تداعيات الغيمة السابعة (1-2) ">
(1)
لو كان السؤال رجلاً.. لقضيتُ عمري في مسامرته.. ولو كان امرأة.. لنظمتُ فيها أجمل القصائد.. ولو كان غيماً.. لسكنتُه.. نهراً.. لجريتُ معه.. لو كان.. لو كان..
(2)
بعض العبارات تُكتب بماء الأسئلة.. فإذا قرأتها تبخر الماء وبقيت الأسئلة!.. ظامئٌ أبداً من يحاول الإجابة !
(3)
أبوالطيب يقول: وكثيرٌ من السؤال اشتياقٌ.. كذلك: كثير من السؤال: محضُ مغامرة.. وكم من سؤال فتيّ قتلتْه الإجابات الجاهزة !.. بعض الأسئلة يطيب لها كثيراً أن تظلّ معلَّقةً بأغصان الشجر.. فيا طالعَ الشجرة.. ماذا تصنع؟..
(4)
تهمسين - غير مبالية- بالكلمة التي كنتُ على وشك النطق بها.. فأشعر بالغيرة.. لماذا؟.. ألأنك سبقتِني إليها.. أم لأنها سبقتني إليك؟..
(5)
لماذا تقف والناس سائرون؟.. هل تريد أن تجرِّب إحساس الشجر مثلاً ؟.. لماذا تشدو والناس نائمون؟.. هل تريد أن تختبر الغضب الهاجع مثلاً؟.. لماذا تطرح الأسئلة التي لا جواب لها؟.. هل تريد أن تستفز كبرياء الاعتياد مثلاً؟..
(6)
يقولون: تكهرب الجو.. حين تتطاير فيه كلمات الغضب.. لم يقولوا ماذا يحلّ به حين تتناثر في أعطافه لآلئ الكلام.. هل يحلم.. يذوب.. يتقاطر أنداء ؟
(7)
هل تستغرب أن أحد العصافير يشدو بأغنية مختلفة ؟.. خذ هذه إذن: لو تعثرت الجوقة فسينضم العصفور المتمرد إليها!.. بعض العصافير معنيّة بإحياء الأغاني المتعثرة!
(8)
تعرف ذوقه أكثر حين يتعمد إهمال الذوق.. وترى نبله أوضح يوم يعلن الحرب.. يا بهيّ الروح إذا كان هذا هو الحد الأدنى لإنسانيتك.. فأيّ دوار سيربك الحواس حين تحلِّق؟..
(9)
يا شجرَ الحقيقة.. هل تحمل عناقيدَ الطمأنينة إلا أغصانُ الإنصاف؟.. كيف يهصرون الأغصان ثم يعجبون لتساقط العناقيد؟.. فاجعٌ مرأى الراكضين في الدائرة المغلقة!..
(10)
يرنو.. فتنهمر ثلوج الشتاء من ناظريه.. ويحكي: كيف تسربتْ ليالي الصيف من راحتيه.. ثم يسري.. فتتكسّر أوراق الخريف تحت قدميه.. يا رفيق الفصول.. أفي قلبك الربيع ؟..
(11)
الحيرة الموجعة في منتصف العمر: حين تتزاحم أحلام المستقبل وذكريات الماضي.. للتربّع على المقعد الأول في بهو القلب.. كيف يفضّ الفؤاد المعنّى هذا الاشتباك؟.
(12)
هل حياتك سوى قصة ؟ وهل هناك قصة دون صراع ؟.. لماذا تصرّ دائماً على أن تبدو كتلة متجانسة؟ يا صديقي.. أعطِنا ملامح تردد.. دلائل تناقض.. امنحنا شيئاً من التشويق !
(13)
كيف تقنعه بأن معظم ظنونه ومخاوفه مجرد أوهام لا علاقة لها بالواقع.. إذا كان رأيه فيك أحد أوهامه المفضلة؟!..
(14)
وتثاءبت شهرزاد.. ثم قالت: هل تتوقع أن تكون المبادرة دائماً من طرف واحد ؟.. حتى البحر –وما أكرمه- يتقلّب بين مدّ وجزْر !.. رمال الشاطئ تدرك هذا.. وفي اللحظة المناسبة تتسرّب نحوه لتجدِّد العهدَ بنداوته !
(15)
لماذا الطريق بهيٌّ.. بأولِ خطوٍ لنا في الطريق؟.. لماذا الطفولة أعذبُ.. والحلم أجملُ في فاتحات الرؤى؟.. ولماذا يُذوّبنا مستهَلّ الحكاية شوقاً وليس الختام؟
- د. سامي العجلان