لا شك ان كلاً منا لديه المشاعر وردود الفعل تجاه المواقف ولديه ايضا الكثير من العاطفة وحب الاخر نتلقاها من الاخرين كما يهدونها إلينا، ومن ذلك سبل التعبير الإبداعية. والفنانة الاديبة سلطانه عبد الملك آل الشيخ واحدة ممن استطعن ترويض اللوحة والقلم لإخراج مكنوناتها. فنانة حاضرة باستمرار في كل محفل تشكيلي لا تغفل عن جديد الساحة، تبحث عن مساحة جميلة مناسبة لبوحها التشكيلي بين زحام المناسبات التشكيلية والخاصة وتعد قريبا بان تقدم معرضها الذي يجمع تفاصيل تجاربها بعد ان تقاعدت وتفرغت لهموم الفن وشجونه... تقول في احد عباراتها التي تملأ دفاتر الحرف والكلمة:
(عندما نتقلب بين مد.. وجزر.. فنصاب بعصف ذهني نحاول إخراجه الى الواقع بسبل التعبير رسما كانت او كتابة).
وتقول ايضا:
(كتب إليها....
أين أنتِ..!؟؟
أفتقدك.. زمنُكِ بدونكِ ضياع.. ووقتاً لستِ تُجمليه بإطلالتك.. لا وجود له..، زرعتِ بداخلي الحنين.. فبدأت براعمه .. تتسلقني كشجرة لبلاب نضرة.. بأشواقي..، وبيتنا أصبح خاوياً.. لا حياة فيه..، تُصفِرُ في أركانه الوحشة رفض بابه أن يفتح لي.. وشبابيكه اعتذرتني..! بعدما كانت شجيرات الياسمين فيها تتراقص دلالاً عندما أسقيها في وجودك ِ !!.. أصبحتُ غريباً فيه.. وعنه..! .. غيابُك ألبسني صفة الغربة.. ورماني للوحشة.. والاكتئاب.. حتى طائرنا الجميل.. الذي ابتعناه سوياً.. أصابه الحزن.. وتوقف عن ترديد أجمل الألحان..
غطّت الثلوج طرقات المدينة.. لكني تخطيتُ الصقيع.. بدفء مشاعري لكِ.. وانتظرتكِ في نفس المكان والزمان.. أخذتُ أناجي المستحيل.. لعله يستجيب.....
يا غاليه: يتّمني غيابُكِ.. ، وما أخطر ضياع رجل يتيم.. ،، عودي ليعود لي الأمان.. ولأستظل بالحنان..
أتمنى ألاّ يطول انتظاري.. وتنهار آمالي.. وتدفن أشواقي.. عودي.. إلى بيروت فكل زاوية فيها.. تسألني عنكِ..؟ من أجلها.. وأجلي.. عودي.. )
وتختم بالقول: (مسكونة أنا بهموم الآخرين.. شغوفة بمكنونات النفس البشرية..متأملة في الكون البديع منطلقة في سماء الخيال بشتى الصور..، أتلفع بتذوقي للفن/ صورة.. ومفردة.. ونغمة../ فيصهرني ذلك التّذوق في بوتقته.. حتى أصبح في حالة مخاض فكري ومشاعري.. يترجم بولادة لوحات بعضها كلاسيك واقعي.. وأغلبها من مدرستي الخاصة.. التي هي مزيج من المدارس الفنية الحديثة والقديمة مجتمعة.)
(أنا أرسم لأعيش.. وأكتب لأتنفس.. وأقرأ لأتغذى.. قلمي وفرشاتي هما جناحاي يحلّقان بي في عوالم مختلفة ويكونان همزة الوصل بيني.. وبين الآخرين بمختلف أطيافهم.
ذاك كان بعضا مني والبعض الآخر/ أكاديمية سابقة متقاعدة تقاعداً مبكّراً).