الميليشيات الانقلابية تتجرد من إنسانيتها وتعاقب حيوانات حديقة تعز بالحصار والتجويع ">
تعز - الجزيرة:
لم تكتف مليشيات الموت والدمار بالقتل اليومي للمدنيين اليمنيين في تعز وغيرهم برصاص قناصتها وبقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاوزر بل امتدت أياديها الآثمة لتدمير كل ما يمت للحياة بصلة من شجر وحجر وحيوانات .. فحديقة الحيوانات بتعز وهي اكبر حديقة حيوانات في اليمن والتى تقع في المناطق التى ما تزال تحت سيطرت الميليشيات قد نالها ما نالها من الممارسات اللا انسانية والإهمال المتعمد والتدمير الممنهج، حيث تعيش الحيوانات الحبيسة فيها أوضاعا صعبة فلا ماء ولا غذاء .. الانقلابيون تجردوا من انسانيتهم وفرضوا عليها حصاراً كما فرضوه على ابناء تعز في مدينتهم، وكأن لسان حالهم يقول لهذه الحيوانات طالما وانتم في تعز فسنعاقبكم بالموت جوعاً كما نعاقب اهلها، ونتيجة لانعدام الرعاية والاهتمام وعدم توفير الغذاء المعتاد للحيوانات القابعة في أقفاص الحديقة فقد أصابها ما أصابها من الهزال والإعياء، ووصل الامر الى أن نفق معظمها .. انها حيوانات لا حول لها ولا قوة تعاني كما يعاني ابناء تعز من حصار وتجويع مستمر في ظل استمرار العبث واستخدام الميليشيات المتنفسات الخاصة بها أماكن للحشد والتجمع لعناصرها، ما جعل الكثير من السكان يعزفون عن زيارة الحديقة لمشاطرة الحيوانات المحاصرة فيها قوت أبنائهم بمنحها ما قد تسد به رمق عيشها .
مضى حتى الآن ما يقارب العام شهدت خلالها مدينة تعز حربا على كل ما يمت للحياة بصلة من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع في تدمير ممنهج لمخزونها البشري والثقافي والحيواني والنباتي أيضا.
وفي هذا الصدد يقول الناشط الإعلامي فواز الوافي «حتى الحيوانات كان لها نصيب من المعاناة بسب الحرب الدائرة في البلاد بسبب مليشيات الانقلاب؛ فمنذ اكثر من سنة على بداية حرب الانقلابيين على مدينة تعز وهذه الحيوانات حُرمت من ابسط مقومات الحياة من ماء وغذاء ورعاية صحية بالشكل الكافي والمعتاد لها كما كان طيلة السنوات الماضية».
ويضيف الوافي بالقول «لقد توقف ايرادات تذاكر دخول الزوار لحديقة الحيوانات بشكل كلي والتي كانت تغطي جزءا من نفقات شراء الماء والغذاء والدواء لحيوانات الحديقة فضلاً عن توقف الجزء الأكبر من التمويل الذي كان يقدمه صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة بسبب توقف إيراداته بشكل كلي نتيجة توقف الحركة التجارية واغلاق المصانع والمكاتب الحكومية في المحافظة» عدد من الحيوانات في هذه الحديقة نفقت بسبب الجوع وانعدام الغذاء والماء والرعاية بعد ان ظلت لوقت غير قليل تعاني من الاهمال واللا مبالاة من قبل من ولوا أمرها من عصابات التمرد والانقلاب الذين سرقوا حتى من أفواه الحيوانات قوت يومها ،وعلى الرغم من أن بعض حيوانات الحديقة هي من الفصائل النادرة كالأسود وبعض النمور اليمنية التي تكاد أن تنقرض الا أن ذلك لم يشفع لها عند سجانيها.
حديقة الحيوانات في تعز تحتاج وفق ما افاد به من تولوا لوقت مهام رعايتها إلى نحو أربعمائة ألف ريال يوميا بمعدل 12 مليون ريال شهريا كميزانية تشغيلية معتمدة للحفاظ عليها واستمرارية عيشها، لكنها اليوم تفتقد الى ابسط انواع الرعاية الصحية والغذاء والدواء بالرغم من بعض المحاولات من قبل الناشطين والمبادرات الشبابية لإنقاذ الوضع الكارثي للحديقة الذين يواجهون بمضايقات من قبل المليشيات.
ويرى الناشط الحقوقي عادل شمسان أن ما تصنعه المليشيات بمحافظة تعز ليس غريبا عليها، اذ لا يُستغرب أي سلوك تدميري لهذه المليشيات الإجرامية ضد كل ما يمت للحياة بصلة وهي التي جاءت من كهوف الظلام لتحرق وتدمر الحرث والنسل وأحرقت الأخضر واليابس فهي مشروع للموت والقتل والتدمير .
ويضيف شمسان بالقول «مثلما قتلت الميليشيات الانقلابية الإنسان المسالم في هذه المدينة فليس بغريب أن تقتل الحيوان وتحرق الشجر وتدمر الحجر».