وزير الثقافة والإعلام يفتتح معرض الرياض الدولي للكتاب.. مساء اليوم ">
الجزيرة - تقرير/ محمد المرزوقي:
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - أيده الله بنصره وتوفيقه - يفتتح معالي وزير الثقافة والإعلام عادل بن زيد الطريفي، مساء اليوم، معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته لهذا العام 2016م بمشاركة 500 دار نشر، وذلك بمركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، حيث قامت وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية بالإعداد لهذا المحفل الوطني، وما يصحبه من برامج ثقافية وورش ومعارض يتابع تنفيذها اللجان الثقافية والإدارية والفنية.. بمشاركة جهات ومؤسسات حكومية وقطاع خاص.. إضافة إلى القطاعات الأمنية المختلفة.. التي تتضافر جهودها كل عام، في تكاملية من النجاح التام، الذي جعلت من هذه التظاهرة الثقافية محفلاً وطنياً، ومهرجاناً دولياً للكتاب، في ظل هذه النجاحات التي تعكس صورة مشرفة لتكاملية كافة القطاعات والجهات التي تنسجم في نسيج متناغم الأداء يجسده نجاح هذا المحفل الوطني عاماً بعد آخر.
الرعاية:
تاج المحافل الوطنية
يحظى معرض الرياض الدولي للكتاب، كالعديد من سائر المهرجانات الوطنية في مختلف المجالات التنموية، التي تجسد اهتمام قيادتنا الرشيدة، بدعم كافة المجالات التنموية، ورعايتها، الأمر الذي انعكس بدوره على النمو النوعي للمهرجانات والفعاليات الوطنية المختلفة، ومدى ما حققته من حضور عربي وإقليمي وعالمي.
كما تجسد رعاية خادم الحرمين الشريفين لمعرض الرياض الدولي للكتاب ما تحظى به الثقافة وأهلها، والعلم والعلماء، والأدباء والمبدعين في شتى المجالات المعرفية والإبداعية الأدبية من اهتمام.. ودعم.. ورعاية.. تتوج هذه التظاهرة الثقافية الوطنية التي أصبحت من أهم محافل الكتاب عربياً وإقليمياً، إلى جانب ما تجسده هذه الرعاية الكريمة - أيضاً - من احتفاء بالمؤلف والناشر والكتاب والقارئ السعودي على حد سواء، مما جعل من معرض الرياض أبرز معارض الكتاب العربي على مستويات عدة، يأتي في مقدمتها القوة الشرائية، والإقبال الجماهيري، حسن التنظيم، نمو نجاحاته في مختلف جوانب هذا العرس الوطني الثقافي.
ضيف الشرف:
نافذة عالمية
يستضيف المعرض هذا العام اليونان (ضيف الشرف) لهذا العام، إذ تم تخصيص جناح مميز لها لعرض تاريخها وأدبها وإصداراتها لزوار المعرض، إلى جانب حضورها من خلال فعاليات عدة وعبر الندوات الثقافية المصاحبة للمعرض، حيث كانت دولة جنوب إفريقيا ضيف شرف الدورة الماضية، بينما استضاف معرض الرياض الدولي للكتاب العديد من دول العالم عبر دوراته السابقة، إذ استضاف المعرض في الأعوام السابقة اليابان والبرازيل والسنغال والهند والسويد والمغرب وإسبانيا.
كما أن ضيف الشرف ليس لمجرد ما درجت عليه معارض الرياض الدولية للكتاب، إذ يتجاوز البعد الرمزي إلى الفضاء الثقافي بين الدول إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ يتم استثمار هذا المحفل الثقافي لفتح نافذة مع الكتاب العربي والعالمي عبر جسر معرفي يتمثل في (الكتاب السعودي)، من خلال المؤلف السعودي.. والناشر السعودي، والقارئ السعودي، الأمر الذي يجعل من هذا الحضور الدولي المتمثل في ضيف الشرف، وفي الناشر العربي، والآخر العالمي في حضرة حوار ثقافي ومعرفي مع الكتاب، يطل الجميع من خلاله على أحاديث الكتب في حضرة الكتاب السعودي، وبصحبة ضيف الشرف صوتاً.. وصورة.. وكلمة.
