منيرة محمد الخميري ">
يوم الخامس والعشرين من كل شهر، هو اليوم الموعود لجميع أفراد الأسرة، اليوم الذي تودع فيه رواتب موظفي الدولة وهو اليوم المنتظر، حيث تبدأ رحلة الانتظار لهذا التاريخ كل شهر بعد نهاية الأسبوع الأول من بعد استلام الراتب.
حال الطبقة الوسطى الطبقة الأكثر أهمية في المجتمع، حيث صمام الأمان الاقتصادي والاجتماعي والأمني لأي دولة.
الطبقة الوسطى هي الطبقة العاملة الكادحة، وبالتالي هي من تحافظ على الاستقرار والتوازن بعيد عن أصحاب الدخول العالية والتجار والنافذين في المراكز القيادية، فهم من يعيشون حياة ليس فيها بذخ وربما يحاولون الاستمتاع بتفاصيل قليلة من هذا البذخ من خلال قروض بنكية قصمت ظهورهم.
رسائل بنكية صباحية مزعجة بسداد القروض ترهق تلك الطبقة بهذا اليوم إلا من رحم ربي، وما أن يأخذ رب الأسرة يتنفس بعد أن يمضي وقته وحيداً بين حساباته يحاول جاهداً عاجزاً أن يوازن بين المتطلبات والاحتياجات والكماليات إلا ويخرج له ظرف طارئ لا مفر منه.
ومع تزايد الضغوط بسبب الارتفاع في أسعار السلع والخدمات يضطر الكثير للبحث عن دخول إضافية للخروج من معاناة أزمة الراتب الذي تنقض عليه الالتزامات مع كل جانب لكنه يصطدم بشح الفرص الوظيفية.
اليوم الخامس والعشرون للنساء مميز تفقد فيه المرأة قدرتها على التحكم من هوس الشراء والسفر غير عابئة بالوضع الاقتصادي للأسرة ليصل لشراء ما لا حاجة لها به وتكاليف سفر باهظة وتقنع نفسها في موضوع «بدلع نفسي» بالسفر وشراء ما تحتاج إليه وما لا تحتاج إليه وربما خزائن البيت تغص بنفس المنتج!
فالمرأة مع تعدد برامج التواصل الاجتماعي والاستعراض للترف الباذخ تخرج من واقعها الذي تعيشه لتنطلق في مجاراة سيدات الطبقة المخملية تعيش وهم صنعته بنفسها أنها قادرة على تلك الحياة بالشراء وتفاصيل حياة الترف الباذخة الأخرى مع إدراكها تماماً أنه هي ورب الأسرة حياتهم المادية متوقفة فقط على الراتب.
ومع الظروف الاقتصادية التي يمر فيها البلد وعلى المستوى الأسري والتنظيمي والتثقيفي كان لا بد من ثقافة «ترشيد النفقات»، حيث أبرز تحديات استقرار الأسرة وتعزيز ثقافة الادخار وتنميتها ومن الضروريات والأولويات لأمان المعيشة على أن يتمتع في هذا التنظيم التثقيفي أفراد الأسرة جميعاً ابتداء من الأب للأم للأبناء.