الدكتوراه بامتياز مع توصية بالنشر للزميلة فاطمة فيصل العتيبي ">
الجزيرة - خاص:
حصلت الزميلة الكاتبة والتربوية المعروفة فاطمة فيصل العتيبي صباح يوم الثلاثاء 21-5-1437 الموافق 1-مارس 2016 على درجة الدكتوراه في الفلسفة والإدارة التربوية بامتياز، عن رسالتها التي بعنوان (حوكمة التعليم في المملكة العربية السعودية -نموذج مقترح)، وذلك في ختام جلسة المناقشة التي امتدت زهاء الثلاث ساعات في رحاب كلية التربية في جامعة الملك سعود في العاصمة الرياض، وتكونت لجنة المناقشة من كل من:
أ.د. هند بنت ماجد بن خثيلة مشرفاً ومقرراً.
وكذلك أ.د. يوسف بن عبدالرحمن الشبل عميد أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأمام محمد بن سعود مناقشاً خارجياً.
والدكتور طارق بن محمد الثويني رئيس قسم الإدارة التربوية بجامعة الملك سعود عضواً.
والدكتور عبدالله بن محمد المانع أستاذ الإدارة التربوية بجامعة الملك سعود عضواً.
والدكتور عبدالعزيز بن سالم النوح أستاذ الإدارة التربوية في جامعة الملك سعود عضواً.
وهدفت الدراسة إلى التعرف على واقع تطبيق الحوكمة في التعليم من خلال وجهة نظر قيادات التعليم ومرؤوسيهم، وتتمثل أبعاد الحوكمة في:
- الشفافية والمساءلة والمشاركة واللامركزية - والتمكين.
- كما هدفت للتعرف على معوقات تطبيق الحوكمة في التعليم من خلال وجهة نظر القيادات ومرؤوسيهم.
- وهدفت الدراسة أيضاً لعرض أنجح التجارب العالمية في تطبيق الحوكمة في التعليم الجامعي وما قبل الجامعي.
- كما هدفت الدراسة إلى تقديم نموذج مقترح لتطبيق الحوكمة في التعليم في المملكة العربية السعودية. وتكمن أهمية الموضوع في الحاجة إليه وذلك لنجاحه عالمياً كنهج جديد جرى تطبيقه في دول كثيرة وأسهم في تحسين النتائج والمخرجات في ظل الأزمات الاقتصادية، حيث تعتمد الحوكمة على إيجاد سياسات وتشريعات تسهم في استثمار الموارد المالية والبشرية ودعم نظام الرقابة والمحاسبية والتقييم الذاتي ومشاركة المجتمع المحلي باتخاذ القرار في شأنهم العام وتعزيز الانتماء من خلال جعل أصحاب المصالح جزءاً من الإدارة الرشيدة.
وتكونت الرسالة التي أوصت اللجنة بنشرها ضمن مطبوعات الجامعة على خمسة فصول وبحثت في موضوع أصيل وحديث، وتعد هذه الرسالة أول رسالة بحثية عن حوكمة نظام التعليم في المملكة العربية السعودية بعد قرار الدمج.
ونوهت لجنة المناقشة بجهد الأستاذة الدكتورة هند بنت ماجد بن خثيلة في الإشراف على هذه الرسالة المميزة.
التي لاقت استحسان الأكاديميين خاصة في الفصل الرابع والخامس اللذين ظهرت فيهما قدرة الباحثة على مناقشة وتفسير النتائج وربطها بالدراسات السابقة والتجارب العالمية وخبراتها العملية والميدانية، كما أثنى المناقشون على ثراء التجارب العالمية التي جمعتها الباحثة سواء على مستوى حوكمة التعليم الجامعي أو ما قيل الجامعي، كما أشادت اللجنة بقدرة الباحثة على التوصل لنموذج مميز قابل للتطبيق في وزارة التعليم أو أي وزارة أخرى من القطاع العام، وذلك لأنه يقوم على حوكمة النظام للمنظمات العامة، واقترحت اللجنة تحكيم النموذج وتحويله لتقنية يتم التدريب عليه والحصول على رخصة في إتقانه واعتباره اقتصاداً معرفياً.
كما أشاد المناقشون بعدد عينة البحث وذكاء الباحثة في استطلاع رأي عينة من القيادات في وزارة التعليم تجاوب منهم 111، وعينة من المرؤوسين تجاوب منهم 273 وإجراء مقارنة بين الإجابات على كل عبارة من عبارات الاستبانة التي يبلغ عددها 75 عبارة وهو ما عدوه جهداً مميزاً.