الهوية والشعار:
الرسالة الموسمية
مع كل دورة ينطلق معرض الكتاب مطلقاً عبر هويته رسالة تحمل في ثناياها أبعاداً ثقافية وفكرية ووطنية معرفية وحضارية، إذ تأتي رسالة المعرض لهذا العام ذات بعد دلالي وطني يجسد العمق الوطني، والتلاحم الكبير الذي يمثله رسالة المعرض «وقفة وفاء لأبطال عاصفة الحزم»، إضافة إلى معرضين مصاحبين للصور والفن التشكيلي عن عاصفة الحزم، إلى جانب مواد (مرئية) عن شهداء الواجب، سيتم عرضها عبر عدد من شاشات العرض الموزعة في أروقة المعرض.. فيما خصص معرض ثالث سيكون مخصصاً لصور الرياض القديمة، الذي يقام تحت عنوان (ذاكرة الرياض).
كما تتمثل هوية المعرض - أيضاً - من خلال تصميمه الداخلي التي ستكون عبارة عن نموذج يحاكي وسط الرياض التاريخي وبواباته المشهورة (الدراويز)، حيث أُطلق على ممرات المعرض وصالاته أسماء معالم من وسط الرياض التاريخي، كشارع الثميري، حي المربع، وميدان الصفاة.. وغيرها من معالم الرياض التاريخية القديمة.. بينما تأتي رسالة المعرض لهذا العام: (الكتاب.. ذاكرة لا تشيخ).
التوقيع:
احتفاء بالكاتب والكتاب
منصات التوقيع تأتي ضمن الأعراف التي درج معرض الرياض الدولي للكتاب على إقامتها والتوسع فيها من دورة إلى أخرى، وذلك عبر مستويين: الأول منهما يتمثل في زيادة عدد المنصات للجنسين، أما الآخر فمن خلال إتاحة التسجيل لأكبر عدد من الراغبين في توقيع إصداراتهم خلال أيام المعرض، حيث تجاوز عدد الموقعين خلال الدورات الثلاث الماضية 200 موقع وموقعة في كل دورة، إذ وصل عدد الموقعين خلال الدورة الماضية 240 ممن دشنوا إصداراتهم الجديدة خلال أيام المعرض، حيث يصل عدد الموقعين هذا العام عبر (6) منصات 300 مؤلف ومؤلفة.
كما يتجاوز عرف تدشين الإصدارات الجديدة من المؤلفين والمؤلفات لكتبهم، مجرد عرف درجت عليه معارض الكتاب الدولية من خلال منصات مخصصة للتوقيع، أو عبر دور النشر، إلى ما هو أبعد من هذا وذلك من خلال الاحتفاء بالمؤلفين في تقديمهم لقرائهم خاصة وزوار المعرض عامة، عبر تقديم إصداراتهم من خلال التوقيع عليها التي تزيد من الاحتفاء بالكتاب وكاتبه عبر منصات التوقيع بوصفها تقديماً مختلفاً ونوعياً - أيضاً - في ظل الإقبال الجماهيري المتزايد الذي يشهده معرض الرياض من دورة إلى أخرى، حيث تم وضع منصات التوقيع في هذه الدورة في أفضل المواقع من المعرض، وتم تنفيذها بأشكال هندسية تحاكي قصر المربع، لتكون المنصات هي الأخرى محاكية للهوية التاريخية التي تصميم المعرض بها لهذا العام.
البرامج المصاحبة:
تكاملية التنوع
يعد البرنامج الثقافي أحد أركان البرامج المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، إذ يتطلع إليه شريحة من المهتمين بالشأن الثقافي، لما تمثله ندواته وموضوعاتها من تنوع ثقافي، مع الكتاب، وحوله.. وعبر فضاء الثقافة.. وحول العديد من فنونها الإبداعية: كلمة، وصورة، وعرضاً، وتشكيلاً، إذ تسعى لجان البرنامج الثقافي في كل عام إلى طرح المتنوع الجديد، الذي يقوم على استدعاء موضوعات الثقافة، وفنونها الإبداعية المختلفة.. مستحضراً تجارب الرواد والشباب من الجنسين، إلى جانب ما تمثله الورش المصاحبة وركن الطفل من حضور برامجي، تسعى جميعها إلى تشكيل حقول معرفية تكاملية تلبي رغبات مختلف شرائح الأسرة في رحاب معرض الكتاب.
