السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشير إلى ما نشر في جريدة الجزيرة الغراء بعنوان (أخيراً حملة لإعادة هيبة المعلم في العدد رقم (15847) حيث ورد في الخبر أن الإدارة العام لتعليم منطقة الرياض أنها سوف تنظم حملة (هيبة المعلم) في جميع مدارس البنين والبنات والبالغ عددها (4 آلاف) مدرسة تضم أكثر من مليون طالب وطالبة ويشترك في تنظيم هذه الحملة كل من إدارة التوجيه والإرشاد والنشاط الطلابي وأفادت الدكتورة (فريال الحقباني) أن هذه الحملة تهدف إلى تعزيز هيبة المعلم في نفوس الطلاب والطالبات مع غرس احترام المعلم في نفوسهم... إلخ.
أقول كما أوضح أن علماء التربية والنفس والخدمة الاجتماعية في دراساتهم أنهم يركزون على الوسط المدرسي باعتباره المحضن الثاني بعد الأسرة فالطالب أو الطالبة ينتقل إلى هذا المحضن في حدود سن السادسة وهذا السن يعتبر نهاية الطفولة المبكرة فهو يخوض هذا الوسط بما يحمله من خبرات وموروث أسري فإذا تم تنمية هذه الخبرات الإيجابية بما يتلقاه من الوسط المدرسي أصبح متكيف مع هذا الوسط من زملائه من الطلاب وأقرانه ومن معلميه الذين يعلمونه العلوم القرآنية والاجتماعية والرياضية والدينية... إلخ وتمتد علاقة هذا الطالب أو الطالبة وغالباً ما تكون حتى نهاية المرحلة الابتدائية.
وكل سنة تزداد هذه العلاقة سنة بعد سنة ولكن كما قال علماء التربية إن هذه العلاقة يجب أن تكون علاقة مهنية في حدود التربية والتعليم بحيث لا تتحول هذه العلاقة إلى علاقات شخصية عندها يفقد المعلم أو المعلمة احترامه وتقديره لأن هذه العلاقة الشخصية يصبح الطالب أو الطالبة كأنهم يتعاملون مع زملائهم أو زميلاتهم وهذا يتنافى مع مبادئ الخدمة الاجتماعية المدرسية لأن في هذا الوقت لا يستطيع المعلم أو المعلمة بهذه العلاقة أن يوصل المعلومة بالطريقة التي يرغب فيها ولا بهذه العلاقة يستطيعون المعلمون أو المعلمات أن يحلوا بعض المواقف أو المشاكل الطارئة أو العارضة من بعض السلوك غير المرغوب في الوسط المدرسي أو حل مشكلة التأخر الدراسي أو ضعف التحصيل فنحن هنا لا نريد أن نركز على موضوع هيبة المعلم أو المعلمة لأن الهيبة لا تعتبر أسلوب تربوي وتعليمي بل بالعكس قد تجلب هذه الهيبة والصلف إلى إبعاد الطلاب والطالبات عن معلميهم ومعلماتهم وقد يبوحون بالمواقف التي تحصل لهم داخل الوسط المدرسي سواء من زملائهم الطلاب أو معلميهم بل تزيد الجفوه بينهم بسبب ما سمي (بالهيبة) نريد علاقة مهنية تربط بين الطلاب والمعلمين والطالبات ومعلماتهم بحيث تكبر هذه العلاقة المهنية يوماً بعد يوم أما أن يكون هناك علاقة شخصية سوف يفقد المعلم أو المعلمة احترامه وتقديره وأنا أكتب من واقع خبرة ميدانية امتدت لأكثر من ثلاثين سنة. باعتباري متخصصاً في العلوم الاجتماعية والخدمة الاجتماعية وتعاملت مع طلاب في المرحلة الابتدائية والمتوسطة فالهيبة التي تطالب بها (الحملة) قد تكون غير موفقة لأننا أولاً نتعامل مع أنفس بشرية وقد تكون هذه الأنفس تتغير يوماً بعد يوم ولحظة بعد لحظة فما فادت أسلوب الهيبة التي تنفر الطلاب والطالبات من معلميهم ومعلماتهم ويبتعدون عنهم فالمعلم والمعلمة يفرضون احترامهم بأسلوبهم المحبب وما تعلموه في كلياتهم وجامعاتهم من أساليب التربية الحديثة ومن العلوم الاجتماعية والتربوية من علوم النفس والاجتماعية والتربوية من علوم النفس والاجتماع والأدب والعلاقات الإنسانية والله من وراء القصد.
خاتمة شعرية لأحد الشعراء:
سلام أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقيمُ
- مندل عبد الله القباع