نواف بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ ">
منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، دفة الحكم في هذه البلاد، وهو يولي الاهتمام الشديد بأبناء شعبه، وذلك برعاية مصالحهم، والسعي في استثمار العقول، والاستفادة من الخبرات والكوادر الوطنية بما يحقق الازدهار والنهضة في هذا الوطن الغالي.
ولا يخفى على الجميع هذا الاهتمام، من خلال الخطابات الملكية الكريمة التي وجهها أيده الله، لأبنائه المواطنين، والتي كان آخرها خطابه أيده الله، في افتتاح أعمال مجلس الشورى للعام الحالي.
ولعل من نتائج هذا الاهتمام الكريم، صدور أمره أيده الله، بإنشاء (هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة) والتي تم ربطها تنظيمياً وإدارياً بسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، الذي يقود أبرز خطط التغيير الاقتصادي في المملكة.
ويأتي هذا القرار، استشعاراً من خادم الحرمين الشريفين أيده الله، بأهمية الاستثمار في المواطن وضرورة وضع الخطط التنموية المناسبة التي تحقق ازدهار ورفعة هذا البلد، وتأكيداً على حرصه أيده الله، بأن تحقق هذه المنشأة الآمال والتطلعات التي من شأنها وضع المملكة في مكانها الطبيعي بين مصاف الدول المتقدمة، وجعلها أحد النماذج المشرّفة التي يحتذى بها في هذا المجال.
ومما لا يخفى على الجميع أن بلادنا تشهد توسعاً جغرافياً ونمواً سكانياً كبيراً، حيث وصل عدد سكان المملكة بحسب تقرير هيئة الإحصاءات العامة، ما يقارب 21 مليون نسمة من السعوديين، وفي مدينة الرياض يصل عدد السعوديين إلى 4 مليون نسمة، في حين بلغ معدل البطالة بين السعوديين على مستوى المملكة 11.6% وفي مدينة الرياض بلغت 13.3%.
وحيث صاحب ذلك التوسع والنمو زيادة في الطلب على الوظائف وقلة توفرها، مما دعت الحاجة إلى إنشاء هيئة مستقلة تعنى بتوليد الوظائف ومكافحة البطالة تسهم في توفير رغد العيش للمواطن والحصول على حياة كريمة له، إضافة إلى الحد من الجريمة بكافة أنواعها، إذ تشير الدراسات والتقارير الرسمية المتخصصة، إلى وجود علاقة مباشرة بين البطالة والجريمة، وأن معدل الجريمة يزداد بين العاطلين عن العمل، بينما تقل الجريمة بين الأشخاص الحاصلين على العمل.
ولدعم هذه المشروع الرائد، يجب توحيد الجهود والبرامج الحكومية والخطط التنموية للجهات ذات العلاقة، والممثلة في كل من وزارة التعليم، وزارة العمل، وزارة الشؤون الاجتماعية، صندوق تنمية الموارد البشرية، الصندوق الخيري الاجتماعي، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لتحقيق توجه القيادة المتطلعة لتحقيق مصلحة الوطن وأبنائه.
حفظ الله خادم الحرمين وولي عهده وولي ولي عهده وأعانهم على خدمة الإسلام والمسلمين، وأدام نعمة الأمن والأمان في هذا الوطن الغالي.
- باحث في الشؤون الاجتماعية