أحمد المنصور ">
عُرِفَ الكليجا منذ أزمنة قديمة بمنطقة القصيم، ولا زال معروفًا، ويحرص أبناء المنطقة على إعداده، وعرضه، وبيعه في مختلف أماكن تسويقه، وأكثرها المهرجانات التراثية التي أطلق على أحدها بمدينة بريدة مهرجان الكليجا.
يُعد المهرجان من المهرجانات الموسمية التي عليها إقبال، وعرض، وبيع، من أبناء المنطقة وغيرها من المناطق الذين يحرصون على التسوق في أركان صالاته التي تمتلئ من المتسوقين لتذوقه، وشراء كميات لأهاليهم، وأصدقائهم، وزملائهم؛ لأنه من أحلى الهدايا التي يقدمونها. كما يحرصون على معرفة إعداده، وفوائده التي يتعرفون عليها من الحرفيات في الأكشاك التي امتلأت أركانه من النساء اللاتي حضرن من بريدة، ومحافظات المنطقة ومراكزها.. وأجدن في إعداده، وعرضه، وبيعه، وغيره من المنتجات الغذائية الشعبية والذي من أكثرها: الكليجا، والفريك، وقرص عقيل، والحنيني، والمرقوق، والمطازيز. والجريش، والقرصان، والدويفه.. وغيرها من الغذاء القصيمي.
هذا ويعد الكليجا من أفضل المواد الغذائية التي من أكثرها: طحين البر، ودبس التمر، وشط البعير.. وبعد عجن الطحين بالماء وخلطه بالأيدي، وإضافة الدبس داخل أقراصه يضعونها في صينية معدنية لإدخالها في التنور؛ لكي يتعرض لحرارة النار بضع دقائق إلى أن يتحول لأقراص على شكل عدسة مقببة تغطيها مربعات شقراء تميزه عن غيره من الغذاء الشعبي، ومن ثم تخرجه المرأة من داخل التنور ساخنًا واضعةً شيئًا منه في أوعية التنك لبيعه، والباقي في الطاولة عرضًا وتذوقًا لمتسوقي المهرجان الذين يجدون في أقراص الكليجا التي أعدتها المرأة القصيمية إعدادًا فنيًا يغريهم على تذوقه وشرائه. ففيه رائحة زكية، ولون جذاب، وطعم لذيذ لا يقل طعم دبسه عن طعم العسل إضافة إلى فوائده الغذائية التي من أكثرها أهمية: البر، والمعادن، والفيتامينات وغيرها من الفوائد. كما يوجد نوع من الكليجا خالي من الدبس الذي يحتوي على سكريات لا تناسب مرضى السكر، والذين يحرصون على الحمية الغذائية.
يُعد الكليجا من الغذاء الشعبي القديم الذي يحرص على إعداده أبناء منطقة القصيم منذ أزمنة بعيدة، والأكثر حرصًا رجال العقيلات الذين يقصدون الشام، والعراق، ومصر على ظهور الإبل متزودين بأقراصه؛ لأنه سهل الحمل، وطويل التخزين، ومتنوع الفوائد.
هذا ولأهمية الكليجا وشعبيته وتسويقه في مهرجانه الذي يفتتحه ويرعاه بمدينة بريدة صاحب السمو الملكي الدكتور الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، ويحضره المتسوقون من داخل المنطقة وغيرها من المناطق الذين يجدون في المهرجان إعداد، وعرض، وبيع أنواع من الغذاء الشعبي الذي تعده المرأة القصيمية، وتعرضه على المتسوقين؛ فأجادت في إعداده، وفتح لها أبواب رزقٍ قد لا تجده داخل منزلها!.
ولأهمية الكليجا وشهرته الوطنية.. نأمل من المسؤولين في أمانة منطقة القصيم عبر أسطر هذه الصفحة من صفحات جريدتنا الجزيرة أن يكون للكليجا ميدان ومجسم في أحد شوارع مدينة بريدة؛ لأنه يرمز لأفضل غذاء وأكثره شعبية وإقبالاً على شرائه من أبناء المنطقة وغيرها من المناطق، ويطلق على الميدان والمجسم ميدان الكليجا، ويعلوه قرصه المدبب الذي أعطت له أنوار ميدانه اللون الذهبي.
نادي القصيم الأدبي - بريدة