غرَبَ الرِّيحُ ">
من زمانٍ أثَرِي مِنْ أثَرِي
يعتبُ الخطْوَ الذي لم يَكْبُر
أقنِصُ الغيْماتِ من كفِّ الجِنى
فأرى الدَّوحَ الذي لم يَنضُرِ!
وأزيحُ الشَّوكَ عن حُسْنٍ دنا
فيُِعِيدُ الشُّوكَ جمَّ الخَطر!
أصبحَ العِشقُ ونى يقفو ونى
وامتداداً سَفَراً مِنْ سَفَرِ
أيُّ معنى لدلالٍ لم يُصِخْ
آهةَ القربِ لآهِ [المْجْهَر]؟
إنْ دنا مِنه غدا مَهْزلةً
وإذا بانَ شكا من حَذَرِ
* * *
يا مُدِيلَ الَّليلِ من كَهْفٍ نأى
وغيومُ الحبِّ لمْ تنتظِر
مطري ضوءٌ ويَنْعٌ مشْفقٌ
إنْ بكى بعضٌ خرابَ المَطر
ورياحي ليس إلاَّ نسْنَسَتْ
من شذا يَخنِقُ نَفْسَ الأشِر
والتَّباريحُ التي تُؤرِقُنِي
ليس إلاَّ صوَراً من سُوَر
فالأماسي في حياتي فِكََرٌ
والأماني غايةٌ لم تَصْغرِ
* * *
غرَبَ الرِّيحُ بأحبابٍ فما
حسِبُوه غيرَ دنيا بَطَر
وعرفنا مشْيةَ السَّعدِ، إذا
نزَّ مُشقِينا اختفى من مُنْكِر
يستعيذ الريحُ يخبو حينما
يشهدُ العزْمَ الذي لم يَشْمُرِ
زعموا الحبَّ لظى ليس لظى
ما يجير المُتَّقََى منْ صَقَرِ
إنَّ للعِشقِ نُهىً مبصرةً
وله.. عاثرةً في حُفَرِ
..تُهلِكُ الدنيا بمُغْترٍّ بها
فاز من جافى دُنُوَّ الَوَطَرِ
* * *
عجبي أنْ يجذبَ الَّلهوُ إلى
أسفلٍ.. حُلواً لِسوءِ السَّمَرِ!
ويَفِرَّ الحسْنُ من بيئَتِهِ
نَحْوَ دقعاءَ هوىً لمْ يُثمِرِ
كيف يسلو هاربٌ من ذاتِه
وصفاءٌ لم يُصَنْ من مَذَرِ؟
هانتِ لدُّنيا لماذا لم تنلْ
بسموِّ النَّاس أسمى مظهرِ؟
وطغى الشَّرُّ لماذا لم نُعِرْ
همْسَه -مهما يكنْ- من أثَر؟
ما أجلَّ العقلَ يَحْمي من هوى
.. وأذلَّ النَّفسَ لم تنزَجر!
* * *
يا مُذيعَ الحبِّ آهً وجوى
ما لهذا الرِّبحِ يسعى المشتري
دَندِنِ النورَ تهبْ مبتسماً
للفراشاتِ نقاءَ البَشَر
لا تقلْ فنِّي لفنٍ فغداً
سوف تلقى جُرْمَ هذا الهَذَر
في غدٍ لا تنفعُ الشُّهرةُ منْ
سار في دربٍ عظيمِ الضَّررِ
- منصور بن محمد دماس مذكور
dammasmm@gmail.com
23-3-1437هـ