محمد بن إبراهيم فايع ">
ليست دعوة النائب البرلماني في دولة الكويت الشقيقة «عبدالحميد دشتي» لسيده بشار الأسد «بضرب المملكة العربية السعودية» بالدعوة الأولى، حينما صرح بهذا، بحمق وصفاقة على قناة فضائية، تتبع النظام السوري؛ فلطالما دأب هذا الرجل على «التطاول» على المملكة، بلغة لا تعبر إلا عن أحقاد مريضة تسكن قلبه، وبخاصة حينما رأى أن «نظام بشار الأسد» وهو النظام الذي أعلن ولاءه له، وانحيازه، كان قاب قوسين أو أقرب للسقوط، لولا «المسعف الروسي» بوتين الذي لم يقصر في دك ماتبقى من مدن سورية، في ظل تخاذل وصمت مخجل من العالم الأول يصل إلى حد التواطئي، فعبدالحميد دشتي لا يخجل من إعلان انحيازه لنظام يقتل شعبه، ولانستغرب منه تلك الإساءات والبذاءات التي يطلقها ضد بلدنا، وهو من ذهب ليواسي والد عماد مغنية، مختطف طائرة الجابرية الكويتية، وقاتل الكويتيين، والمتآمر على اغتيال حاكم الكويت آنذاك الشيخ جابر الصباح رحمه الله، فكيف نريده أن يكون معنا؛ إذا كان هذا موقفه من بلده ؟! لقد برهن دشتي انقلابه على وطنه، وعروبته، وخليجيته، بمجرد ظهوره في قنوات تابعة للنظام السوري، وتابعة لحزب الله وإيران مرددا تصريحات طائفية، ومعلنا دعمه لنظام بشار، ومدحه لحزب اللات في لبنان ووصفه بالمقاومة، ذلك الحزب الميلشاوي الذي اختطف بلدا عربيا اسمه لبنان من هويته العربية، وعطل مصالحه، ورهنه بيد «إيران الصفوية» ومطلقا تصريحات عدائية للسعودية وبقية دول الخليج العربي؛ وقد أحسنت دول الخليج العربي صنعا، وماصدر عن وزراء الداخلية العرب، في تسمية الأشياء بمسمياتها بإعلان جماعة حزب الله جماعة إرهابية، فهل بعد تلك المواقف المشبوهة لدشتي من مواقف مخزية ؟! لقد نسي دشتي وهو بهذا المنهج العدائي من المملكة، روابط الإخاء بين الشعبين الكويتي والسعودي، والمصير المشترك، وما يجمع البلدين في مجلس التعاون، ولا يمكن للكويتيين الشرفاء، أن ينسوا مواقف المملكة، أبان حكم صدام حسين وغزوه لبلدهم، وتلك الوقفة الصادقة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله حين قال: «الكويت ستعود بعون الله إلى أهلها مهما كلفنا هذا من ثمن، فإما نحيا معا أو نموت معا» وكيف أصبح بيت كل سعودي بيتا لكل كويتي، وكيف تحولت المملكة إلى ملاذ آمن لأهل الكويت، ونحن حين نردد هذا الكلام ليست منّة بل كانت واجبا، لكننا بحاجة إلى تذكير دشتي ومن هم على شاكلته، ونذكر الشرفاءي الكويت بأن «السكوت» على تلك الصفاقات الدشتية والحماقات (لأمر مخجل) وأي حصانة برلمانية تقدم غطاء لرجل، يثير الفتنة، ونحن لانريد من يعمل على تجييش المشاعر، ويخلق نوعا من الاحتقان مستغلا تصريحات دشتي البغيضة، فالمنطقة العربية «الشرق الأوسط» فيها ما يكفيها، بما تشهده من أحداث فهي «فوق صفيح ساخن» من الحروب والفتن والمتربصين والإرهاب، وليست بحاجة لتصريحات طائفية عدوانية حاقدة، وإن كنا نعد تصريحات عبدالحميد دشتي في الفضائيات الإيرانية والسورية؛ ليست أكثر من بكاء وعويل على ضياع حلم أسياده في طهران في ضم العواصم العربية إلى جناح الصفوية الإيرانية، وليته علم أن الدول الخليجية، أبقى له من إيران والتي لم تحترم حقوق شعبها فضلا عن احترام حقوق العرب في الأحواز، بل لعل العرق العربي عندها أبغض ما يكون، وليته يعلم أن موالاته لنظام بشار الذي قتل ما يزيد من نصف مليون من شعبه، وشرد ما يفوق من 12 مليون نسمة جعلهم يتسولون لقمة العيش والبحث عن الأمان في البلاد العربية وفي أوروبا وتركيا، مآلاه إلى زوال ولن يبقى طويلا، أما نعيقه وتصريحاته وإساءاته لبلدنا المملكة العربية السعودية، فهي لاتعد سوى صرخة ضائعة في واد، لن تمسنا بسوء في السعودية، فهو لايمثل لنا إلا كما قال الشاعر:
«كناطح صخرة يوما ليوهنها
فما ضرها وأوهى قرنه الوعل»