الرياض القابضة تشارك في مناقشة خصخصة المشاريع الخدمية ">
الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح:
شاركت شركة الرياض القابضة ضمن فعاليات منتدى جدّة الاقتصادي لعام 2016م، والذي ركز على الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ولاسيما موضوع الخصخصة في المملكة العربية السعودية. فمن المعلوم أنّ اقتصاد المملكة كان يعتمد تاريخياً على النفط، بينما هناك مساعٍ جادة حالياً لتنويع الاقتصاد، ولإشراك جهات من القطاع الخاص، حيث يوفّر هذا التحوّل فرصاً تجارية مجزية ومربحة، ولكنّه ينطوي في الوقت ذاته على الكثير من التحدّيات المحتملة.
وجاءت مشاركة الرياض القابضة ضمن جلسات نقاش الطاولة المستديرة لعرض نموذج مشاركة القطاع الخاص، حيث استعرضت تجربة خصخصة مشروع حراج ابن قاسم، بوصفه تجربة حضارية مميزة وفريدة في شكلها ومضمونها، من خلال السعي لتغيير النظرة السائدة والمعهودة عن أسواق الحراج المعروفة في المملكة منذ زمن، من خلال توفير أجواء أكثر أمناً في بيئة منظمة وناجحة، وقد أقبل عليها المستثمرون بشكل كبير، وفي مختلف جوانب الأنشطة المتوفرة، والتي شملت التحف التراثية، وغيرها من المنتجات والمعروضات التي جعلت من السوق معلماً سياحياً وحضارياً، وأيضاً مقصداً ترويحياً في قلب العاصمة الرياض.
وتضمنت أيضاً استعراض تجربة مدينة المعادن بوصفها مدينة حديثة متكاملة الخدمات، أقيمت على مساحة 2 مليون متر مربع على طريق الدمام الرياض، وتجمع التجار المختصين بمهنة (السكراب). ويتم في هذه المدينة تجميع المعادن وفرزها وكبسها، ومن ثم إعادة تصديرها إلى أماكن أخرى خارج الرياض أو المملكة. كما تضمنت المشاركة استعراض تجربة خصخصة مركز الشرق لبيع قطع الغيار المستعملة، والذي قامت فكرته على إنشاء سوق كبير لبيع قطع غيار السيارات المستعملة بأسعار اقتصادية لتلبية احتياجات قطاع عريض من ملاك السيارات، بهدف جذب مستثمري سوق قطع غيار السيارات المستعملة وعملائها.
وقد لاقت هذه التجارب لشركة الرياض اهتماماً واسعاً من المشاركين، بوصفها نماذج يمكن الاحتذاء بها في ميدان نجاح القطاع الخاص في إدارة المشروعات الخدمية وإدارتها بكفاءة وفعالية، والتي يركز عليها المنتدى، وتشكل المحور الأساس للموضوعات المطروحة على طاولة النقاشات، ويمكن لها أن تشكل خطوة في الطريق الصحيح لتعزيز قدرة الاقتصاد السعودي ليكون أكثر تنوعاً في مواجهة التحديات المقبلة.
ويُنظر لمشاركة شركة الرياض القابضة في فعاليات منتدى جدة الاقتصادي في نسخة العام 2016م، على أنها خطوة مهمة يمكن لها أن تعزز من دورها المستقبلي، وتدعم تجربتها في خصخصة المشروعات الأخرى التي تشرف عليها، وكذلك يوفر لها المنتدى فرصة كبيرة لاكتساب خبرات جديدة في هذا المجال، حيث تحول المنتدى إلى احتفالية سنوية للاقتصاديين ليس في المملكة وحدها، بل في شتى أنحاء المعمورة، بعد أن أصبح ثاني أهم المنتديات العالمية بعد منتدى دافوس الشهير، واستقطب صناع القرار الاقتصادي، إضافة إلى مجموعة من المسؤولين الحكوميين من ذوي المناصب الرفيعة، فضلاً عن رجال الأعمال الدوليين.
وقد انطلقت النسخة الخامسة عشرة من منتدى جدة الاقتصادي في الأول مارس، وقدّم رؤية عالمية عبر كوكبة من أبرز المتحدثين الدوليين لأهم القضايا التي تشغل الاقتصاد السعودي تحت عنوان: «نتشارك .. لنصنع اقتصاداً أقوى.. شراكات القطاع الخاص والعام»، والتي تتواكب مع رؤية خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز في برنامج التحول الوطني، وتهدف إلى وضع مجموعة من الرؤى والأفكار أمام الجهات المسؤولة، وإحداث تناغم كبير بين القطاعين العام والخاص بهدف خدمة برنامج التحول الاقتصادي الوطني القائم على تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد على السلعة الواحدة، مما سيعود بالنفع على المدى الطويل على المواطن من خلال تحويل هذه الأفكار والرؤى إلى برامج وطنية في المستقبل.