وانتقد أحد المناقشين تحفظ الباحثة من إعطاء أمثلة من الواقع على الرغم من خبرتها العملية. وعلقت الباحثة أن المملكة دولة مثلها سائر الدول والتجاوزات التي تحدث في التعليم في كل الدول متماثلة لكن العبرة في الإجراءات المتخذة التي تضمن عدم تكرارها، كما انتقد أحد المناقشين خلو قائمة محكمي أداة البحث الأولى الاستبانة من أساتذة قسم الإدارة التربوية في جامعة الملك سعود، وعلقت الباحثة أنها استفادت من خبرات أساتذة الجامعات الأخرى وأعضاء اللجنة التعليمية في مجلس الشورى ومسئولين في وزارة التعليم وبعضهم خريجو جامعة الملك سعود. وانتقدت لجنة المناقشة كثرة الأساليب الإحصائية التي استخدمتها الباحثة وكثرة الجداول المنشورة وكذلك كثرة الإطار النظري وعدم ظهور شخصية الباحثة فيه.
إلا أنهم اتفقوا على أن الرسالة مميزة، وهي إضافة لقسم الإدارة التربوية وللبحث العلمي في المملكة العربية السعودية.
ومن أبرز نتائج البحث:
درجة تطبيق الحوكمة بأبعادها الخمسة عاليه من وجهة نظر القيادات ومتوسطة إلى منخفضة من وجهة نظر المرؤوسين.
وعزت الباحثة هذه الفجوة الكبيرة بين نتائج القيادات ونتائج المرؤوسين إلى أن القيادات يصفون أداءهم ولذا مالوا إلى القول بالكمال، بينما المرؤوسون فإنهم يتطلعون للعدالة في المساءلة وتساوي الفرص في المشاركة والشفافية والإعلان والتوضيح والتمكين والتدريب والتأهيل وإشراكهم في اتخاذ القرار، لذا فهم يطمحون دائماً للأفضل.
كما اتفق المستطلعون على غياب السياسات والنظم الإدارية التي تدعم تطبيق الحوكمة بدرجة عالية، وكذلك اعتبر المستطلعون أن ثقافة المنظمة تفشي المحسوبيات هي معوق لتطبيق الحوكمة بدرجة عالية، وكذلك اتفقوا على وجود قصور في توضيح آليات استثمار وسائل التواصل الاجتماعي في تطبيق الحوكمة بدرجة عالية.
وجاءت أبرز توصيات الدراسة بتطبيق النموذج الذي توصلت إليه الباحثة في ضوء نتائج دراستها واطلاعها على الدراسات السابقة والتجارب العالمية. وتضمن النموذج إطاراً مرجعياً يتضمن المنطلقات والأهداف والأهمية والداعمين والمنفذين والمستهدفين وآليات ومراحل التنفيذ سواء في الجانب الإداري المتعلق بالممارسات الإدارية للقيادات أو الجانب الفني التعليمي المتعلق بالمناهج والأنشطة والتدريب والتمكين للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور. وطالبت لجنة المناقشة الباحثة بإضافة هيكل لمجالس أولياء الأمور حتى يكتمل النموذج.
حضر المناقشة مجموعة من أساتذة وأستاذات قسم الإدارة التربوية منهم د. نوف الجمعة وكيلة قسم الإدارة التربوية، وأيضاً د. هيا البراهيم وكذلك د. حمدان الغامدي، ومجموعة من طلاب وطالبات الدراسات العليا وكذلك أسرة الزميلة فاطمة وبالأخص زوجها الأستاذ فواز أبو نيان معد صفحة «كتب» في صحيفة الجزيرة الذي أهدت له رسالتها ووصفته في المقدمة بالداعم والمشجع، كما حضر المناقشة أبناؤها وشقيقاتها وأشقاؤها.
يذكر أن الدكتورة فاطمة فيصل العتيبي إحدى كاتبات صحيفة الجزيرة لأكثر من عقدين، كما أنها تربوية بدأت في الميدان التربوي ثم شغلت مناصب عدة في جهاز وزارة التعليم آخرها مديرة المراجعة الداخلية. «الجزيرة» تبارك وتتمنى للزميلة د. فاطمة كاتبة نهارات أخرى المزيد من التفوق والتميز.