الخدمات المساندة:
تلتقي في الكتاب
تحرص إدارة معرض الكتاب في كل دورة أن ترتقي بالجانب الخدمي للمعرض، وذلك على مستويات عدة، وعبر العديد من القنوات المساندة والوسائل التي من شأنها أن تقدم الخدمة (الشاملة) لكل ما يحتاجه الناشر والزائر، وما يسهم في الارتقاء بتقديم الخدمة السهلة من جانب والمتاحة عبر أروقة المعرض من جانب آخر، إلى جانب تقديم ما تحتاجه البرامج المصاحبة من ورش تدريبية ومهارية ومعارض وندوات، بداء باختيار المكان والمساحة المناسبة، وانتهاء بالجهيزات التي من شأنها خدمة الجهات المنفذة للبرامج من جانب، والمستهدفين بالبرامج والفعاليات من جانب آخر.
كما يأتي (الكتاب) على قائمة أوليات هذه الخدمات التي يعد الكتاب هدفها الرئيس، وذلك من خلال الخدمات المقدمة لدور النشر، التي من شأنها خدمة الناشر والمؤلف والكتاب والزائر في آن واحد، إذ أتاحت إدارة المعرض لدور النشر الراغبة دون إلزام الحصول على أجهزة لوحية لتزويد الإدارة بالإحصاءات اليومية للمبيعات تمهيداً لاعتماد النظام الإلكتروني الآلي في الدورات المقبلة، إضافة إلى العمل على توفير خيارات خدمية إلكترونية متعددة في تقديم هذه الخدمات التي من شأنها الارتقاء المتواصل بالجانب (التقني) للمعرض لتقديم أسهل وأسرع الخدمات التي يحتاجها زوار معرض الرياض الدولي للكتاب.
كما يأتي ضمن (الخدمات الإلكترونية) العديد من الخيارات التي تقدمها لجنة الحلول التقنية، مثل خاصية البحث عن دور النشر والكتب والمؤلفين، والتي تقدم من خلال الموقع الرسمي لمعرض الرياض الدولي للكتاب http://riyadhbookfair.org.sa/Pages/Default.aspx
بحيث يمكن البحث باسم دار النشر أو الكتاب أو المؤلف، وتظهر النتائج بالتفاصيل من اسم الدار ومكانها داخل صالة المعرض، إضافة إلى معرفة بيانات المؤلف وسنة النشر ولغة الكتاب .. إلى جانب معرفة السعر.
كما تتيح الخدمات الإلكترونية المقدمة لهذه الدورة من المعرض إمكانية الاستفادة من هذه الخدمات عبر التطبيقات على الهواتف الذكية والتي تتيح إجراء عمليات البحث عن الكتب أو دور النشر، إضافة إلى برنامج تواصل على الأجهزة الذكية الذي يمكن زوار المعرض من التواصل مع إدارة المعرض، إلى جانب أجهزة استعلام تم توزيعها في ممرات المعرض يتم عبرها البحث عن دار النشر أو المؤلف أو عنوان الكتاب.
المسرحيون:
تكريم في حضرة الكتاب
تحرص وزارة الثقافة والإعلام في كل دورة جديدة من معرض الكتاب على تكريم فئة من المفكرين أو المثقفين أو الأدباء، إذ رأت اللجنة الثقافية تكريم عدد من السعوديين الذين خدموا المسرح السعودي، وذلك احتفاء بالمسرحيين، الذين استثمروا (أبو الفنون) في تقديم فعل ثقافي نوعي، حيث أعدت اللجنة الثقافية للتكريم معايير عامة تساعد على اختيار المكرمين.. حيث تكرم وزارة الثقافة والإعلام، مساء اليوم خلال حفل الافتتاح، المسرحيين السعوديين الذين خدموا المسرح السعودي وقدموا من خلاله إسهامات كان لها حضورها في تقديم منجز مسرحي أسهم بدوره في الحركة الإبداعية والثقافية.. إذ يأتي تكريم المسرحيين في هذه الدورة من قبيل التكريم عرفاناً بما قدموه، وتعزيزاً لجهودهم المسرحية في إحدى أبرز المناسبات الثقافية في المملكة، وسط حضور عربي ودولي أيضاً.
