محمد بن صالح العوفي ">
إن أحد أهم الصفات في الشخصية الناجحة عنصرا الإلهام والدافعية (التحفيز)، حيث إنهما هما القوة الدافعة التي تحرك الفريق باتجاه الهدف بأسرع وقت وأعلى جودة.. يقول أندي تيتش، مؤلف كتاب «من التخرج إلى العمل»: «من الرائع لو كان لكل منا أستاذ خاص يتابع خطواته كلها، ويقدم له النصيحة المناسبة عند السعي إلى تحقيق العمل، فهو بمثابة مصدر للإلهام وعامل مهم لرفع المعنويات، والشخصية المحفزة تستطيع العمل لساعات طويلة بإنتاجية رائعة وكفاءة عالية ولها الكثير من النجاحات في حياتها المهنية والشخصية.
لذا فلتأذنوا لي من خلال هذه السطور أن أسلط الضوء على واحدة من مزايا أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم، وأتناول تلك الشخصية من جانب واحد من جوانب تميز متعددة.
فلقد شرفت بالعمل في كنف تحفيزه وعن قرب من خلال الأعمال التطوعية في عدد من لجان إمارة المنطقة، تبينت وتأكدت بعدها أن الله قد منَّ على المنطقة بشخصية محفزة ومميزة تحرك الطاقات الكامنة في كوادرها البشرية وتمنحهم الدافع المعنوي الهائل الذي يقودهم ناحية المزيد من العطاء.
فمن خلال ترؤسي مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية المعاقين بالرس أجد نفسي عندما تتعاضل علي معضلة أو أمر مهم ليس لي ملاذ ناحية حلها إلا الله ثم مجالسة أميرنا المحبوب ورجاء حلها، حيث أذكر في رمضان الماضي وتحديداً في يوم 27 رمضان 1436 (وكان وقت إجازة رسمية) كنا نسعى كمجلس إدارة إلى إيجاد مركز تدريب تقني لرعاية ذوي الإعاقة بالرس من الجنسين، وكان هذا الأمر له ارتباط بالمؤسسة العامة للتدريب التقني وتحديداً بمعالي مدير المؤسسة، فلم أجد بداً من عرض ذلك على سمو الأمير الذي كانت استجابته سريعة وتحفيزه رائعاً عندما تدخل - حفظه الله - شخصياً بحلها، وعندما نقلت ما حصل لأعضاء مجلس الإدارة تحفز الجميع فكانت ثمرة ذلك التحفيز قرارات حاسمة رفعت استثمارات الجمعية أربعة أضعاف دخلها وتم في ضوئها اعتماد عدد من البرامج الهادفة للمستفيدين.
موقف آخر كان من خلال لجنة مساكن أبانات الخيرية عندما اجتمعت مع سموه من أجل صرف مبلغ معين لمركز يقع بأقصى الجنوب الغربي لمنطقة القصيم، حيث قال لي: يهمني أمر أهالي أبانات تماماً مثلما يهمني أمر أقرب الناس لي ثم أرشدني إلى خطة العمل وقال لي من ذمتي إلى ذمتك، ولن أرتاح حتى أرى المستفيدين يبيتون بمساكنهم الجديدة آمنين مطمئنين وبأسرع وقت، وكان التحدي صعباً جداً حيث وضع سموه رقماً منخفضاً لقيمة الإنشاء ووقتاً قياسياً بانتهاء الأعمال حصافة منه - حفظه الله - كي يستفيد عدد أكبر من الأهالي، ونقلت ذلك لأعضاء اللجنة ثم استأذنت سموه بعقد اجتماع خاص بأعضاء اللجنة، وأنا أعي ثمرة ذلك الاجتماع مسبقاً، فمن أجل تحقيق الهدف وتجاوز التحدي أحتاج كثيراً لتحفيز العاملين من قبل خبير كقامة سموه الكريم وكان الاجتماع وفعلاً حصلت على ما أريد، فتسارعت وتيرة الأداء بشكل كبير وعندما وقع الاختيار وتم تحديد المؤسسات المنفذة للمشروع ولأني كنت وزملائي على علم بمشاكل تنفيذ المشروعات وتعطلها استأذنت سموه أن يكون توقيع العقود مع المقاولين تحت نظره وفي مكتبه، وأنا عيني وقلبي على تحفيز الأمير لهم فكان لنا ما أردنا بتوفيق الله، حيث إن وتيرة العمل تسر والإنجاز مميز.
هذا التحفيز الذي تميز به سمو أمير المنطقة ينعكس إيجاباً على من تحته من الموظفين [فريق العمل] سواء داخل أروقة الإمارة أو ما يتبعها من محافظات ومراكز، وأجد ذلك صريحاً في محافظة الرس وتحديداً في سعادة محافظ الرس الاستاذ محمد العساف، حيث فيه انعكاس للإلهام والتحفيز من القائد من خلال تعامله اليومي.
إن العمل الكبير الذي نراه في القصيم اليوم حتى تحولت هذه المنطقة لورشة عمل كبيرة في كافة جوانب التنمية رغم الظرف الاقتصادي العارض تعود إلى توفيق الله أولاً ثم وجود الإلهام والحافز لدى المسؤول الأول وبالتالي فريق العمل معه.
أكتب ذلك لله أولاً... ثم للتاريخ... ولأبناء المنطقة وأدعو الله أن يحمي قادتنا وبلادنا وأن يلهمهم الخير دائماً وأبدا وإنا لنحسبهم ولو علينا خيارنا.. والله من وراء القصد.
- رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية المعوقين بالرس