بيروت - فن:
تحوّل المركز الإعلامي في بعض المحطات الإعلامية في بعض الدول العربية وأبرزها لبنان، الى مركز لتبادل الآراء الخاصة بعيداً عن الرسائل الإعلامية المفترضة، كأن يكون للمحطة وسيلة إيصال فكرة أو حدث مباشر، وبات المسئول فيها يستخدمها لطرح أفكاره وآرائه سواء أكانت سياسية أو ثقافية أو حتى فنية، ومن أبرز من هم في مراكز المسؤولية.
كل العارفين بمسيرة الإعلام اللبناني، يعرفون أن مريم البسام هي مندوبة ميليشيا حزب الله المدرجة مؤخراً على قوائم الإرهاب، في قناة الجديد التي يمتلكها تحسين خياط، بل هي الآمرة الناهية، والمتحكمة في خارطة البرامج السياسية وكاتبة مقدمات الأخبار، وتعطي الضوء الأخضر للتصعيد في خطاب القناة أو تهدئته. مريم البسام، مديرة قسم الأخبار في تلفزيون «الجديد» اللبناني، والتي لا تترك فكرة معاكسة لفكرها أو كلمة لا تعجبها شخصياً إلا وتنتقدها، وآخرها ما ذكرته بردها على الفنان الإماراتي حسين الجسمي، حينما عبّر عن حبه للبنان الذي جاءه يافعاً ليجد محبة جماهيرية لا توصف، وكتب على تويتر تغريدة: «يا لبنان بحبّك .. لتخلص الدّني». لترد عليه بتغريدة لا تخلو من السخرية، طالبة منه أن يكسر حظر السفر إلى لبنان ليقول على أرضه: «لبنان الكرامة والشعب العنيد». أما على الصعيد الإعلامي، فيرى المتابعون أنّ البسام لا تترك شأناً ناجحاً في محطات أخرى، إلا وتنتقده بسخرية عالية، سواء في مقدمات نشرات الأخبار، أو في تعليقاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. ومن أبرز ما علقت عليه، هو نجاح زميلها السابق حسين خريس، الذي كان يعمل سابقاً في قناة «الجديد» وانتقاله إلى محطة MTV، على أنه مراسل الإرهاب، أو على أنه من جبهة النصرة، وذلك أثناء تغطيته لعملية التبادل العسكريين اللبنانيين، وحظيت المحطة المنافسة بالتغطية الحصرية، ونقلت عنها «الجديد» وقائع عملية التبادل، إلا أن نجاح خريس في تغطيته أغاظ البسام، التي سبق لها ونوّهت بجدارته أثناء تغطيته الأحداث في سورية لصالح «الجديد»، والذي أصيب في معركة قُتل فيها زميله المصور علي شعبان، ولكن نجاحه في محطة أخرى لم يرق لها فانتقدته. وما سلف يفقد البسام مصداقيتها في التواضع الإعلامي والاعتراف بجدارة أو نجاح أي زميل لها
خارج إطار لوائها الإعلامي. وهذا ما أوضحته وأثبتته من خلال تعليقاتها وتحريرها الإعلامي، وانتقادها لبرامج في محطات أخرى، خصوصاً البرامج الفنية والانتقادية، لتنزل إلى مستوى من اعترضوا عليها دون مراعاة، لأنّ الشخصيات المنتقدة هي شخصيات عامة وليست مقدسة، والمقصود هنا ما قدم أخيراً على شاشة MBC ضمن برنامج «واي فاي» والذي مثل فيه خالد الفراج شخصية حسن نصرالله، ما أثار حفيظة شبيحة حزب الله، وقاموا بالهجوم على القناة في لبنان، وحرق الدواليب وقطع الطرقات احتجاجاً على ما حصل، وعلى الرغم من تنصّل نبيه بري وحزب الله «إعلامياً» مما أقدم عليه المحتجون معتبرين أنهم لا يمثلون أحداً، إلا أنّ مريم البسام تناست أنّ في محطتها برامج ساخرة تقوم على تقليد شخصيات سياسية لبنانية وعربية، وأحياناً بطريقة مستفزة غير محترفة ومحترمة، وتنطق هذه البرامج بألفاظ خادشة للحياء، وعلقت مريم «بكل صفاقة» أنّ الفيديو الذي يقلد فيه نصرالله مسيء، معتبرة أنّ الممثل غير موهوب، وأنه من غير المسموح لمحطة عريقة مثل MBC أن يكون مستواها الساخر هكذا، وهذه شهادة تقدمها البسام إلى المحطة على أنها أعرق من محطتها. وتظهر البسام في انتقاداتها لوسائل إعلامية وبرامج تحظى بمشاهدات عالية، أن المنافسة الإعلامية الشريفة غير مطلوبة، وأن محطتها وبرامجها الساخرة والسياسية يجب أن تكون هي الأولى، رغم الفشل اللغوي واللفظي والتمثيلي البعيد عن الأمانة والعراقة الإعلامية المطلوبة، في زمن بات الإعلام منصة للآراء الخاصة فقط.