كتب رئيس التحرير/ خالد بن حمد المالك في الغراء صحيفة الجزيرة يوم الأربعاء 24 فبراير 2. 16م مقالا بعنوان (أين صوت لبنانيي المملكة).
وقد انتظرت كما انتظر سعادته فلم أسمع من يرد الصوت لنا، لذا بادر الإخوة اللبنانيين في المملكة وطرحت عليهم التساؤل نفسه نادى به المالك اللبنانيين في المقال المشار إليه: (لم نسمع أي صوت من إخواننا اللبنانيين المقيمين بالمملكة يستنكرون فيه الموقف اللبناني الرسمي من المملكة، ولم نقرأ كلمة أو نشاهد ظهوراً إعلامياً ينكر فيه أي من اللبنانيين الذين يعملون بالمملكة ما كان من موقف صادم من وزير خارجية لبنان في اجتماعات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي).
فكان ردهم مدويا ومفاجئا لي، منهم من قال مازلنا والله تحت تأثير الصدمة بين مصدق ومكذب، كيف لحزب الله أن ينكر فضل المملكة بعد فضل الله علينا في لبنان، لم تتخل عنا في أصعب الظروف، وأحلكها، أيام الحرب الأهلية حتى استطاعت وحدها أن تنزع فتيل الحرب في مؤتمر الطائف الشهير يوم أن كان الجميع يتفرج على الدم اللبناني المسفوح أومن يذكي أوار الحرب الأهلية المستعرة.
من ينكر وقوف المملكة مع اللبنانيين سواء في تقويم الاقتصاد ودعمه والبنية التحتية للدولة اللبنانية، أو دعم مؤسسات الدولة اللبنانية برمتها. دون تفريق بين مكونات الشعب اللبناني بناء على طائفة أو مذهب أو فكر أو انتماء!!!.
لبنان لولا الله ثم المملكة لم يكن لها شأن ولعلي لا أكذب إن قلت قد تكون في خبر كان
من عمّر البلاد
من عّمر الشوارع
من عمّر المدارس
من أعاد أعمار لبنان بعد الحرب الأهلية
من دفع الأرقام الفلكية المليارات من من من...
فضل المملكة لا ينكره ذو عينين وهي محل تقدير من كل مكونات الشعب اللبناني.
ماذا يريد حزب الله، وكيف يفكر ؟ العودة بلبنان إلى الحروب الأهلية.
وهو الذي أحرج لبنان وانسلخ من لبنانيته مرتميا بين أحضان إيران وحلفائها تأييدا ومشاركة حتى لو لعلى حساب الدولة اللبنانية.
مواقفه واضحة وهو يجرنا إلى الهاوية وإلى مستنقع الحرب الأهلية، رضينا أو أبينا.
نحن لبنانيي الداخل في المملكة لا نعرف بلدا آوانا، ونصرنا وفتح البلد ممارسة، واقتصادا، وتعليما، لنا ولأبنائنا، قد تصل إلى ثلاث أجيال في البيت الواحد مثل المملكة العربية السعودية من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، إلى أبنائه الملوك البررة إلى عهد الحزم والعزم عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز سلمه الله.
فهي بلدنا ليس الثاني بل الأول!!.
نمارس حياتنا في المملكة بكل أريحية وهدوء ولنا فيها استثمارات ونعزز اقتصاد لبنان في الداخل بالأموال، التي نرسلها جراء عملنا سواء في المملكة أو الدول الخليجية، بيوتنا مفتوحة بفضل الله ثم بفضل المملكة وأشقائها الدول الخليجية ليفهم حزب الله هذه الرسالة.
ليفهم أنه يريد أن يخرب البلد، ويجعل عاليها واطيها، الشر قادم فأين أهل الرأي وأهل الحكمة، وأهل العقل والفهم ؟
تهدى الأمور بأهل الرأي إن صلحت
وإن أساءت فبالأشرار تنقاد
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا صلاح إذا جهالهم سادوا.
ويستطرد المالك: (يتوقّع السعوديون من إخوانهم اللبنانيين في المملكة أن يصدعوا بآرائهم بأكثر من الإعلان المنشور في صحيفة الجزيرة اليوم، وأن يعبِّروا بصراحة ووضوح عن موقفهم من جرّ بلادهم إلى هذا المستنقع الإيراني الخطير، فلبنان أمام تحديات كثيرة، وعلى كل مواطن لبناني أن يتحمل مسؤوليته ولو بالتعبير الحر عن رأيه في هذه المؤامرة).
