تونس - فرح التومي:
عاش سكان أحد أرياف قرية محاذية لجبل المغيلة بمحافظة سيدي بوزيد بالجنوب الغربي للبلاد التونسية ساعات رعب حقيقية بعد هجوم نفذه أكثر من 40 عنصراً مسلحاً على منازلهم في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، حيث استولى «الضيوف غير المرغوب فيهم» تحت تهديد السلاح، على كميات كبيرة من المؤونة والأغطية الصوفية وكل ما وجدوه مخزناً لدى هذه العائلات التي ازداد خوفها بعد أن هدد الإرهابيون أفرادها بالعودة للقصاص منهم في حال أعلموا السلطات الأمنية بالحادثة... مما زرع الرعب في قلوب السكان الذين طالبوا السلطات المحلية وحكومة الحبيب الصيد بتوفير الحماية لهم بالنظر إلى تكرر مثل هذه العمليات خلال الأشهر الأخيرة. وبمجرد أن تمّ إعلامها فجر أول أمس بالواقعة، تحولت وحدات أمنيّة وعسكرية إلى منطقة جلمة حيث تولت القيام بعمليات تمشيط واسعة، بالتزامن مع الاستماع إلى أقوال الأهالي في محاولة لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن هذه العناصر الإرهابية التي كانت ملثمة. وعززت الوحدات العسكرية الأمنية منذ السبت تواجدها بالمنطقة وكثفت من عمليات قصف جبال المغيلة ومن حملات التمشيط. وقال شاهد عيان من المنطقة، إن أمير وقائد هذه المجموعة أعلم سكان المنطقة أنهم تابعون للكتيبة الإرهابية المسماة «كتيبة أبو فلوجة» مبيناً لهم أنه هو من قام بذبح الراعي الشهيد مبروك السلطاني. وكانت وزارة الداخلية أصدرت السبت بلاغاً، طلبت فيه من المواطنين الإبلاغ السّريع والأكيد عن ثلاثة عناصر إرهابيّة نشرت صورهم وهوياتهم كاملة، وخصصت خطوطاً هاتفية وضعتها على ذمة المواطنين للإعلام عن هذه العناصر المسلحة والمصنفة خطيرة في حال رؤيتها. وقالت مصادر إعلامية قريبة من السلطة الأمنية بأن أحد هؤلاء المفتش عنهم هو العقل المدبر لعملية تسلل إرهابيين تم القضاء عليهم مؤخراً بعد أن تحصنوا بأحد المنازل القريبة من بيت هذا الإرهابي الخطير. وأكدت ذات المصادر أن العنصر الثاني كان فر من المواجهات مع القوات الأمنية مؤخراً على متن سيارة رباعية الدفع تم العثور عليها مدججة بالسلاح الحربي المضاد للطائرات.