سميرة العمري ">
حوار هنا وحوار هناك, مجلس هنا وهناك, اتفاق قليل واختلاف كثير, إما انفعال متأجج أو هدوء نادر.
الإنسان, مشروع حوار ناجح ومنظومة فكرية لا حدود لها, نحن من نصنع حدوداً لهوية حواراتنا, من نقوقعها في اتجاه محدد, أو نطلق لها العنان مع انسجامات المجتمع وتجدده ونحن من نبدأ بمسلمات الحوار وأهدافه, نصيغ حواراتنا مع بعضنا البعض فبها نتواصل ونتفاعل للوصول إلى حوار هادف أو اختلاف وجهات نظر لا حل لها!
هل يمكن أن نتفق على أن الجميع تقريباً, أصبح محاوراً بدون تصنيف إن كان جيدا ومفيدا أم لا, فلنركز حديثنا إذاً عن المحاورة الجيدة ومستخلصاتها، كم مرة التقينا بمحاور جيد وأفادنا لغوياً وفكرياً بدءاً الحوار الصغير, وانتهاء بحوار كبير وكمية من المعطيات الثرية تؤدي إلى تغيّر وتأثر طرأ علينا في بعض توجهاتنا وعندها نتساءل عن مدى وعمق ثقافة هذا الإنسان؟
الأسئلة الكامنة هنا ما بعد الحوار:
- هل سألت كل من أخبرك معلومة جديدة من أين حصل عليها؟
- هل أخبرته أنها معلومة جديدة عليك وقلت له بالحرف الواحد «شكرا على المعلومة الجديدة حقاً لم أكن أعرفها»؟
- هل فكرنا بعد مغادرتنا أن نبحث عن كل ما ذكر خلال الحوار ونتأكد من مصادره؟
- هل نفكر فيما نقول ونقيّم أنفسنا في كل معتقد (قناعة أفضل من معتقد) نتبناه خلال حوارنا مع الآخرين؟
- هل نخبر أحداً أننا اكتسبنا هذه المعلومة من شخص ما و»نذكره بالاسم»؟
بعد هذه الأسئلة البسيطة, هل من إعادة للتفكير لتعزيز الحوار, لنتيقن أن كل حوار نقوم به, فيه مكسب لنا وللآخرين نتائجه مضمونة من تبادل الأفكار فإما أن نُفيد أو نستفيد, تلك فرصة لكل من أراد استثمار مفرداته اللغوية وخبراته ومواقفه وأقواله مع الآخرين.
«اختيار الكلام, أشد من نحت السهم» (عمر بن الخطاب).