(المؤلف السعودي):
منصة أخرى للتكريم
يأتي (جناح المؤلف السعودي) إحدى القنوات التي تكرم المؤلفين السعوديين، وتحتفي بمؤلفاتهم في المعرض، وذلك عبر إتاحة الفرصة للمؤلفين السعوديين ممن ليس لكتبهم ناشر أن يعرضوا كتبهم للجمهور في جناح خاص بهم، الأمر الذي يحقق مفهوم (الشمولية) في حضور الكتاب السعودي عبر مستويات عدة، يأتي ضمنها: تدشين الإصدارات من خلال منصات التوقيع، حضور الناشر السعودي، جائزة الوزارة للكتاب، إضافة إلى جناح المؤلف السعودي، ليكون الكتاب السعودي حاضراً بمختلف القنوات في المعرض.
كما حرصت وكالة الوزارة للشؤون الثقافية ضمن هذه الدورة على استمرار هذا الجناح، واختيار موقع مناسب له، عطفاً على النجاح الذي حققه الجناح في الدورات السابقة، ونزولاً عند المضي في تحقيق الهدف المنشود من إقامته، الذي أسهم بدوره في استقطاب شريحة المؤلفين السعوديين الذين يحتفون بإصداراتهم عبر هذا الجناح.
جائزة الكتاب:
صناعة التنافسية
تهدف الجائزة إلى إرساء قواعد صناعة الكتاب السعودي كهدف رئيس لها، وذلك من خلال إبراز ودعم الكتب المتميزة، وتشجيع المؤلفين السعوديين، وإضفاء قيمة معنوية وحسية من خلال تكريم المؤلفين السعوديين والاحتفاء بجهودهم العلمية من خلال هذه الجائزة، وإثراء وتعزيز روح المنافسة التي من شأنها إثراء القدرات البحثية، والقيمة العلمية للكتاب السعودي، إذ حرصت وزارة الثقافة على أن تضيف للمعرض كل دورة أنشطة وبرامج جديدة تواكب السير الإيجابي الذي تنتهجه نحو صناعة كتاب متميز، ومن ذلك تخصيص (جائزة للكتاب)، وذلك لعشرة كتب متميزة في مجالها.
كما تتجاوز هذه لجائزة القيمة المادية، إلى ما هو أهم من حيث القيمة المعنوية للمؤلف، وإعطاء الكتاب قيمة معنوية - أيضاً - من خلال إضفاء طابع النوعية عليه، عبر نيله استحقاق الجائزة، التي يجسد قيمتها (المعيارية) العلمية التي تعتمدها لجنة الجائزة، وفقاً لضوابط دقيقة من شأنها تحقيق الأهداف المنشودة من وضع هذه الجائزة، إلى جانب ما تضيفه الجائزة على المعرض إلى جانب ما تضيفه الجائزة من حيوية نوعية على عرس الكتاب في هذا المحفل الدولي، الأمر الذي يزيد من تناغم الاحتفاء بالكتاب وتكريم المؤلفين في أبرز معارض الكتاب العربي.
الإحصاء:
إجابات لما بعد المعرض
كشفت إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب لهذه الدورة عن آلية جديدة اعتمدتها الوزارة لإحصاء الكتب الأكثر مبيعاً، وحجم المبيعات، واتجاهات القراءة.. إلى جانب ما تقدمه هذه الخدمة الإلكترونية من الاستطلاعات والقياسات العامة بالنسبة للزوار، حيث سيتم تحديد حجم المبيعات على الأجهزة اللوحية التي ستوزع - بالاختيار دون إلزام - على دور النشر هذا العام تمهيداً لاعتمادها في الأعوام المقبلة بصورة شاملة مع دور النشر كافة، بحيث يتم تسجيل عمليات البيع من خلال تسجيلها عبر النظام، الأمر الذي سيمكن إدارة المعرض من معرفة الكتب الأكثر مبيعاً، إضافة إلى أن المعرض خلال هذه الدورة ولأول مرة - أيضاً - اعتمد آلية الكاميرات الحرارية الموجودة عند بوابات المعرض، لتعداد الزوار، إلى جانب اعتماد البطاقات الورقية التي تمكّن من تحديد أكثر دقة لإحصاء الزوار وتحديد الجنس والفئة العمرية.. إضافة إلى التعرف على دور النشر الأكثر إقبالاً، مما سيسهل - أيضاً - التعرف على اتجاهات القراءة في مختلف الفنون والمجالات المعرفية.