فيرد اللبنانيين نحن نصدع بذلك وعلى رؤوس الأشهاد ونفدي المملكة بأرواحنا وأموالنا هي الركن الشديد بعد الله لنا، خاصة ونحن نرى ما فعلته الآلة الإيرانية بأهلنا في العراق وسوريا واليمن وما يراد لأهلنا في الخليج البحرين والإمارات والكويت، والسعيد من وعظ بغيره، نحن نفهم، ونقيم، ونقرر، وولاءنا بعد الله مع أهلنا في الخليج، لا تتركونا فلن نترككم ونحن المستفيد منكم بهذا نقرّ!!
المؤامرة كبيرة، ونحن في ذهول، وحزب الله يريد أن يسلخ لبنان من عروبته وإسلامه، في مواجهة فعلية، وقد تكون حرب أهلية لاقدر الله إن لم يتدخل عقلاء الساسة اللبنانيين، وينزعوا هذا الفتيل.
لكن ليعلم حزب الله ومن لف لفهم، أننا مع إخواننا العرب والمسلمين بقيادة المملكة العربية السعودية قولا واحدا.
ثم يستطرد المالك قائلا :( الشعب اللبناني شعب شقيق، وتحديداً المقيمين منهم في بلادنا، فهم في قلب الجسد السعودي، والتاريخ يحتفظ بهذا الود ما لا يمكن لكائن من كان إغفاله أو التفكير بغيره، ومن هنا كان التساؤل والعتب من الشقيق السعودي على شقيقه ابن لبنان، وهو كما يقال عتب المحب، حمى الله لبنان وأهل لبنان مما يحاك لهم من مؤامرات مدمرة).
واللبنانيون يقسمون أن المملكة خط أحمر ودونها الأرواح، ودونها لبنان وأهل لبنان !!
لأننا على يقين أن بقاءنا مرتبط بسلامة المملكة كيانا وحكما وشعبا ومقاما.
قدر الله لها أن تكون على رأس الهرم الإسلامي، فيها الحرمين الشريفين، قبلة الاسلام، ومهد الدين والشرع، حباها الله حكاما يحكمون بشرع الله، ويهتمون بقضايا الأمة ولم يتخلوا يوما عن مسئولياتهم والتزاماتهم نحو إخوانهم المسلمين والعرب ومازالوا إلى يومنا هذا دعما وتأييدا ونصرة ومواقف.
نحن اللبنانيين نصدع لكل من تسوّل له نفسه، أن يظن أن اللبنانيين يقرّون حزب الله، فيما ذهب إليه، من هذا العبث، أننا على قدر الحدث ونفهم ما بين السطور، وما يراد لنا.
المملكة لها الولاء والمحبة وليذهب حزب الله إلى أسياده، لا نقرّ لهم بذلك، ونعلن براءتنا منهم على رؤوس الأشهاد، ووالله لو دخلت المملكة جحر ضب لدخلناه معها، ونحن كلمة في فم الملك سلمان بن عبدالعزيز، سلم لمن سالمهم، حربا على من حاربهم.
ارتضاهم الله لقيادة الأمة فكيف لانرضى بهم.
أثبتت ذلك الأيام وستثبت، وتوقيعنا على وثيقة التضامن التي دعى إليها تيار المستقبل بقيادة سعد الحريري تثبت ذلك، والوفود التى سجلت مواقفها لدى سفارة المملكة بلبنان أثبتت مواقفنا، إلى غير ذلك من المواقف تثبت صدق ما ذهبنا إليه.
هذا الكلام من واقع إخواننا اللبنانيين الذين التقيت بهم بل أبعد من ذلك يقولون لو فكر حزب الله أن يمسّ المكون السعودي سيأتيه الرد من قريب، وهو يعرف ذلك تماما ويعيه، والأيام حبلى، والأيام بيننا، والجواب ما سترونه لا ما تسمعونه!!
يا أهل المملكة نادانا خالد المالك وتساءل أين صوت لبنانيي المملكة ونجيب بصوت واحد «المحيا محياكم والممات مماتكم والله على مانقول شهيد».
د. سلطان بن راشد المطيري - الرياض