبها ومبادئ ديننا الحنيف وقيمنا العربية، لافتة إلى أن هذا المشروع ما هو إلا امتداد للمشروعات الخيرية التي تحظى باهتمام كبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي له أيادٍ بيضاء على كثير من المشروعات الخيرية والإنسانية، وسيرته عطرة بالأعمال الخيرية منذ عقود من الزمن.
ولفتت إلى أن هذه المراكز ستظل مجالاً خصباً نحو الاستثمار الخيري الذي يعتبر أسمى وأرقى مجالات الاستثمار في هذه الحياة، مؤكدة أن المملكة رائدة دعم في الأعمال الإنسانية في الداخل والخارج، انطلاقاً من دورها الريادي العربي والإسلامي. من جانبها، أكدت سلاف محمد سعيد حجازي مديرة مركز جمعية الأطفال المعوقين في مكة المكرمة: أن مشروع خير مكة الاستثماري الخيري يمثل نقلة نوعية في مسيرة تجاوز مؤسسات العمل الخيري في السعودية لظاهرة الاعتماد على التبرعات كمصدر رئيس لتمويل خدماتها الخيرية.. مبينة أن اكتمال هذا المشروع المتميز يعني ضمان استمرارية خدمات الجمعية وإيصالها إلى من يحتاج إليها.
وأعربت في كلمتها خلال الحفل، عن شكرها وتقديرها للأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز، لتفضلها بحضور هذا الحفل الخيري، مشيرة إلى أن ذلك يجسد ما تحظى به جمعية الأطفال المعوقين ومؤسسات العمل الخيري بوجه عام من ثقة ومساندة من القطاع النسائي في السعودية، الذي تعول عليه الجمعية كثيراً في مواصلة رسالتها الخيرية التي امتدت 30 عاماً.