عادل بن عبدالرحمن المحسن ">
تشهد مدارس تحفيظ القرآن الكريم نهضة تنموية مباركة، وتستقطب أعداداً كبيرة من الطلاب والطالبات، وتعتني ببناء جيلٍ يعيش مع كتاب الله - عز وجل - تلاوة وحفظاً, ينهل من مورده العذب، ويستقي من معينه الصافي، فيتمثل هدي القرآن سلوكاً وخلقاً، ويجعل القرآن الكريم منهاج حياة، ودليل هداية {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}؛ فيتميز بقيمه وأهدافه، ويتفوق بطموحه وآماله.. وهذا مؤشر من مؤشرات الخيرية والرفعة لهذا المجتمع.
وما زلنا - بحمد الله - نرى ونشاهد المخرجات الجيدة في مدارس التحفيظ في المرحلة الثانوية، إلا أنها تقل جودة في المراحل الأولى؛ وهذا يجعلنا نعتني بالكفايات المؤهلة لهذه المدارس، خاصة المرحلة الابتدائية.
إن النجاح والتميز اللذين ننشدهما في مدارس تحفيظ القرآن الكريم يعتمدان على ركائز أساسية، بقدر توافرها يكون النجاح، ويأتي في مقدمتها: المعلم إذا كان مؤهلاً، وفاعلاً، ومحفزاً.
وبتجربة في مدارس تحفيظ القرآن الكريم عشر سنواتٍ معلماً، وأربعاً مشرفاً تربوياً، اجتهدتُ في رسم الكفايات التي يحتاج إليها معلم القرآن؛ ليكون متمكناً مؤهلاً، وفاعلاً متميزاً، يقدِّم درسه بطريقة تعليمية جاذبة؛ فيتخرج جيلٌ متميزٌ بمستواه التعليمي والتربوي، سائلاً المولى - جل وعلا - أن تكون إسهامة مباركة، تدفع بعجلة التميز في مدارس تحفيظ القرآن الكريم.
كفايات معلم القرآن
الكفايات هي القدرات العقلية والمعرفية والمهارية، التي يترتب نجاح العمل المراد تنفيذه ع لى توافرها، وقدرة الشخص على استثارتها، وتوظيفها للوصول إلى الهدف المنشود.
والمراد بها هنا: الكفايات المعرفية، الكفايات المهارية والكفايات التربوية.
فالكفايات المعرفية لمعلم القرآن: أن يكون متقناً لتلاوة كتاب الله - عز وجل - بلا لحون. قد قرأ القرآن على معلمٍ متقنٍ. ويكون قادراً على التلاوة المجوَّدة، عنده إلمامٌ جيدٌ بقواعد التجويد، ضابطاً لرسم المصحف، يعرف تفسير آيات المقرر بالجملة.
والكفايات المهارية: التخطيط الجيد، تنوع طرق التدريس، تنمية مهارات الطلاب، التحفيز، الاستماع الجيد وتمييز الخطأ من الصواب، توظيف الوسائل التعليمية والتقنيات الحديثة في الدرس، تفعيل مهارة حفظ مقرر الغد بالقراءة الجماعية والزمرية، والتكرار للآيات آية آية، ونحو ذلك.
والكفايات التربوية: القدوة الحسنة، التحلي بجميل الأخلاق، إظهار المحبة والنصح للطلاب، الرحمة ولين الجانب، الرفق بالمخطئ، التوجيه التربوي الهادف ونحوها.
هذه جُمَل مختصرة في التعريف بالكفايات التي يحتاج إليها معلم القرآن في مدارس التحفيظ، أسأل الله - عز وجل - أن يوفِّق كل معلم ومعلمة بذلا جهدهما في التربية والتعليم لتخريج جيل نافع لأمته ووطنه.
مشرف التربية الإسلامية - إدارة تعليم القصيم