الاقتصاد السعودي مستمر في النهج الاستثماري لمواجهة المتغيرات العالمية ">
الجبيل الصناعية - عيسى الخاطر:
أكد صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، أنه في الوقت الذي يعاني فيه العالم من مشاكل اقتصادية كبيرة أثرت على المنظومة الاقتصادية العالمية وأدت إلى تغير الخطط الإستراتيجية الاستثمارية للكثير من الدول نتيجة للظروف والمتغيرات الاقتصادية العالمية الصعبة، إلا أن الاقتصاد السعودي ولله الحمد يثبت مرة أخرى مرونته ومتانته من خلال الرؤية الحكيمة لإدارة الاقتصاد السعودي، والاستمرار في تبني النهج الاستثماري بما يتناسب مع توجه المملكة لخلق اقتصاد متين وقوي في مواجهة هذه المتغيرات.
جاء ذلك خلال افتتاحه أمس الأول أعمال المنتدى السعودي الرابع للصناعات التحويلية، كما افتتح المعرض المصاحب لفعاليات المنتدى وذلك بمركز الفناتير الثقافي في مدينة الجبيل الصناعية. وأضاف سموه: إن الهيئة الملكية للجبيل وينبع لعبت دوراً كبيراً لدعم قطاع الصناعات التحويلية من خلال مجمع الصناعات البلاستيكية والكيماوية «بلاسكيم» في الجبيل (2)، الذي يحتوي صناعات بلاستيكية كيماوية تحويلية صغيرة ومتوسطة لإنتاج منتجات نهائية استهلاكية تعتمد على منتجات الصناعات الأساسية من شركة صدارة للكيميائيات وغيرها من المنتجات من كبار المصنعين للمنتجات البتروكيماوية والتعدينية، التي من المخطط أن تخلق آلاف الفرص الوظيفية بشكل يفوق الصناعات الأساسية بواقع ستة أضعاف.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل الدكتور مصلح حامد العتيبي أن المنتدى السعودي للصناعات التحويلية والذي تحتضنه مدينة الجبيل الصناعية يعد داعما قوياً للتنمية الصناعية في المملكة، حيث تتميز المملكة بميزة تنافسية في الصناعات التحولية ذات القيمة المضافة لما يتوفر فيها من صناعات أساسية كبرى تحوى العديد من المنتجات الصناعية المختلفة.
وأوضح العتيبي، أن في هذه الفترة التي تسود فيها تقلبات أسعار النفط، فإن النمو الاقتصادي للمملكة سيعتمد على استغلال فرص الصناعات التحويلية لما لها من أثر إيجابي على الاقتصاد، مشيراً إلى أن الهيئة تأمل من خلال استضافة هذا المنتدى إلى إيجاد محفل لتبادل المعرفة في ميدان الصناعات التحويلية القائمة على البتركيماويات والبلاستيك بصورة رئيسية التي أظهرت بالفعل آمالاً واعدة للنمو المستمر والمرتبط بأهداف المملكة في تحقيق التنوع الاقتصادي.
عقب ذلك، تحدث رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين حسن الناصر قائلاً: لا شك أن المنتدى ينعقد هذا العام في ظروف تختلف جذرياً بالنسبة لأسواق النفط والكيميائيات والاقتصاد العالمي، مقارنة بالظروف السائدة أثناء انعقاد النسختين الثانية والثالثة للمنتدى في مارس 2012، و2014، حيث كانت أسعار الزيت الخام آنذاك أكثر من 100 دولار للبرميل، مضيفاً: إنه بالرغم من التحديات الخارجية، إلا أن مسيرة النماء مستمرة، مدعومة بعزم وحزم على مواجهة المعوقات، والتطور في التوجهات الوطنية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.
من جهته، أكد نائب رئيس مجلس إدارة «سابك» الرئيس التنفيذي يوسف عبدالله البنيان على أهمية تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة في سلاسل القيمة الخاصة بقطاع الصناعات التحويلية، مبيناً أن هذه المشروعات هي التي تقود اقتصادات معظم البلدان الأكثر نجاحاً في العالم، ولذلك تشهد أعداد المشروعات الصغيرة والمتوسطة نمواً متزايداً، وتُشكل حلقة الوصل التي تربط الصناعات الرئيسة بالمستخدم النهائي والزبائن، مما ينتج عن ذلك توفر الوظائف ونموها بشكل مطرد.. وقال إن ملايين السعوديين والسعوديات سيلتحقون بسوق العمل في المملكة، وسيحتاجون إلى الملايين من فرص العمل الجديدة، والتي سيأتي معظمها من القطاع الخاص. وأضاف: لذلك، فإن مواصلة تطوير الصناعات التحويلية في المملكة يُمثل عنصراً أساسياً لتوفير عدد كبير من فرص العمل المستدامة للجيل القادم من السعوديين.
كما ربط البنيان نجاح نمو المشروعات الصغيرة والمتوسطة بإيجاد «منظومة الدفع والسحب» الاقتصادية، موضحاً أن «الدفع يتم عن طريق شركات كبيرة، مثل (سابك) التي استثمرت مليارات الدولارات في الأصول والمنتجات والابتكارات، أما السحب فيتم من خلال مبادرات مهمة، مثل (الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية) التي تأسست بالشراكة بين صندوق الاستثمارات العامة، و(أرامكو السعودية)، و(سابك)، لهدف تطوير صناعات جديدة في المملكة تتعلق بمعدات النفط والغاز، النقل، الطاقة، المياه، المعدات الكهربائية، والبحرية، وستعمل المشروعات الصغيرة والمتوسطة كحلقة وصل بين طرفي «الدفع» و»السحب».
إثر ذلك، ألقى الرئيس التنفيذي للمبادرات الإستراتيجية في الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبدالمحسن المجنوني كلمة أكد فيها على أن المملكة بيئة جاذبة للاستثمار، وأنها تكفل للمستثمر الأجنبي أيضاً حق التملك 100 % للمشروع، داعياً رجال الأعمال الأجانب إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في البيئة الاستثمارية في المملكة، مشدداً على أن الشباب السعودي هم عماد المستقبل ومرتكز أساسي للصناعة في المملكة.