عبدالواحد المشيقح
بصرف النظر عن مدى قانونية إحالة احتجاج الاتحاد في لقائه بالقادسية من قِبل لجنة الاستئناف إلى رابطة المحترفين، بعد نقض قرار لجنة المسابقات القاضي بتثبيت نتيجة اللقاء كما وردت في تقرير الحكم، وبصرف النظر أيضاً لو أن رابطة المحترفين أرادت أن تعري اتحاد القدم كاملاً من خلال رد بسيط، لن يتجاوز فحواه سطراً واحداً «لسنا أصحاب اختصاص».. أقول: بصرف النظر عن ذلك كله فإن اتحاد القدم في تعامله مع الاحتجاج مارس - كعادته - دوراً يبعث على الضحك والسخرية..!
علينا أن نستمع في كل يوم إلى حكاية جديدة.. وفضيحة جديدة من قِبل اتحاد القدم؛ بسبب أخطائهم.. وضعفهم.. وهوانهم.. فاتحادنا العزيز بأدلة قاطعة يثبت أنه اتحاد الفاشلين.. وأنه اتحاد ابتُلينا به.. وعجز عن تطوير نفسه وقدراته.. وفشل فشلاً ذريعاً في تطوير كرتنا ومنافساتنا..!
فقضية احتجاج الاتحاد لا تحتاج إلى هذا الوقت من الأخذ والرد والتمحيص.. ولا تحتاج إلى أن يرميها كل طرف على الآخر.. ولست هنا (بارعاً) في القانون؛ كي أعطي رأيي في أحقية الاتحاد بمطلبه بإعادة المباراة من عدمها.. لكنني كمتابع أرى أنه ليس من المنطق أن تدور هذه القضية أسبوعين كاملين بين لجان الاتحاد دون حسم لها..!
وليس من العدل الآن بعد مرور ثلاث جولات من رفع الاحتجاج أن يتم اتخاذ القرار.. فإن أُعيدت المباراة لن يكون فريق القادسية متضرراً من الإعادة؛ كونه ربما يخرج خاسراً، وهذا ليس المأخذ الوحيد فيما لو أعيدت المباراة.. ولكن الفريق القدساوي خسر عدداً من لاعبيه في لقاء مهم مع الرائد بسبب نيلهم البطاقات في لقاء الاتحاد.. هذا فضلاً عن تضرر فرق الدوري جميعها دون استثناء من إعادة المباراة؛ ففوز أحدهما على الآخر سيغير من ترتيب الفرق كافة..!
لست ضد مبدأ إعادة المباراة.. ولكنني بكل تأكيد ضد أن يقرر إعادتها بعد ثلاث جولات من نهايتها.. فلو أنه تم إقرار الإعادة في حينه.. وبناء على أنظمة ولوائح.. فلن تفتح الأبواب.. وتكثر المآخذ.. حتى لو كان ذلك يُعد حادثة فريدة من نوعها في ملاعبنا.. ما دام أنه استند إلى لائحة.. لكن بتلك الصورة التي تحدث الآن فهو ضعف وفشل وتهرب من تحمل المسؤولية.. وفضيحة جديدة تضاف لفضائح اتحاد القدم..!
الديربي لا يدعوننا للتفاؤل..!
جميع المؤشرات توحي بأن لقاء الغد بين الهلال والنصر لن يظهر بالمستوى المأمول منه.. وسيكون مخالفاً (فنياً) لما اعتدناه من الفريقين الكبيرين في مواجهاتهما من متعة وإثارة فنية. وحينما نذكر ذلك فهذا يعود لمبررات عدة، لا يمكن إغفالها.. فهي أمور لا تدعوننا للتفاؤل إطلاقاً لمشاهدة ما تعودناه منهما..!
الهلال بعيد جداً عن مستواه.. وما قدمه من مباريات لا يعكس جدية الرغبة في أن يكون الفريق حاملاً للقب.. رغم أن الهلال يملك كل مقومات الفريق (البطل) إلا أنه لا يملك المدرب الذي يستطيع التعامل مع الكم الهائل من النجوم في صفوف فريقه.. ودونيس أيضاً لا يستطيع التعامل مع ظروف المباريات ومفاجآتها.. كما أنه في كل لقاء يُدخل لاعبيه في امتحانات صعبة.. والبحث عن شباك المنافس يتم بطرق عقيمة ومكشوفة؛ يسهل القضاء عليها.. فطريقته لا يحيد عنها، سواء لعب أمام (هجر) أو مع أفضل فرق القارة فنياً..!
لقد خذل دونيس جماهير الزعيم.. كونه منح ثقته لعدد من اللاعبين الذين نضب عطاؤهم.. وترك ممن هو أجدر منهم إما في كرسي البدلاء أو المدرجات.. وحرم الفريق من نزعته الهجومية التي اشتُهر بها.. وكانت تمنح أداء الفريق رونقاً خاصاً.. وخطورة يصعب الحد منها.. وهبوط المستوى لدى بعض اللاعبين - شخصياً - أجد له العذر؛ فمن غير المنطق أن يلعب اللاعب أحياناً في ثلاثة مراكز في مباراة واحدة وتطالبه بأن لا يختل توازنه!.. كما يحدث مع الفرج.. وأن يُشرك اليوم كريري في المحور وغداً في قلب الدفاع، وبعد ذلك في الاحتياط!.. ومن بعدها ننثر علامات الاستفهام على مستوى اللاعب.. ونستغرب عدم التركيز من الشهراني وهو يلعب شوطاً ظهيراً أيمن وآخر ظهيراً أيسر.. هذه ليست كفيلة بإرباك اللاعب بل كفيلة بإرباك خطوط الفريق كاملة..!
في النصر الأمور لم تتغير.. رحل هذا المدرب أو ذاك.. العلة ليست فيهم.. هناك هبوط حاد في مستويات نجومه المؤثرين (العنزي والسهلاوي وشراحيلي وغالب).. هذا فضلاً عن الضعف الواضح في مستويات لاعبيه الأجانب.. فهم لم يضيفوا أية فائدة على الفريق.. بل هم - برأيي - (عالة)، وضررهم يفوق نفعهم..!
لاحظنا وضع النصر في مبارياته.. فالبطء والعصبية في الأداء هما أبرز سمات الفريق.. وبعض لاعبيه يؤدون المباريات وكأنهم مجبرون على اللعب.. فالروح غائبة تماماً طوال هذا الموسم.. ولم يستطع الإداريون إعادتها إلا في دقائق معدودة في بعض المباريات..!
كل هذه المبررات لا تجعلنا متفائلين بمشاهدة كرة أفضل مما شاهدناه.. فلقاء الغد سيكون استمراراً لهوية الفريقين (الضائعة) إلا أن يحدث أمر واحد فقط.. وأعنى بذلك حماس اللاعبين؛ فإنْ ظهر من الجانبين بالصورة المعروفة فإنَّ ذلك من شأنه أن (يستر) الضعف الفني، وبخاصة في النصر.. فالحماس إن حضر فقد يكون كفيلاً بتجاوز الظروف كافة المحيطة بالفريقين..!
آخر الكلام
تكفُّل تركي آل الشيخ براتب شهر للاعبي التعاون هو امتداد لوقفاته المشرفة. وعلى لاعبي الفريق أن يسعوا لرد الجميل للشرفي (الداعم) من خلال ما تبقى لهم من مباريات.